حسيت بالزلزال؟
استيقظ النائمون من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى صباح الاثنين الموافق 21 نوفمبر على الكثير من المنشورات التى تتحدث عن حدوث زلزال فى تمام الساعة الواحدة و24 دقيقة صباح نفس اليوم وهو الزلزال الذى بلغت قوته 5.8 على مقياس ريختر والذى اتضح أن مركزه اليونان حيث تباينت المنشورات بين منشورات بسيطة تحمل كلمة واحدة فقط «زلزال» مرورا بمنشورات يتساءل أصحابها هل شعر الآخرون بالزلزال مثلما شعر صاحب المنشور الأصلى أو منشورات أخرى يتعجب أصحابها كيف لم يشعروا به بالرغم من أنهم كانوا مستيقظين، فيما يتعجب آخرون كيف لم يشعروا به ولم يوقظهم هذا الزلزال من النوم.
منشورات أخرى تعجبت كيف لحادث بسيط مثل هذا الحدث أن يملأ الصفحات والـTimeline مغطيا على المنشورات التى انتشرت بالأمس متحدثة عن حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم أو التعليق على مباراة الافتتاح فيما أعاد هذا الزلزال الحديث عن ذكريات زلزال 1992 أى قبل 30 عامًا من اليوم وهو الحديث الذى يتجدد كلما حدثت أى هزة أرضية كبيرة أو صغيرة، والحقيقة أن هذا الأمر لا يحمل أى نوع من أنواع الرعب والخوف مثلما كانت المفاجأة الأولى فى زلزال 92 ولكن الأمر لا يعدو استكمالا لمسلسل الحديث والتشوق إلى ركوب أى تريند مهما كان تافها، وهى الآفة التى يعانى ويشتكى منها الجميع بدون أى تحرك إيجابى منهم لإيقاف تلك المهزلة أو محاولة جعل حركتهم واستخدامهم لتلك التطبيقات مفيدًا.
وعند محاولة الحديث عن الفائدة وكيف يمكن تحقيقها أرى أن أولى تلك الخطوات تتمثل فى تقنين زمن الاستخدام وأيضا إعادة فلترة قائمة الأصدقاء وقائمة الصفحات التى يتم الاشتراك فيها والتوقف عن التعليق على المنشورات التافهة أو السلبية مهما كانت النية لذلك، والأهم من هذا وذاك، هو أن يقوم كل شخص بملئ صفحته بالمنشورات الإيجابية والإيجابية فقط فلا يوجد حل لتنظيف إناء متسخ إلا من خلال صب الكثير من الماء النظيف به.