الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 90

لغة الجينات 90

أكتر حاجة ممكن تؤذى، التعلق بأشياء أو أشخاص، وبعدها تكتشف أنك اتعلقت بحبال دايبة.. راهنت على حصان خسران..دفعت من دمك وأعصابك وأفكارك ثمنًا باهظًا والمقابل «غدر».



«الغدر» جينات خبيثة تتخفى وراء قناع من المودة.. وجوه خادعة، وعود وعهود لاتنفذ.. مواعظ وأمل كاذب.

 أسوأ أنواع الغدر اللى ممكن تقابلها فى حياتك قدمته لنا ممرضة بريطانية اسمها «لوسى ليتبى – 32 سنة».. خريجة جامعة تشيستر قسم العناية بالأطفال عام 2011

“لوسى “ فى الظاهر فتاة شقراء جميلة رقيقة حالمة تعمل فى أهم وأعرق مستشفى خاص بشمال بريطانيا، اسمها «الكونتيسة تشيستر».. وفى الباطن تمتلك جينات خبيثة قوية.. قاتلة بدم بارد، لم تتردد فى قتل 17 طفلًا رضيعًا !.

«لوسى» فى الظاهر امتلكت وجهًا جميلًا بريئًا ساعدها أنها تجمع 3 ملايين جنيه استرلينى فى حملة تبرعات قادتها بنفسها وساندها الإعلام بقوة واستضافتها القنوات وسعت خلفها الصحف لعمل حوارات عن أحلامها العريضة الكبيرة فى التوسع فى قسم رعاية الأطفال حديثى الولادة اللى محتاجين رعاية خاصة ،والبقاء فى المستشفى لفترات طويلة للعلاج.. وفى الباطن اختلست 180 ألف استرلينى اشترت بها شقة فخمة فى شارع هادئ قريب من المستشفى الذى تعمل فيه.

«لوسى» فى الظاهر كانت نجمة شهيرة أجرت مقابلات صحفية كثيرة نشرت فى وسائل إعلامية مهمة، نقل بعضها على مواقع فى الفيس بوك، وعبرت خلالها عن سعادتها بعملها فى تقديم الدعم والرعاية الصحية للأطفال المرضى لأيام ولأسابيع قائلة: “بعض المواليد يأتون ويقيمون فى وحدة الرعاية لأيام، والبعض الآخر لأشهر، وأنا أستمتع برعايتهم ورؤيتهم، وأسعد لتقديم الدعم النفسى لأسرهم.

وأقوم حاليًا بتطوير وتعزيز مهاراتى فى الرعاية الصحية فى وحدة المواليد الفائقة العناية بالتدريب المكثف الإضافى والمعرفة...وعندما سئلت مرة عن مشروع افتتاح وحدة جديدة أكبر للمواليد فى مستشفى الكونتيسة تشيستر قالت: «أتمنى أن توفر الوحدة الجديدة قدرًا كبيرًا من المساحة والخصوصية والراحة للمواليد وأسرهم».

الشرطة البريطانية اكتشفت جرائم «لوسى المتتالية» والتى استمرت تقريبًا سنة و 4 أشهر أثناء تحقيقات فى حالات وفيات مواليد قديمة ذهب ضحيتها «17» مولودًا، وتعرض «15» آخرين لتدهور صحى حاد لكن العناية الإلهية أنقذتهم من موت محقق على يد «لوسى»، فى الفترة ما بين شهر مارس 2015 و  يوليو 2016 فى وحدة رعاية الأطفال حديثى الولادة فى المستشفى..وفوجئت الشرطة أن الوفيات كلها حدثت فى الورديات الليلية التى عملت فيها لوسى الرقيقة مشرفة على القسم.

النيابة بعد القبض على لوسى أصدرت بيانًا قالت فيه إن التحقيق شديد التعقيد والصعوبة وبالغ الحساسية ويمكنكم تقدير أننا نريد ضمان القيام بكل ما فى وسعنا لنعرف بالتفاصيل ما الذى أدى إلى وفاة هؤلاء الأطفال أو تدهور صحة الأطفال الآخرين.

وأضاف البيان : «هذا وقت صعب جدًا على جميع الأسر، ومن المهم أن نتذكر وسط كل هذا أن هناك عددًا من الأسر المكلومة التى تبحث عن إجابات عما حدث حقيقةً لأطفالها... فى الوقت نفسه أصدرت إدارة المستشفى بيانًا مقتضبًا قالت فيه : نحن على ثقة بأن وحدة رعاية الأطفال حديثى الولادة أصبحت آمنة الآن.

جيران لوسى فى الشارع الهادئ قالوا إنها رغم سكنها لمدة عامين بينهم لم يعرفوا عنها شيئا.. كانت تدخل وتخرج فى هدوء ولا تختلط أو تحدث أى شخص..لا يعرفون عنها سوى أنها امرأة جميلة شقراء، فهى رغم جمالها امرأة كتومة وغامضة.

زملاء لوسى فى المستشفى أصابتهم الدهشة بعد القبض عليها وإعلان الشرطة البريطانية عن اعتقالها بتهمة قتلها الأطفال الـ17، لأنهم كانوا فى الظاهر يعتبرونها بطلة قوية تساند الأطفال..ترعاهم بمحبة وسعادة، وقالوا إنها لعبت دورًا كبيرًا فى نجاح حملة التبرعات لبناء وحدة رعاية فائقة جديدة فى المستشفى للعناية بالأطفال وجمعت «3» ملايين جنيه إسترليني، وانتزعت إعجاب الجميع بمقابلاتها الصحفية و إخلاصها فى عملها وحبها الشديد للأطفال وسعادتها برعايتها لهم منذ تخرجت بمرتبة الشرف فى قسم تمريض- رعاية الأطفال فى جامعة تشيستر عام 2011- كما أنها عضوة نشطة فى 14 جمعية مختصة برعاية الأطفال المرضى وتقديم المساعدة لهم.

الجريمة البشعة للأخت لوسى لم تحل كل أسرارها بعد، والغموض مازال مسيطرًا على الكثير من التفاصيل خاصة الدوافع التى جعلتها ترتكب كل هذه الجرائم.

«لوسى» حتى اليوم مازالت ترتدى قناع البراءة وتنفى التهمة عن نفسها وتقيم فى سجن المقاطعة فى انتظار حكم نهائى أكتوبر القادم ،ولا تتوقف عن إرسال استغاثات والتماسات للإفراج عنها..وترفض تمامًا الاعتراف بالأسباب التى جعلتها تقتل أطفالًا مرضى لاحول لهم ولاقوة.. وتصرعلى إخفاء تاريخها القديم.

وحتى الآن تعمل الشرطة البريطانية على فك أسرار اللغز بالبحث فى ماضيها على أمل وجود معلومة تنير الطريق لكشف غموض نفسها الشريرة.. و حققت مع والديّ لوسي.. جون 72 عامًا، وسوزان 58 عامًا، ولم تكشف الشرطة عن أى معلومات أسفرت عن هذا اللقاء معهما.

ألم أقل لكم أن أسوأ الناس من دخلوا من باب الثقة وخرجوا من باب الغدر