الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
د. أحمد زويل عاشقًا لأم كلثوم!

د. أحمد زويل عاشقًا لأم كلثوم!

من حين لآخر أعاود قراءة السيرة الذاتية الرائعة للدكتور أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل فى الكيمياء سنة 1999، اختار د.زويل لمذكراته عنوانًا «رحلة عبر الزمن الطريق إلى جائزة نوبل» الذى صدر عام  2003 ثم يرحل بعدها فى عام 2016 رحمه الله.



أكثر ما لفت نظرى هو ما كتبه عن السيدة أم كلثوم والدور الذى لعبته أغانيها فى حياته حيث كتب يقول: إذا ما كان هناك شىء محدود له دور ثابت فى إدخال البهجة فى نفسى وخاطرى فهو «أم كلثوم» تلك السيدة التى جاءت من قرية «طماى الزهايرة» القريبة من المنصورة وصعدت لتصبح سيدة الغناء العربى وقد غنت أم كلثوم أغانى متنوعة شملت قصائد لكبار الشعراء الكلاسيكيين وأغنيات عاطفية ودينية ووطنية.

وبدأ إعجابى وتقديرى لأغنيات أم كلثوم عندما كنت فى المرحلة الإعدادية وكنت وقتذاك فى حوالى الثالثة عشرة من عمرى أخذت استمع لأغانى أم كلثوم عن طريق خالى العزيز وبهدف الترويح عنى وإدخال البهجة والسرور فى نفسى كان خالى رزق يصطحبنى معه فى رحلاته إلى القاهرة لحضور حفلات أم كلثوم الغنائية.

وخلال سنوات دراستى فى مصر كنت أحرص على أن يكون المذياع بجوارى وأبحث عن صوت أم كلثوم عبر الأثير فى كل محطات الراديو حيث لم يكن هناك أشرطة أو أقراص مدمجة كنت أعرف ميعاد إذاعة أغانيها فى المحطات المختلفة مثل «صوت العرب» وإذاعة القاهرة والشرق الأوسط.. إلخ.

وكنت أجعل صوت المذياع بالقدر الذى يشكل صوت أم كلثوم خلفية هادئة أثناء عملى فى غرفتى!

ومع حبى وولعى بأم كلثوم كنت أهتز طربا عندما يصطحبنى خالى لحضور حفلة من حفلاتها والتى كانت تقيمها فى الخميس الأول من كل شهر فى موسمها الغنائى وكانت حفلاتها تذاع على الهواء مباشرة وكانت الشوارع تكاد تكون خالية أثناء الحفلة وكانت تغنى فى الحفلة ثلاث وصلات كل وصلة هى بمثابة حفلة فى حد ذاتها وأعرف كل التفاصيل الخاصة بأغانى وحفلات أم كلثوم من حيث التلحين الموسيقى والقصائد الشعرية، وحتى بعض اللمسات التى كانت تضيفها أم كلثوم بنفسها على الكلمات أو الألحان فى أحيان مختلفة.

ومكانة أم كلثوم عند المصريين والعرب تشبه مكانة «موزارت» و«بيتهوفن» عند الغربيين!

منذ أربعين عاما وأنا أستمع واستمتع بصوت أم كلثوم وقد أسهمت فى التأثير على وجدانى وأحاسيس طوال هذه الفترة ولدى فى مكتبى «بكالتك» ستريو استمع من خلاله لأغانيها وأضع صورتها على مكتبى بجوار صور زوجتى وأولادى، وحتى فى الأوقات التى أكون فيها مثقلا بالعمل، وفى وجود أربع سكرتيرات وفاكسات وبريد إلكترونى مع العالم كله وسط كل ذلك فإننى أستمع إلى أم كلثوم وأسترخى على خلفية من صوتها الهادئ!

وفى الآونة الأخيرة قامت إحدى الشركات فى أمريكا بإعداد سجل وثائقى لحياتها وأعمالها يعكس التأثير الضخم لصوتها حتى خارج مصر.

وفى واقع الأمر فإن الخلفية الموسيقية لأغانى أم كلثوم لم تشتت أو تصرف فكرى عن العلم والإنتاج بل على النقيض من ذلك فإن هذه الخلفية تساعدنى على الاستمرار فى عملى لساعات عديدة وأنا فى قمة السعادة والابتهاج.

وأظن أن شهادة د.زويل لا تحتاج إلى تعليق بل تحتاج لتأمل عميق من شدة صدقها ومحبة كلماتها فى حق سيدة الغنائى العربى أم كلثوم!