الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإنسان الرقمى والأمية الرقمية

الإنسان الرقمى والأمية الرقمية

أتذكر قبل بداية الألفية الثالثة على الأقل بعشر سنوات أن انتشر تعبير لا أدرى من الذى أطلقه مفاده أن تعريف الأمى فى الألفية الجديدة ليس هو من لا يعرف القراءة والكتابة ولكن ذلك الذى لايعرف كيف يتعامل مع الحاسب الآلى.



وبالرغم من أنها مقولة تحفيزية إلا أننا كنا فى تلك الأثناء بجانب اقتناعنا بصحتها إلا أننا كنا نتشكك كثيرًا فى حدوث ذلك على نطاق واسع.

 وحتى عندما بدأت الألفية بالفعل وحاولنا مقارنة إحصائيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محليًا وإقليميًا وعالميًا وقمنا بتنسيب ذلك إلى عدد السكان, كنا ندرك أن المشوار طويل وأن الأمية الرقمية ستحتاج إلى عقود وليس لسنوات قليلة.

تزامن مع ذلك ظهور مصطلح الفجوة الرقمية Digital Gap بين الدول المتقدمة فى الغرب وبين الحال فى إقليم الشرق الأوسط وغيره من المناطق المشابهة.

استخدم أيضًا تعبير Digital divide للتعبير عن نفس المعنى وهو القدرة على النفاذ إلى العالم الرقمى بين دول العالم المختلفة وهو الذى ارتبط أكثر بتجهيزات البنية التحتية الأساسية وما تشكله من خطوط اتصال لنقل البيانات وتوافر الحواسب الآلية وسرعة الإنترنت فى كل دولة وغيرها من الإحصائيات الكلية التى كان يتم تنسيبها لعدد السكان.

أما الأمية الرقمية Digital Literacy فإنها تعنى أكثرما يقوم به المستخدم لتلك البيئة الرقمية وهو أمر مختلف تمامًا عن إمكانية الوصول أوالاستخدام لتلك التى بدأ الحديث عنها قبل بداية الألفية بسنوات عدة كما سبق الإشارة.

وفى تقديرى فإن الأمر استمر بطيئًا خلال السنوات الأولى من العقد الأول من هذه الألفية حتى ظهرت شبكات التواصل الاجتماعى وذلك على مستوى التطبيقات, كما بدأت الهواتف الذكية فى الانتشار مع تقدم تقنيات نقل البيانات وازدياد سرعتها من خلال شبكات المحمول كما زادت سرعات اتصال المنازل بشبكة الإنترنت بصورة غير مسبوقة وازدادت إمكانيات البنية الأساسية من خلال كوابل الألياف الضوئية أيضًا.

كل ذلك أدى إلى وصول مستخدمى التطبيقات إلى مليارات من البشر - على سبيل المثال تطبيق الفيس بوك لديه ٣ مليارات مستخدم, وازدادت أعداد مشتركى خدمات التليفون المحمول وربما تصل نسبة التغلغل إلى١٠٠٪ من إجمالى عدد السكان أو أكثر.

تبقى الإشكالية فى نوعية الاستخدام لتلك التقنيات هل بأسلوب سليم وفعال وبناء يفيد الفرد وأسرته ومجتمعه ودولته أم بأسلوب هزلى لا يحقق أى تقدم على الإطلاق؟

هذا هو السؤال الذى نعرف إجابته ولكن نتجنب مواجهته بحزم.