الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من ينقذ مركز السموم بالمنصورة؟!

من ينقذ مركز السموم بالمنصورة؟!

فى الجمهورية الجديدة، ينبغى أن تكون الكفاءة هى المعيار الوحيد لاختيار المناصب القيادية، وألا يكون هناك مجال للفشل والفساد، وأن يكون العمل ثم العمل هو دستور حياة للجميع، من أجل بناء دولة عصرية حديثة، تحقق آمال وطموحات المصريين.



الإدارى الفاشل، دفعته مواهبه  إلى تولى منصب قيادي، دون أن يمتلك سمات النجاح، والقدرة على تجاوز التحديات، حتى صار مرتبكا غير قادر على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، ويسيطر عليه « شلة من المنافقين»، يدفعونه لاتخاذ قرارات خاطئة، فتنهار بعدها شركات ومؤسسات وهيئات الدولة وتتحول إلى « خرابات»، تئن من توقف عجلة الإنتاج، ومن ثم النقص الشديد فى الموارد، وعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المادية.

أما المسئول الفاسد، فهو يعرف ماذا يريد..  منذ اليوم الأول يحول منصبه إلى غنيمة، لتحقيق الثراء السريع فى أقل فترة زمنية، فينجح فى تحويل الشركة أو المؤسسة أو الهيئة  التى يديرها إلى « عزبة خاصة»، للاستيلاء على أموال الدولة، وتسهيل الرشوة،  ليملأ بطنه من المال الحرام، ويمتلك فيللات وشاليهات فى المدن الجديدة والمنتجعات السياحية الفاخرة  بالساحل الشمالى والبحر الأحمر، وتتضاعف أرصدته فى البنوك.

للأسف الشديد، كثير ممن يتولون مناصب قيادية لا يمتلكون القدرة على تحقيق إنجازات ملموسة، أو اتخاذ قرارات تعيد الأمل من جديد فى تغيير الواقع، لذلك انحصر دورهم فى تسيير الأعمال داخل شركاتهم ومؤسساتهم وهيئاتهم، والتوقيع على أوراق الصادر والوارد.

القرار المفاجئ  بإغلاق مركز معلومات وعلاج السموم بالمنصورة، مثال واضح على ارتباك  بعض المسئولين، خصوصا أنه المركز الوحيد من بين 4 مراكز رئيسية على مستوى الجمهورية تابعة لوزارة الصحة، تعالج الحالات الحرجة الناتجة عن حالات التسمم الخطيرة والتى تؤدى إلى الوفاة، فضلا عن أنه يقدم الخدمات العلاجية لنحو 25 مليون مواطن فى محافظات الدقهلية والغربية وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد.

الغريب أن قرار إغلاق مركز السموم بالمنصورة، وإخلاء المبنى من الأطباء والصيادلة والعاملين والأجهزة الطبية، تم اتخاذه دون الرجوع إلى محافظ الدقهلية، أو إحاطته علما بالقرار ومبرراته،  رغم أنه المسئول الأول وأعلى سلطة تنفيذية بالمحافظة، والذى يتولى بمقتضى  القانون واللوائح جميع السلطات والاختصاصات التنفيذية للوزراء، وأنه المسئول أمام رئيس الوزراء فى مباشرته لاختصاصاته.

ورغم التحرك البرلمانى بطلبات إحاطة من النائبة أمل سلامة لاستدعاء الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم والقائم بأعمال وزير الصحة، إلى البرلمان لاستيضاح أسباب الإغلاق المفاجئ لمركز السموم بالمنصورة، إلا أن وزارة الصحة « ودن من طين وأخرى من عجين»، وأصيبت بـ» السكتة الكلامية»، لم ترد على المحافظ أو مجلس النواب الذى يمثل السلطة الرقابية على الحكومة. يبدو أن المسئول بوزارة الصحة عن قرار إغلاق مركز السموم بالمنصورة لا يدرك مدى أهمية المركز والخدمات التى يقدمها ليلا ونهارا على مدار أيام الأسبوع، فالمركز يستقبل يوميا حالات التسمم الغذائى الحاد، والتسمم بالمبيدات المنزلية والزراعية، والعقاقير المهدئة، وتناول الأطفال المواد الكاوية ومنظفات المنازل، وعلاج لدغات العقارب والثعابين، ولا ننسى حالات التسمم بأقراص « الغلة» السامة، كما لا يقتصر دور مركز السموم على ذلك، بل يقوم بإجراء تحاليل لجميع أنواع المخدرات والمشروبات الكحولية، وكتابة تقارير للنيابة فى حالات إدمان المخدرات وتناول المشروبات الكحولية، وعلاج حالات تتناول الجرعات الزائدة من المخدرات والخمور، والرد على استفسارات المواطنين لتقديم النصائح والإسعافات الطبية العاجلة.