الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد بهاء الدين يحذف كلمات عبدالحليم حافظ!

أحمد بهاء الدين يحذف كلمات عبدالحليم حافظ!

مشوار إذاعى طويل وكفاح لا حدود له، ونجاح مستحق بسبب الكفاءة والموهبة والمهنية وليس الواسطة أو المحسوبية هكذا يمكن تلخيص تجربة الإذاعية الكبيرة اللامعة هدى العجيمى وكما سجلتها فى كتابها الرائع والممتع «الإذاعة المصرية قصة عشق».



قابلت هدى العجيمى مئات الشخصيات المهمة وكانت لها معهم ذكريات لا تنسى وكواليس لم يعرفها المستمع فى وقتها وهى من أجمل وأمتع ما روته فى كتابها.

ومن أشهر البرامج التى قدمتها برنامج «الكراسى الموسيقية» وتقول عنه: كانت قد تقدمت بهذه الفكرة الصحفية سكينة فؤاد لعمل برنامج قصير يذاع فى فترة المغرب ضمن عدد من البرامج اليومية الرمضانية القصيرة ومدة كل منها خمس دقائق، وكلفتنى رئيستى سامية صادق الصديقة والأم والرؤوم بتقديم هذا البرنامج وفكرته كما هو واضح من اسمه تتركز على استضافة ضيفين من نجوم الفن أو الصحافة أو المجتمع أو الأدباء فى مجالين مختلفين، وعلى كل منهما تقمص عمل الآخر أو فنه ويجرى بينهما حوار تديره المذيعة مثلا عندما يصبح الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين مطربًا بدلا من عبدالحليم حافظ شريكه فى الحلقة الذى يتحدث بصفته الكاتب السياسى الكبير.

وأتذكر أن عبدالحليم حافظ ما أن بدأ يتحدث ككاتب سياسى إلا وبدأ يحلل أخبار العالم العربى، وتوقف أمام أحداث لبنان، وكان لبنان وقتها يمر بمأزق سياسى عنيف فى مرحلة السبعينات - من القرن الماضى- فاستمر عبدالحليم يتحدث عن الزعماء اللبنانيين ويوجه لهم اللوم على المشاكل التى يمر بها البلد الشقيق، ويبدى وجهة نظره الشخصية ورأيه فى الحل!

وإذا بى بعد التسجيل أجد الاستاذ أحمد بهاء الدين بعقليته السياسية المتزنة وحسه العروبى الموضوعى وخبرته ينصحنى بحذف أجزاء من حديث عبدالحليم الذى تمادى فيه بدون دبلوماسية أو وزن للامور حتى لا يتسبب رأيه فى خلق مشكلة سياسية بين مصر والزعماء اللبنانيين، وأن كلامه لم يكن دقيقا فى تحليل الموقف السياسى المعقد فى لبنان.

وحكاية أخرى طريفة بطلها الكاتب الساخر محمد عفيفى وترويها قائلة: كان الكاتب الساخر محمد عفيفى يكتب نصا اسبوعيا لبرنامج «إلى ربات البيوت» بعنوان «طرائف وحكايات» وكان يركز فى كتاباته على الطرائف التى تحدث فى حياتنا الاجتماعية والحوارات بين الزوج وزوجته أو الزوجة وحماتها أو جيرانها ومعارفها.

وكان من نصيبى قراءة هذا النص الاسبوعى أمام ميكروفون البرنامج وفى أحد الايام قدم لى نصًا كنت أراجعه قبل الوقوف أمام الميكروفون واصطدمت بفقرة منه أعدتها إلى المؤلف محمد عفيفى وطلبت منه أن يحذفها لأننى لن استطيع قراءتها، دهش الرجل وضحك كثيرا وقال: «ما فيهاش حاجة» إذا كنت تخجلين من قراءتها على مستمعاتك فإفعلى ما شئت!

وقرأت النص يومها بدون هذه الفقرة لكنها ما زالت فى ذاكرتى لأنه قل أن أتدخل فى تعديل نصوص يكتبها هؤلاء الادباء العظماء كانت عبارة عن مزحة على شكل حوار بين القاضى والزوجة التى أقامت دعوى طلاق ضد زوجها الذى لا يتكلم معها طوال فترة زواجهما إلا عددًا قليلًا من المرات وعندما سألها القاضى عن عدد المرات التى كلمها فيها الزوج قالت ثلاث مرات، فسألها القاضى عن عدد أولادها الذين أنجبتهم منه فقالت: ثلاثة!