الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علماء وأدباء مصر درة زمانها وسمة نهضتها

علماء وأدباء مصر درة زمانها وسمة نهضتها

ما نهضت أمة من الأمم منذ عرف الإنسان معنى الحضارة إلا وكان لعلمائها وأدبائها ومفكريها دور بارز فى نهضتها.. وما كان هذا الدور ليبرز من تلقاء نفسه لولا استقباله بقدره الذى يليق به، سواء أكان ذلك بالتقدير والتكريم والإشادة أو بمواجهة الفكر المستحدث بالحوار العقلانى والنقد البنّاء، الذى يشجع على تدفق العطاء، وتفجر الإبداع، والتعمق بالبحث، وسبر غور القضايا المثيرة ، والتفكير فيما وراء الأشياء للوصول إلى الأسباب والعلل، واكتشاف المتناقضات.



والحقيقة أن تعزيز مكانة العلماء والأدباء والمفكرين من جانب المجتمع له أكبر الأثر على تعزيز دورهم التنويرى فى التخلص من مراحل القصور الفكرى التى قد تمر بها الأمم والتى عادة ما يصاحبها مقاومة من جانب المتنطعين والمأفونين وضعفاء العقول الذين ركنوا إلى ثُبات عقولهم وتداعت إرادتهم أمام ولوج سبل الاجتهاد العقلى الدءوب، والمثابرة، وغابت عنهم الفطنة والحصافة والرصانة ومفهوم التمدن والتحضر، واستسلمت عقولهم لما يسوقه العقل الجمعى، انقيادًا واكتفاءً وانصياعًا.

فإذا كان البعض يرى أن الاكتفاء بالنقل أهم من إعمال العقل فى اللحاق بالدول المتقدمة، فإنه واهم معتقده وهمًا سرمدى.. فالنقل قد يكون فى مرحلة من المراحل المتقدمة فى عمر الأمم  له أهميته التى لا غنى عنها، ولكنه فى كل الأحوال ينبغى ألا تتعدى أهميته؛ مرتبته الطبيعية؛ كأولوية لاحقة لنتاج عقول أبناء هذه الأمم.. فقد تهرول الأمم للحاق بمصاف الدول المتقدمة بنقل مظاهر التحضر والتمدن وتمضى بها السنون دون أن تصل لمبتغاها، فما أن تظن أنها تصل؛ حتى تدرك أن عليها أن تعيد الكرّة من جديد وأن جهودها ذهبت سدى، وذلك لأن ما تهرول إليه لكى تلحق به ما أن تصل إليه؛ يكون قد تأهل للتقدم إلى مرحلة تالية، لذا يجب أن يرافق مرحلة النقل إعداد قاعدة من العلماء والمفكرين تضطلع باستكمال المسيرة، وتبادر فيما بعد بدورها الخلاق، الذى تؤسس به لتأصيل واقع جديد؛ تنطلق منه الابتكارات والإبداعات والمهارات.

ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا قدرنا علماءنا ومفكرينا وقدّمنا لهم الدعم المادى والمعنوى وأجزلنا لهم العطاء، وأسّسنا لهم بيئة صالحة وحاضنة ملائمة لإبداعاتهم.. والحقيقة أن الدولة فطنت لذلك – فى مسعاها للنهوض بمصر من كبوتها - فأقامت أكبر مدينة فى الشرق الأوسط للثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى صممت لتكون مركزًا ومنبرًا للثقافة العالمية ومنارة للإبداع، كما أسرعت الخطى نحو تشجيع تنظيم الصالونات الأدبية والمنتديات الفكرية لتهيئة المجتمع نحو تعميق فكرة  قبول الفكر الآخر وتذوق ألوان الثقافة وتبادل الآراء، ولتكون هذه الصالونات والمنتديات مركزًا لإعلان ميلاد الناشئين من العلماء والأدباء قادة الفكر بالجمهورية الجديدة الذين سيكون لهم بالغ الأثر فى النهوض بالحياة الفكرية واستكمال مسيرة علمائنا وأدبائنا الأفذاذ.

فإذا كان هناك البعض  الذى يهدف إلى السخرية من كل مجد ومجتهد ويعمل على نقل صورة غير حقيقة عن شبابنا ويدس فيهم الروح الانهزامية والسلبية  لدفعهم إلى التشاؤم والسخط على المجتمع بهدف كسر طموحهم، فإنه لا يدرك أن مسعاه الخبيث لن يؤتى ثماره، لأن الأمة تحت القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى قد انطلقت ولن يعرقل مسيرتها كائنًا من كان بعد أن نفضت عنها غبار الماضى واستأنفت عطاءها الحضارى وأصبح لا وقت لديها لتنشغل بترهات لا جدوى منها.