الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شقاوة التابعى وكتابات مى زيادة!

شقاوة التابعى وكتابات مى زيادة!

فجأة تجدد الحديث والكلام عن الأديبة «مى زيادة» بعد صدور كتاب الصديق الكبير المبدع والناقد «شعبان يوسف» والذى اختار له عنوانا مثيرًا هو «الذين قتلوا مى».



وليس سرًا أن الأديبة مى كان صالونها الأدبى الشهير فى أوائل القرن الماضى يرتاده نخبة مصر السياسية والأدبية والفكرية، وأغلبهم كتب عن ذكرياته وحكاياته مع «مى» والبعض نشر رسائلها ورسائله له..

وفى مقال للأستاذ عباس محمود العقاد عنوانه «رجال حول مى» (مجلة الهلال) قال فيه «لو جمعت الأحاديث التى دارت فى ندوة «مى» لتألفت منها مكتبة عصرية، ولو جمعت الرسائل التى كتبتها «مى» أو كُتبت إليها من نوع هذا الأدب الخاص، لتمت بها ذخيرة لا نظير لها فى أدابنا العربية وربما قل نظيرها عند الأمم الأوروبية»..

وإذا كان الصديق المبدع «شعبان يوسف» قد اختار لكتابه عنوان «الذين قتلوا مى»، فإن شاعرنا الكبير الأستاذ «كامل الشناوى» قبل سنوات طويلة جدًا اختار عنوانا لكتابه هو «الذين أحبوا مى»، وفى كتابه مفاجأة أدبية لم تخطر على بالى قط وتتعلق بأستاذنا «محمد التابعى» والأديب الكبير «إبراهيم عبدالقادر المازنى»!!

وعن تفاصيل المفاجأة يقول «كامل الشناوى»:

إن «مى» التى ألهبت قلوب المفكرين والشعراء والكُتاب بالشوق واللهفة لم تكن مجرد فتاة تنبض أنوثة وتشع ذكاء ولكنها كانت مفكرة ممتازة وصاحبة أسلوب فى التعبير وكانت ثقافتها متنوعة شاملة، درست الآداب والتاريخ والفنون والفلسفة وكثيرًا من العلوم، واتقنت عدة لغات أجنبية وألفت بالفرنسية وكتبت مقالات بالإنجليزية، كانت أديبة كبيرة بل كانت أديبًا كبيرًا!!

وقد احتفى بها المفكرون المعاصرون لها وقدروا أثارها، كلهم كانوا كذلك إلا اثنين: محمد التابعى وإبراهيم المازنى!!

كان «التابعى» يسخر من «مى»، وقد عبر عن هذه السخرية بمقالات قصيرة نشرها فى مجلة «روزاليوسف» بدون توقيع، لأنه كان لا يزال موظفًا فى مجلس النواب، ولم يكن يوقع أى مقال يكتبه، وقد هزأ فى هذه المقالات بأسلوب «مى» وطريقتها فى التعبير، وكان يسمى ما تكتبه «الشعر المنثور» أو النثر المشعور»!!

وقد كتب عدة مقطوعات حاكى بها أسلوبها مبالغة فى السخرية منها، وسألت «التابعى» عن سر حملته على «مى»؟

فقال: إنها لم تكن حملة ولكنها كانت مداعبة أو شقاوة!!

فقد كنت آخذ عليها إنها عندما تكتب تستعرض معلوماتها العامة فما مرة كتبت أو خطبت إلا واستشهدت بمثل لاتينى، أو حكمة صينية، أو بيت من الشعر العربى، أو كلمة مأثورة لشكسبير الإنجليزى أو دانتى الإيطالى أو لامرتين الفرنسى أو جوته الألمانى، وأنا لا أحب الكُتاب الذين يستعرضون معلوماتهم!

وسألته عما إذا كان قد زار صالونها الأدبى؟!

فضحك وقال: كيف يمكن ذلك وقد كنت شابًا صغيرًا!

ثم قال إنه لم يرها فى حياته إلا مرة واحدة!

ولما سألته: متى رآها؟!

قال: منذ عشر سنين!

قلت له: ولكن مى ماتت منذ أربعة عشر عامًا!!

فقال: هل ما أقوله لك للنشر أم للحقيقة والتاريخ!

قلت: للحقيقة والتاريخ!

فقال: لقد رأيت «مى» لأول مرة وآخر مرة فى كازينو «سان استفانو» بالإسكندرية عام 1928 وكانت واقفة فى بهو الكازينو مع أستاذنا أحمد لطفى السيد!».

وفى سطر بالغ الدلالة يقول كامل الشناوى: كانت «مى» تغنى للطفى السيد وطه حسين، والتابعى والمازنى يسخران من أسلوبها!!

أما «المازنى» فلم يتناول «مى» بالنقد والهجوم كتابة وكل ما هنالك أنه كان يغفل أمرها ولا يعترف بوجودها، وكان يصارح بعض أصدقائه وتلامذته بذلك! ولم تكن عنده رغبة فى لقائها أو التعرف بها على خلاف كل رجال الفكر والقلم والمعاصرين له».

وللحكاية بقية!