السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البداية والنهاية» لابن كثير .. موسوعة تستعرض الإسلام بخلفية تاريخية






 نعرض اليوم لإحدى أمهات الكتب العربية والتى تتناول الإسلام بخلفية تاريخية ألا وهو كتاب «البداية والنهاية» فى التاريخ وهى موسوعة تاريخية ألفها الإمام ابن كثير، والموسوعة مؤسسة حسب معتقدات الديانة الإسلامية، وهى عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته وحتى وفاة مؤلفه فى القرن الثامن الهجرى، الكتاب يتكون من 8 مجلدات.
يبدأ من قصة خلق السماوات والأرض وخلق الكرسى والملائكة مرورا بخلق آدم والشيطان والجن، وقصة نزول  آدم ونزوله إلى الأرض، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء، وينتهى المجلد بالحديث عن فترة التكوين فى حياة الحبيب عليه الصلاة والسلام وحال العرب قبل الإسلام، ثم يأتى بسيرة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ثم ترجم لأشهر الأئمة والأعلام، ثم تاريخ الإسلام إلى القرن الثامن الهجري.
والمجلد الثامن - النهاية - يسرد ما ورد فى الفتن والملاحم وعلامات الساعة والبعث والحساب.
يضم الكتاب شرحا لمواقف القرآن الكريم بمنظور أهل الأرض وأصحاب الديانات السماوية، يتميز الكتاب بغناه بالكثير من المعلومات والتى قد تكون متضادة، يذكرها ابن كثير من عدة وجوة وعدة رواه، لكنه فى أكثر الأحيان يوضح أوجه الخلاف ويرجح رأياً على رأى بما يؤيده، ويقوم الكتاب بالتفصيل فى الأحداث التاريخية منذ مبعث النبى محمد حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات.
وقد قال ابن كثير عن كتابه: «« فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدأ المخلوقات: من خلق العرش والكرسى والسماوات، والأرضين ...، وقصص النبيين ...، حتى تنتهى النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه ... ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زماننا، ونذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة ... ثم البعث والنشور وأهوال القيامة... وما ورد فى ذلك من الكتاب والسنة والآثار والأخبار المنقولة المعقولة عند العلماء وورثة الأنبياء...»».
أما مؤلف الكتاب الإمام ابن كثير فهو أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير عماد الدين القرشى الشافعي، وقد اتفق المؤرخون على أن ابن كثير ولد فى مطلع القرن الثامن الهجري، ولم ينقلوا شيئا عن تحديد اليوم والشهر الذى ولد فيه، وهو حافظ مؤرخ وفقيه، ولد فى قرية من أعمال بصرى الشام وانتقل مع أخ له إلى دمشق، رحل فى طلب العلم. وتوفى بدمشق أيضا.
ولابن كثير مؤلفات عدة من أشهرها أيضا كتاب «قصص الأنبياء» والذى يعد تلخيصا لكتاب «البداية و النهاية»، وقد غلب على ابن كثير منذ أول كتابه إلى نهاية السيرة النبوية أثر الحديث وأسلوبه ومنهجه، فالتزم بالرواية بالأسانيد ونقدها، أو بيان درجة الحديث دون نقد السند للحكم على الأحاديث والروايات على طريقة علماء عصره، وقام بمجهود كبير فى تحقيق الأخبار وتمحيص الروايات ونقد الأسانيد وفحص بعض المتون وكشف الغرائب