الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المديح النبوى فى الصعيد

المديح النبوى فى الصعيد

من أهم مميزات المديح النبوى أنه شعر دينى ينطلق من رؤية إسلامية تطبعه الروحانية الصوفية من خلال التركيز على الحقيقة المحمدية التى تتجلى فى السيادة والأفضلية باعتباره - صلى الله عليه وسلم- سيد الكون والمخلوقات، وأنه أفضل البشر خلقة وخلقًا ويتميز المديح النبوى بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب النبى محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم- طمعًا فى شفاعته يوم الحساب، وقد انتشرت الليالى المحمدية فى صعيد مصر فى هذه الأيام فلم تخل قرية من قرى الصعيد فى الوقت الراهن من وجود ليالى المديح والأناشيد الصوفية والابتهالات الدينية التى أصبحت منتشرة بشكل كبير، وقد فسر هذه الظاهرة فى هذا الوقت بالذات عدد من شيوخ الطرق الصوفية بأن حالة الأمن والأمان التى تعيشها البلاد واختفاء التيارات الدينية المتشددة جعلت أهل القرى خاصة فى صعيد مصر يقبلون على إحياء أفراحهم بالمديح النبوى والتواشيح الدينية بعد أن ظلت لسنوات فى الماضى القريب تقام على استحياء تجنبًا لهجوم المتطرفين على أهل الحضرة أو المولد لكن الآن أصبح المولد أو الحضرة يقيمها أصحابها تحت سمع وبصر أهل القرية فى أمن وأمان تامين.



لكن الغريب والمبشر الذى شاهدناه فى هذه الأيام أن كل منشد أو كل فرقة من فرق المديح لها رقصات مختلفة عن غيرها لدرجة أنك تستطيع أن تميز كل فرقة من رقصتها الصوفية المختلفة عن غيرها برقصتها المميزة.

وتعتبر المناسبات والاحتفالات الدينية هى المكان الخصيب الذى يزدهر فيه الإنشاد الدينى خاصة فى الليالى المرتبطة بمناسبات مهمة فى تاريخ المعتقد الدينى مثل ليلة بداية السنة الهجرية وليلة عاشوراء وليلة المولد النبوى الشريف وليلة السابع والعشرين من رجب وليلة النصف من شعبان وليالى شهر رمضان المبارك والأيام السابقة عن عيد الأضحى المبارك.

وأصبحت ليالى الصعيد فى القرى والنجوع ليالى مبهجة بشكل كبير تقام فيها الأفراح الصوفية الجميلة خاصة بعد أن تزايد عدد المنشدين والمداحين بشكل كبير وأصبحت هناك مدارس للمديح الدينى فمنهم من ينشد أشعار ابن الفارض ومنهم من ينشد أشعار ابن عربى ومنهم من ينشد بردة الإمام البوصيرى وغيرهم من شعراء العصور الإسلامية المختلفة، حتى دخل على خط المديح عدد من المنشدين الأقباط الذين يحيون الليالى الإسلامية بأناشيد وأشعار إسلامية وأصبح أهل القرى يطلقون عليهم لفظ الشيخ مثل الشيخ ماهر المنياوى ابن الفنان الشجى الراحل مكرم المنياوى وجميل الدشلوطى ومينا عوض وغيرهم من المداحين الذين لا يخلو مولد أو مناسبة إسلامية إلا وتجدهم ينشدون فى حب النبى محمد - صلى الله عليه وسلم- ونجد من يلتف حولهم ويشجعهم.

هذه المظاهر الدينية المفرحة ظلت لسنوات طويلة خاصة فى فترة التسعينيات وأوائل الألفية الحالية لا تظهر إلا على استيحاء خوفًا من بطش الجماعات الإرهابية المتطرفة التى حرمت الموالد والمناسبات الدينية وكانت تقوم بهجمات إرهابية على مقيمى هذه الأفراح حتى نجانا الله منها بثورة 30 يونيه العظيمة وعادت إلى مصر روحها الوطنية الأصيلة.