السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل السيسى للشعب المصرى: الاقتصاد المصرى جزء من العالم ومن الطبيعى أن يتأثر بالتداعيات الحالية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمة مرتجلة خلال الاحتفال بالذكرى الـ71 لعيد الشرطة بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، أن ما يتردد بأن الأزمة الحالية فى مصر كانت ناتجة عن سياسات اقتصادية لها علاقة بالمشاريع التنموية غير صحيح بالمرة وإنما هى نتاج تداعيات أزمات عالمية كبيرة، مضيفًا: «إن دخل قناة السويس عندما قررت الدولة تطويرها كان 4.5 مليار دولار سنويًا وبعد تطويرها ارتفع دخل القناة ليصل إلى نحو 8 مليارات دولار حاليًا، وأنه من المتوقع أن تصل إيراداتها إلى مبلغ يتراوح ما بين 10 و12 مليار دولار سنويًا، متسائلًا: «هل كان من الممكن إهمال تطوير القناة وجعلها عاجزة عن مجابهة تطورات التجارة الدولية دون الاستفادة منها أقصى استفادة؟».



وحول المشاريع القومية الأخرى، تساءل السيسى: هل كانت تستطيع الدولة الاستمرار خاصة وهى تعانى من أزمة فى الكهرباء والطاقة؟ مشيرًا إلى أن مصر شهدت خلال السنوات السبعة الماضية زيادة سكانية بنحو 14 مليون مواطن، وأنه خلال السنوات العشرة الماضية التى تلت عام 2011 شهدت زيادة بنحو 20 مليون مواطن، مؤكدًا أن تطوير البنية الأساسية للكهرباء كان هامًا لمجابهة الطلب والتنمية المستهدفة، لافتًا إلى أنه تم استثمار نحو 1.5 تريليون جنيه لحل هذه الأزمة.

وشدد الرئيس، على وجود العديد من التساؤلات التى يجب التوقف عندها، وذلك لوجود محاولات عديدة لتضليل الناس، مؤكدًا ثقته فى وعى وفهم الشعب المصرى لكل شىء.

وحول المشروعات الخاصة بالنقل، أكد السيسى أن تطوير الموانئ المصرية كان شيئًا ضروريًا لتعزيز دور مصر فى حركة التجارة العالمية خاصة وأنها تقع فى منطقة هامة للغاية.

وحول المشروعات الخاصة بالشبكة القومية للطرق، أوضح الرئيس أنه يتحرك كثيرًا على هذه الطرق وتساءل: ماذا لو لم يكن إنجاز شبكة الطرق بهذه الطريقة.. كيف كان سيتحرك المواطنون؟ مشيرًا إلى أنه تم استثمار ما يقرب من 1.8 تريليون جنيه ومن الممكن أن يصل إلى 2 تريليون جنيه لتطوير شبكة الطرق فى مصر.

وقال الرئيس: «إنه لا يقصد الإساءة لأحد، ولكن الدولة كانت مضطرة للعمل فى جميع المجالات، ولم يكن لديها رفاهية الاختيار للعمل فى مشاريع وتأجيل أخرى»، مشددًا على أن الدولة كانت فى حاجة للعمل فى جميع الملفات لأنها كانت فى حاجة إلى جهد ومواجهة حقيقية حتى تستطيع أن تواجه متطلبات المستقبل.

وتابع السيسى: «لم يكن لدينا ترف أو سوء تقدير فى تنفيذ المشروعات القومية»، داعيًا المواطنين إلى تذكر حجم وقدرة الدولة المصرية فى ذلك الوقت لكى يتم تنفيذ كل هذه المشروعات خلال مدة زمنية تبلغ 7 سنوات، مؤكدًا أنه عبء كبير جدا وضخم»، مضيفًا: «لو حاولنا اليوم وخلال السنوات القادمة، تنفيذ مثل هذه المشروعات، سيتكلف الأمر أضعاف ما تم تنفيذه بنحو 4 أو 5 مرات بدون مبالغة».

ونوه الرئيس، بأن الدولة المصرية أطلقت مشروع «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى منذ عام ونصف العام، وكانت تهدف الانتهاء من المشروع خلال 3 أعوام، لتغيير حياة ما يقرب من 60 مليون إنسان فى مصر وذلك لم يكن شكلًا من أشكال الترف أو المبالغة، حيث لم يكن من الممكن أن نترك حياة المواطنين بهذا الشكل ونقول أن الخطة تنفذ خلال 15 أو 20 سنة وكنا نأمل أن ينتهى تنفيذ المشروع خلال 3 سنوات، ولكن عندما نزلنا إلى أرض الواقع أدركنا أننا محتاجون وقتا أطول وتكلفة أكبر فى ضوء تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية.

وأكد السيسى، أهمية العمل على إصلاح وتغيير حياة الناس من خلال تنفيذ تلك المشروعات، مشيرًا إلى أن كل يوم يمر بدون إصلاح أو تغيير فى حياة الناس هناك مواطنون يتألمون ويعانون.

وأضاف الرئيس: «لكى نطور قطاع الطاقة وخاصة قطاع الكهرباء، لم يكن الهدف فقط أن ننشئ محطات طاقة جديدة ولكن كان لابد من تجديد الشبكة القائمة وعمل شبكة إضافية، بمعنى أنه تم مضاعفة حجم الشبكة القديمة مرتين».

وشدد السيسى، أنه لكى تصبح مصر مركزًا للطاقة فى المنطقة كان لابد من تطوير شبكة الكهرباء الموجودة وقدراتها لنقل الكهرباء عبر القارات بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، مؤكدًا أنه كان لابد أن يكون هناك طاقة كهربائية مناسبة وشبكة لنقل هذه الطاقة ومحطات ومحولات للتحكم فى الشبكة بالكامل.

وأضاف الرئيس: «أنه كان لا يمكن مطلقًا أن نقوم بعمل مشروعات طاقة جديدة ومتجددة تعمل بكفاءة وفق الشكل والنظام القديم التى كانت عليها محطات الطاقة أو مكونات الطاقة والكهرباء فى مصر»، مشددًا على أنه كان من المطلوب تنفيذ كل ذلك فى وقت واحد وفى فترة زمنية قليلة.

ولفت إلى أنه تم تنفيذ جزء من محطات التحكم وباقى ثلثى المحطات تقريبًا وهو ما يجعل الشبكة المصرية قادرة على أن تتفاعل وتتعامل مع شبكات متقدمة جدًا موجودة فى أوروبا.

وقال السيسى: «إن كل مشروع نتحدث عنه كانت له مبررات علمية واقتصادية وليس مبررات سياسية وإن لم نقم بتنفيذه نكون قصرنا فى حق مصر ومستقبلها»، مؤكدًا أننا نجحنا بنسبة كبيرة فى القضاء على الإرهاب وسنقوم بتنظيم احتفالية كبيرة فى العريش ورفح والشيخ زويد، لافتًا إلى أن طائرة رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، كانت أول طائرة تهبط فى مطار العريش منذ 7 أو 8 سنوات وأنه لم يكن فى مقدورنا إقامة تلك الاحتفالية حين كانت العريش ورفح فى تلك الحالة، مشددًا على ضرورة تأكيد قدرة الدولة المصرية فى السيادة على أراضيها وأنه لا يمكن لأى أحد أن يأخذ أو يسيطر عليها بفضل الله - سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن ثمن ذلك كان كبيرًا، ليس أموالًا بل دمًا ومصابين وشهداء انتقلوا إلى جوار ربهم ونتمنى أن يجمعنا الله بهم فى سلام وأمان فى يوم القيامة، مشددًا على أن شعب مصر دفع الثمن بالكامل.

وأكد الرئيس، أنه يتحدث عن الشهداء والمصابين فى كل مناسبة وهو أمر مناسب فى كل وقت لأننا لا يمكن أن ننساهم ولا ننسى الفضل والكرم الذى عاملوا به بلدهم وقدموا به أرواحهم حتى نتمكن من أن نقول بعد مرور نحو 10 سنوات «أنه لا يوجد إرهاب».

وتابع السيسى: «استكمالًا لهذا ونحن نواجه بعض التحديات.. هل يجب أن نشعر بالخوف أم بالثقة فى الله أولا ثم فى أنفسنا؟ وهل قمنا كشعب بتوجيه الأذى أو الاعتداء؟» وأجاب: «إن ما تم هو الصبر الكبير حتى لا ندخل فى صراع مع أى طرف، فقد حاولنا قدر الإمكان خلال فترة 2012 و2013 ألا نصل إلى المواجهة ولكن لم ينجح الطرف الآخر الذى تصور أنه قادر بأفعاله أن يهدم مصر، إلا أننى كنت دائمًا أؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يغلب دولة، أو يضيع شعبًا».

وأكد الرئيس، أنه لابد من التكاتف من أجل عبور المرحلة الصعبة التى ضربت العالم منذ 3 سنوات تقريبًا، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصرى جزء من الاقتصاد العالمى وأنه من الطبيعى أن يتأثر بالتداعيات التى تحدث الآن، لافتًا إلى أن هناك بعض الدول ذات الاقتصاديات الكبرى معرضة للتعثر فى دفع الدين الحكومى وفق بيانات رسمية صادرة عن صندوق النقد الدولى.

وأكد الرئيس، أن الحكومة تسير فى طريق صحيح وتحاول بكل جهد الصمود وتقليل حدة تداعيات الأزمة العالمية، مشيرًا إلى أن هناك كثيرًا من الدول تعانى حتى الآن ومنذ عشرات السنين بسبب الإرهاب وهى غير قادرة على تجاوز الصعوبات التى تواجهها، ولكن مصر استطاعت تجاوز محنة الإرهاب بفضل الله.

ووجه الرئيس السيسى، عتابًا للإعلام لتصويرهم الشعب المصرى على أنه «ملتاع على الأكل والشرب»، مؤكدًا أن هذا لا يجوز أن تظهر أن الشعب مرتعب، حيث يتم الترويج لارتفاع الأسعار، وقال «إننى لا أنفى ما يقال ولكن أؤكد أن هذا ليس نهاية المطاف فى مصر.. وأقول للشعب المصرى أن مصر ستظل وستستمر وتكبر بنا وبتضحياتنا والتى من بينها تحمل الظروف التى نعيشها والتى لم نكن سببا فى وجودها».

وحول المطالبات بتكثيف مراقبة الحكومة للأسواق، قال الرئيس السيسى: «أنت تطالب الحكومة بالنزول على كل المحال وهو ما يتم بالفعل لكن السيطرة يتم الحديث عنها بشكل غير موضوعى لأننا دولة بها 105 ملايين نسمة، فضلًا عن نحو 7 ملايين ضيف على أرض مصر»، مؤكدًا أن جهود الحكومة مستمرة لضبط الأسواق.

ونوه الرئيس، إلى الفيلم التسجيلى الذى عرضته وزارة الداخلية خلال الاحتفال والخاص بجهودها الأمنية، متسائلًا: هل تدركون ماذا يعنى إغراق البلاد بمخدرات بقيمة 8 مليارات جنيه.. ذلك أمر خطير لأن من سيتأذى من ذلك هم أبناؤنا، منوهًا بجهود أجهزة الدولة الأخرى فى الرقابة.

ودعا السيسى، الجميع سواء مفكرين أو مثقفين أو إعلاميين أو مسئولين إلى الاجتهاد والاتحاد لكى تعبر مصر هذه المرحلة بأمان وسلام.