الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتحى غانم هو السبب!!

فتحى غانم هو السبب!!

الصدفة وحدها هى من تسببت فى أن يكتب الأستاذ الكبير «حافظ محمود» أشهر نقيب للصحفيين والذى يحمل بطاقة نقابة الصحفيين رقم واحد!!



كان الأستاذ فتحى حافظ محمود يكتب فى جريدة الجمهورية التى كان يرأس تحريرها الأستاذ «فتحى غانم» وأيضا رئاسة مجلس إدارة دار التحرير.. وهو الذى دعا «حافظ محمود» لكتابة ذكرياته الصحفية.

تفاصيل الحكاية رواها شيخ الصحفيين فى مقدمة كتابه الممتع «حكايات صحفية» بعنوان «حكاية الحكايات» وكتب:

«الساكت عن الحق شيطان أخرس، هذه الحكمة كانت السر الحقيقى وراء كتابتى للذكريات والمذكرات قبل سنوات يوم كان الكلام عن الماضى القريب لا يقربه أحد حتى لا يتهم بالرجعية!

والقصة من أولها أن الزميل الأستاذ «كمال الملاخ» كان قد نشر فى أوائل نوفمبر سنة 1967 حديثا لأستاذنا المرحوم «طه حسين» وردت به واقعة لا يزال يختزنها بكل ما فيهامن خطأ، وهى واقعة الهجوم على مكتبه حينما كان عميدا لكلية الآداب بجامعة القاهرة، وكانت نقطة الخطأ فى رواية أستاذنا أنه تصور من قديم أن هذه الهجمة من الطلبة المعارضين كانت نتيجة تحريض من شخص معين، ولم يذكر الدكتور طه هذا الشخص بالذات، لكننى كنت أعرف الشخص الذى يعنيه، لأننى كنت معه يوم هذه الواقعة وهو أستاذنا المرحوم الدكتور «محمد حسين هيكل»!

أحسست يومئذ - فى أوليات شهر نوفمبر سنة 1967 - أننى لو تركت هذه الواقعة بغير تصحيح فسوف أكون مقصرا فى حق أستاذين: الأستاذ الدكتور طه حسين الذى علقت الأحداث بذهنه بكل ما فيها من شائعات الماضى، والأستاذ الدكتور  «هيكل» الذى كان قد انتقل إلى رحمه الله قبل هذا الحديث بعشر سنين أو تزيد وهو لا يستطيع فى غيبته عن دنيانا أن يدافع عن نفسه!

كتبت مقالا أروى فيه القصة الحقيقية كلها كما أعرفها وربما كما لم يعرفها غيرى خيرا مما أعرف، ولقد اتبعت هذا المقال بمقال آخر بمناسبة وفاة الصحفى الكبير «محمد توفيق دياب» فى ذلك التاريخ، وجاء المقالان دون عمد منى حافلين بالذكريات!

يومئذ اتصل بى الزميل الأستاذ «فتحى غانم» وكان إذ ذاك رئيس تحرير جريدة الجمهورية ورئيس مجلس إدارتها وقال لى إن ما أحسه من نفسه وما أحسه من آخرين أن المادة الصحفية فى هذين المقالين يجعله فى موقف الذى يدعونى للإكثار من نشر هذه المادة! وأطرقت طويلا أفكر.. قال «فتحى غانم» إنها مسألة لا تحتاج إلى تفكير طويل من جانبك فيما أعتقد!

قلت له أخشى أن يجىء يوم لا تستطيع أنت أن تنشر لى مثل هذه الذكريات، أن فيها كثيرًا من المواقف الشائكة!

وأطرق هو هذه المرة ثم قال: كلا واعتبرنى منذ هذه اللحظة متعاقدا معك على أن تطبع وتنشر ما ستقدمه لقراء الجمهورية فى كتاب الجمهورية الذى تزمع الدار إصداره!

كنت قد سمعت فعلا بمشروع هذا الكتاب، وكنت قد سمعت فعلا من الزميل المرحوم «عميد الأمام» أنه مكلف بترجمة بعض المذكرات عن الإنجليزية لنشرها فى كتاب «الجمهورية» فرأيت أن الذكريات المصرية أولى بالتقديم وبالفعل أعد كل منا ذكرياته، ونشرت ذكرياتى فى أول كتاب للجمهورية فى مستهل شهر أبريل سنة 1968.

ويمضى الأستاذ «حافظ محمود» قائلا: لقد بدأت أنشر الذكريات على صفحات الجمهورية فى 13 نوفمبر سنة 1968 وكان أول ثمرة لهذه الذكريات تصحيح تاريخى لثورة سنة 1919، التى كان يصر زملاؤنا القدامى على أنها تفجرت فى 13 نوفمبر سنة 1918، وكان تصحيحى أنها تفجرت فى 9 مارس سنة 1919 يوم ثأر الشعب بالفعل، أما ما سبق ثورة الشعب فكان فى رأيى عملا سياسيا قام به القادة الوطنيون بغير ثورة!

وما أن بدأت أنشر الذكريات وما أن ظهرت السلسلة الأولى منها فى كتاب «المعارك: فى الصحافة والسياسة والمجتمع» حتى انهالت كتابة الذكريات من حملة الأقلام كتبًا ومقالات وقصصا وكأنها كانت هجمة تنتظر ساعة الصفر.. وللحكاية بقية!