الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ

هل يتجه العالم إلى استمطار السماء

الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ

مثلما نجحت مصر بامتياز فى اجتياز التحديات الداخلية والخارجية على مدار 7 سنوات، فقد أثبتت للعالم من جديد أنها قادرة على تغيير الواقع وتحقيق المستحيل، بتنظيم أكبر محفل عالمى بمشاركة شباب من 165 دولة، رغم التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا على دول العالم وفى مقدمتها الدول المتقدمة.



القضايا التى تشغل اهتمام العالم، كانت حاضرة وبقوة على مائدة مناقشات منتدى شباب العالم، منذ نسخته الأولى عام 2017، وحتى النسخة الرابعة التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ، لإيجاد حلول عاجلة للمشاكل التى تهدد مستقبل الحياة على كوكب الأرض، فقد ناقش المنتدى سبل تحقيق الأمن والسلم، ومكافحة الإرهاب، ومستقبل العالم بعد كورونا، وجلسة مهمة جدًا للتغيرات المناخية جاءت تحت عنوان «الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ»، لوضع رؤية شاملة للحفاظ على الكرة الأرضية من مخاطر التلوث وظاهرة الاحتباس الحرارى، وإعداد توصيات لاتخاذ قرار بشأنها فى قمة المناخ التى تستضيفها مدينة السلام نهاية العام الجارى، بحضور زعماء وقادة دول العالم.

أدرك العالم أن كوكب الأرض يعانى من مخاطر جسيمة، تهدد بقاء البشرية، حيث سيتضاعف معدل الكوارث البيئة والمناخية، ويتعرض العالم إلى الجفاف وموجات شديدة الحرارة، بسبب التغيرات المناخية الناتجة عن إصرار الدول الصناعية الكبرى على عدم تقليل نسبة الانبعاثات الغازية الناتجة عن زيادة معدلات النشاط الصناعى، والإخلال بالتزاماتها تجاه الدول الفقيرة التى تدفع فاتورة ما تجنيه الدول الغنية، للتقليل من معدل الانبعاثات، التى ساهمت فى زيادة تركيز غازات الميثان وأول أكسيد النيروز وأول وثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، وحدوث ما يسمى بـ»الاحتباس الحرارى»، ما ساهم فى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وذوبان الجليد بالقطب الشمالى، وارتفاع المياه فى البحار والمحيطات، ما يهدد باختفاء مدن كاملة وزيادة معدلات الملوحة فى الأراضى الزراعية؛ ما يهدد الأمن الغذائى العالمى.

الواقع يؤكد أن مصر من أكثر دول العالم عرضة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية رغم عدم مسئوليتها عن ذلك، حيث تقع مصر فى منطقة جغرافية جافة، تتساقط فيها الأمطار بنسب بسيطة على الساحل الشمالى خلال فصل الشتاء، ويندر سقوط الأمطار كلما اتجهنا جنوبًا، إلا أن التأثيرات السلبية بدت سريعة، حيث تشهد البلاد تغيرات مفاجئة للطقس، تتسبب فى هطول الأمطار بكميات كبيرة فى توقيتات زمنية قصيرة، تؤدى إلى سيول، ثم موجات حارة طويلة، وفى الحالتين تؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية وتهدد الأمن الغذائى، فضلًا عن تحذيرات بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا فى قمة جلاسكو من غرق الإسكندرية نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر، وغرق أراضى الدلتا وزيادة درجة ملوحة الأراضى الزراعية.

فى ظل تلك التحديات الهائلة، تنوعت الأفكار للحفاظ على بقاء الإنسانية على كوكب الأرض من الجرائم التى ترتكبها البشرية، ولكى نصل للهدف المنشود فى قمة المناخ بشرم الشيخ نهاية العام الجارى، يجب التزام الدول الصناعية الكبرى بخفض الانبعاثات الغازية، وتقديم التمويل اللازم للدول الفقيرة، والتوسع فى الاقتصاد الأخضر، واستخدام الطاقة النظيفة.

العالم قد يتجه إلى إيجاد نظام متطور للتحكم فى أحوال الطقس، وضبط موسم الشتاء والصيف، بأن تلجأ الدول التى تعانى من الجفاف والموجات الحارة إلى صناعة الأمطار، أو ما يطلق عليه استمطار السماء، من خلال تلقيح السحب بمواد كيماوية، يتم من خلالها تكثيف بخار الماء فى طبقات الجو العليا، تتساقط بعدها الأمطار اللازمة لزراعة المحاصيل اللازمة لتحقيق الأمن الغذائى، وزيادة المساحات الخضراء التى تساهم فى زيادة نسبة الأكسجين وتقليل الانبعاثات الغازية، مما يساعد فى ضبط ظاهرة الاحتباس الحرارى.