الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا التيكتوك ولماذا الآن؟!

لماذا التيكتوك ولماذا الآن؟!

تطبيق التيكتوك هو أحد تطبيقات تواصل الاجتماعى المعروفة والذى انطلق للمرة الأولى عام 2016 على نطاق ضيق تحت مسمى آخر قبل أن تتم إتاحته عالميا فى سبتمبر 2017، التطبيق ببساطة يتيح مشاهدة وصناعة مقاطع فيديو قصيرة تتراوح بين عدة ثوانٍ إلى بضع دقائق، فى البداية كان الغرض الرئيسى من التطبيق هو إنتاج مقاطع مصورة للمستخدمين يقومون فيها بتحريك شفاههم على كلمات أغانٍ أو مقاطع مصورة فيما يعرف بالـ Lipsing، وما هى إلا فترة قصيرة إلا وقام المستخدمون بتطوير الأمر إلى نشر مقاطع متنوعة منها الساخر ومنها التعليمى أو الإعلانى وخلافه.



وصل عدد مستخدمى هذا التطبيق إلى نحو مليار ونصف المليار ـ وصل العدد فى مصر إلى نحو 20 مليون مستخدم-وبدأ نجوم الفن والرياضة والمفكرون والمثقفون بإنشاء حسابات خاصة بهم بالإضافة إلى المواقع الإخبارية والتعليمية والقنوات الفضائية وصولا إلى القادة والسياسيين، هذا بالإضافة إلى بزوغ نجم عدد من المؤثرين Influncers الذين يمتكلون الملايين من المتابعين وتداخل فى هذا التطبيق كلا من المرسل والمستقبل وتداخلت التسلية والترفيه مع الوعظ الدينى أو التوجيه السياسى مع الأغراض التسويقية للسلع و الخدمات المختلفة.

حتى هذا الحد لا يبدو أن فى الأمر أى مشكلة، فذلك التطبيق يمكن اعتباره مثله مثل تطبيقات التواصل الاجتماعى الأخرى ولكن مع تركيزه على المقاطع الصغيرة المصورة والتى ساعد على انتشارها ونمو أعداد مستخدمى التطبيق وجود أعداد مهولة من الهواتف الذكية لدى الجميع وصل عددهم إلى نحو 6.6 مليار جهاز بالإضافة إلى التطور والنمو فى سرعات نقل البيانات من خلال هذه الهواتف مقارنة بسنوات أو عقود سابقة ولكن منذ فترة ليست ببعيدة بدأت الأخبار تتناقل عن تحذيرات أطلقها خبراء أمن المعلومات والأمن السيبرانى فى عدد من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تتهم التطبيق بأنه يسرق بيانات المستخدمين ويمكن من خلاله اختراق أجهزتهم وهو ما تم من خلال رفع عدد من القضايا ضد الشركة المالكة للتطبيق متهمينها بهذا الاتهام، ثم ما لبث الأمر أن انتقل إلى منطقة أخرى تتعلق بخطورة المواد المنشورة من خلاله فمنها ما ينافى الآداب ومنها ما يرتبط بالترويج والتشجيع للأطفال والشباب على الإتيان بحركات خطرة أدت تجربتها إلى إصابة البعض بإصابات خطيرة بل وصل الأمر إلى وفاة البعض أيضا جراء محاولة تقليد تلك التحديات وهنا تصاعدت الأصوات المطالبة بحظر التطبيق أو إغلاقه فى دول ما، أو ضرورة التنبيه والمراقبة للمحتوى من قبل الحكومات وأولياء الأمور لحماية الأطفال من تلك المخاطر، فعلى سبيل المثال تم حظر التطبيق فى كل من بنجلادش وتايلاند لما يحتويه من بعض المواد الإباحية كما تم حظر تشغيل التطبيق على الهواتف الذكية الحكومية فى بعض الولايات منها تكساس وايوا وداكوتا الشمالية وما تزال القائمة طويلة ولكن هذه المرة ليس بسبب الإباحية ولكن بسبب مزاعم سرقة البيانات الشخصية للمستخدمين وسيطرة الشركة الأم عليها.

وليس عجيبا أن نعرف أن الشركة الأصلية المالكة للتطبيق هى شركة صينية وبالرغم من أن التطبيق محظور داخل الصين نفسها إلا أن الشكوك تتردد حول أن تلك الحملة الشعواء هى حلقة فى مسلسل الصراع الأمريكى الصينى المرتبط بالهيمنة التكنولوجية مثلما حدث من قبل مع إحدى الشركات الصينية الكبيرة العاملة فى مجال الاتصالات، فما يقدمه التطبيق يمكن أن تجده مثله وأكثر على عدد من تطبيقات التواصل الاجتماعى الأمريكية الأخرى ولكن لا أحد يلاحظ ولا أحد يتكلم.