الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأحاديث الموضوعة

الأحاديث الموضوعة

تعتبر الأحاديث النبوية الشريفة هى المصدر الثانى للأحكام ولقواعد الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم، وتعرف الأحاديث بأنها كل ما ورد عن الرسول محمد ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية وقد أتت إلينا من خلال الرواة الذين سمعوا أو شاهدوا مباشرة فى حضرة المصطفى ﷺ وفى هذا الأمر أكثر من إشكالية أولها : أن الأحاديث ليست مصانة ولا محفوظة من التغيير والتبديل أو الاختلاف فى بعض الألفاظ أو من الاختلاق الكامل خلافًا لما هو الحال مع القرآن الكريم الذى يقول فيه المولى عز وجل فى الآية التاسعة من سورة الحجر «إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ «وهو الوعد الإلهى بحماية الكتاب من أى تغيير ولو لحرف واحد منه، هذا الحفظ نلمسه فى حالات كثيرة ونرى فشل المحاولات التى يقوم بها البعض لتحريفه وكيف يكون الرد حاسمًا وقاطعًا وسريعًا، بداية من قصة الغرانيق المكذوبة وصولًا إلى محاولات تحريف النسخ الالكترونية المنتشرة على المواقع والتطبيقات ويستمر هذا الحفظ حتى وإن كان هذا التغيير على سبيل السهو والخطأ مثلما يحدث أحيانا من الإمام فى الصلاة وهى الحالة الوحيدة التى أجاز فيها الإسلام للمأمومين رفع الصوت وتصحيح الآيات.



الإشكالية الأخرى ، نراه فى رفع البعض للأحاديث إلى مرتبة توازى مرتبة القرآن الكريم  مع ما فى بعضها من عدم اتساق تام مع كلام الله، ونجد الإشكالية الأخرى فى عد الاهتمام بتحقيقها أو الإشارة إلى درجة صحتها وهو التقسيم الذى حدده علم الأحاديث بناء على عددة معايير منها الاتساق مع القرآن ومقاصد الشريعة ومنها صلاح وصدق سلسلة الرواة وهو ما يصنف الأحاديث ما بين الصحيح والحسن المقبول والضعيف والمحتمل والمردود والموضوع والمنكر والباطل، وفى هذا التقسيم العديد من الدراسات والإصدارات التى تقسم الأحاديث وتوضح أسباب هذا التقسيم.

نأتى هنا إلى الأحاديث الموضوعة والتى تتعدد أسبابها ما بين سياسية وأسباب تتعلق بالتعصب بين الفرق والطوائف أو الزندقة ومحاولات تحقيق أغراض خاصة وصولا إلى محاولات تشويه صورة الإسلام، وعلى الرغم من أن القاعدة العامة هى وجوب ترك الأحاديث الموضوعة إلا أن بعض الآراء ترى أن بعضًا من تلك الأحاديث وعلى الرغم من ضعفها إلا أن هذا الضعف لا يمنع من العمل بما جاء فيها.

الغريب أن بعضًا من الأحاديث المنتشرة عند البحث والتدقيق وجد أنها تندرج تحت هذا التصنيف منها على سبيل المثال لا الحصر الأحاديث التالية : «شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار.» و«صوموا تصحوا» و«إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج»و«شاوروهن وخالفوهن» و«لا عزاء بعد ثلاثة أيام» و» أول من يُعطَى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب، وله شعاع كشعاع الشمس»، فقيل له: فأين أبو بكر -يا رسول الله-؟ قال: هيهات، زفَّته الملائكة إلى الجنان.»

القائمة طويلة قد تصل إلى اكثر من مائة الف حديث موضوع وهو ما حملنا بواجب البحث واستقاء الصحيح من المصادر واستفتاء القلب ايضا، على الجانب الآخر نجد أحيانا من يشكك فى الأحاديث الصحيحة لأغراض مختلفة وهو ما يحتاج إلى تفصيل فى مقال قادم.