الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وهتف طارق الشناوى: «يحيا يحيى»

وهتف طارق الشناوى: «يحيا يحيى»

افتقدت الشاشة الصغيرة فى رمضان الحالى الفنان المبدع الكبير «يحيى الفخرانى»، ولست وحدى الذى يفتقد «الفخرانى» فكل مشاهدى مصر والعالم العربى يفتقدون هذا الساحر الدرامى الذى يدهشك ويمتعك فى كل مسلسل تليفزيونى يقوم ببطولته!



ما سر «الفخرانى» وما الوصفة السحرية التى يمتلكها بحيث جعلته نجمًا دراميًا لا يتكرر وعنده الجديد دائمًا فى كل دور يؤديه ويمثله بل يعيشه؟

الزميل والصديق والناقد الرائع «طارق الشناوى» حاول البحث عن سر الفخرانى فى كتابه الجميل «يحيا يحيى» الذى صدر عن «دار ريشة». وقراءة الكتاب متعة أخرى وكأنك تشاهد أحد مسلسلات الفخرانى.

منذ البداية ومنذ الصفحة الأولى يؤكد طارق الشناوى:

علاقة خاصة جدًا أراها تربط بين «يحيى الفخرانى» وجمهوره يغلفها الصدق من «يحيى» والدفء من جمهوره، لقد صار من علامات كل رمضان، مثل المدفع والإفطار والسحور والفانوس، لقد أصبح الفخرانى منذ أكثر من ربع قرن طقسًا لا غنى عنه فى حياة المصريين والعرب تنتظره العائلة المصرية والعربية من العام للعام، وهو لم يخلف الوعد أبدًا، دائمًا ما يزداد الشوق وتستبد بنا اللهفة ويأتى اللقاء مفعمًا بالفن دافئًا بالحب حاملًا شيئًا من المجهول، هناك دائمًا مغامرة يحرص عليها الفخرانى.

ويمسك طارق الشناوى بمفتاح السر فيقول:

حاولت أن أتامل سر هذا الفنان الاستثنائى فى حياتنا فوجدت أن الإصرار على عبور «الذُرى» التى يصل إليها هو سره الخفى، إنه ينسى النجاح مهما بلغت درجته، يعتقد البعض أن الفشل هو العدو الأكبر ولكن الحقيقة أن النجاح فى أحيان كثيرة يصبح هو العدو والأشد ضراوة وفتكًا إذا اقتحم حياة الفنان فلن يملك مواجهته!

البعض قد يتوقف أمام نجاحه فى حالة أقرب إلى النرجسية، ينظر إلى مرآته الفنية ويتغزل فى الدور الذى لعبه وفى النجاح الذى انتقل به إلى قلوب الناس، حيث يتحول النجاح الطاغى إلى لقطة من كاميرا فوتوغرافية تطيل النظر إليها، لقطة ثابتة تمسكها بيدك وتعصرها فى نشوة. إن هذا هو النجاح القاتل لأنه يضع نهاية للطموح.

أما يحيى الفخرانى فلا توجد لديه لقطات ثابتة ولا كاميرا فوتوغرافية. وهكذا فى كل مسلسل تليفزيونى لا يسكره النجاح بل يحرك داخله على الفور غدة الإبداع حيث إنه قادر على أن يطوى الصفحة سريعًا ليعيش مع اللحظة الحاضرة فى تجربة قادرة يتحدى بها نجاحه ونفسه ليدخل فى مغامرة جديدة!

سليم البدرى وربيع الحسينى وسيد أوبرا وجابر مأمون نصار ورحيم المنشاوى وعباس الأبيض وحمادة عزو وشيخ العرب همام والخواجة عبدالقادر وغيرها وغيرها كل هذه الشخصيات انتقلت من الشاشة الصغيرة لتعيش معنا بوصفها بشرًا من لحم ودم.

عرف يحيى الفخرانى أن هذا الجهاز السحرى «التليفزيون» يمتلك قوة جماهيرية وحدث بينه وبين التليفزيون كيمياء فنية، الفخرانى هو هذا الفنان الذى لا يسعى لامتلاك الشاشة بمفرده، نجاح الآخرين إلى جواره بل توهجهم مع الناس لا يزيده إلا إصرارًا على أن يزيد بريقهم، إنه يدرك بثقافته أن الفنان وحده لا يصنع عملًا متكاملًا وأن النجاح عدوى مثل الفشل!».

كتاب «يحيا يحيى» لطارق الشناوى وثيقة مهمة وجادة فى تفسير أسطورة يحيى الفخرانى، ونجح طارق فى إبراز درس العمر للفخرانى عندما قال لطارق: أنا عايز استمتع وعايز الناس تنبسط عشان كدة ممكن أعتذر عن ملايين فى سبيل أن أقدم حاجة بحبها».

عزيزى طارق زميلى وجارى فى بيتنا الكبير «روزاليوسف» كل محبتى واحترامى وتقديرى لكتابك الممتع والمهم.