الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحتفل بـيوم إفريقيا.. وتؤكد على استمرار سياسة الانفتاح والتعاون والتضامن مع شعوب القارة

60 عامًا من الوحدة الإفريقية

تحتفل القارة الإفريقية هذا الأسبوع، بيوم إفريقيا، وهو اليوم الذى يواكب الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية فى الخامس والعشرين من مايو عام 1963، ففى هذا اليوم وقع قادة 30 دولة إفريقية من 32 دولة مستقلة فى هذا التوقيت على الميثاق التأسيسى لمنظمة الوحدة الإفريقية فى أديس أبابا، والتى تحولت حاليا إلى الإتحاد الأفريقي، ليحقق حلم قادة التحرر والاستقلال فى أفريقيا بتعزيز روح التضامن ووحدة الهدف والمصير لإيجاد حلول إفريقية للتحديات التى تواجه القارة.



ومع تحقيق حلم الوحدة والتضامن الأفريقي، الذى ناضل من أجله زعماء أفارقة على رأسهم الزعيم المصرى جمال عبد الناصر، ووالزعيم الغانى كوامى نكروما، والزعيم الغينى أحمد سيكو توري، والزعيم التنزانى جوليوس نيريري، وغيرهم، مع تحقيق هذا الحلم تحول يوم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية لمناسبة سنوية يحتفل فيه الأفارقة والعالم بوحدتهم تحت شعار «يوم إفريقيا».

شهد شهر مايو عام 1963 انعقاد مؤتمر القمة الإفريقى الأول (الخاص بالدول والحكومات) فى أديس ابابا بمشاركة لفيف من القادة والزعماء الأفارقة، وفى مقدمتهم الرئيس جمال عبدالناصر، وتم الاتفاق على تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية وعلى ميثاق المنظمة يوم 25 مايو عام 1963، وكان لمصردورٌ بارزٌ فى جهود إنشاء تلك المنظمة فقد كانت مصر إحدى الدول الأعضاء المؤسسين لها.

فى هذا العام تكتسب مناسبة يوم إفريقيا، أهمية خاصة، ذلك أنها تحمل الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وعلى مرّ هذه العقود الطويلة شهدت القارة الإفريقية فترات من التعاون والتضامن وأيضًا كثير من التحديات التى لا تزال حاضرة وتحتاج مزيدًا من التعاون والتضامن لمواجهتها معًا، بعد توقيع ميثاق تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، انضم تدريجيًا 21 عضوًا لتصل إلى ما مجموعه 53 دولة منذ إنشاء الاتحاد الإفريقى فى عام 2002، وفى 9 يوليو 2011، أصبحت جنوب السودان العضو الرابع والخمسين فى الاتحاد الإفريقى.

 

تطور الوحدة الإفريقية

 

جاءت الأهداف الرئيسية لمنظمة الوحدة الإفريقية، المنصوص عليها فى ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، معبرة عن مطالب القارة الإفريقية فى ذلك الوقت حيث اتجهت الأهداف إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الإفريقية، وتنسيق وتكثيف التعاون والجهود المبذولة لتحقيق حياة أفضل لشعوب إفريقيا، والحفاظ على السيادة والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء وعدم تغيير الحدود التى تم إقرارها عند الإستقلال، وتخليص القارة من الاستعمار والتمييز العنصرى، وتعزيز التعاون الدولى فى إطار الأمم المتحدة، ومواءمة سياسات الدول الأعضاء السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والرعاية الاجتماعية والعلمية والفنية والدفاعية.

وخلال تسعينيات القرن الماضى، ناقش القادة ضرورة تعديل هياكل منظمة الوحدة الإفريقية لتعكس تحديات عالم متغير، فأصدر رؤساء الدول والحكومات بمنظمة الوحدة الإفريقية إعلان سرت عام 1999 الذى يدعو إلى إنشاء اتحاد إفريقى جديد، وكانت الرؤية للاتحاد بناء على عمل منظمة الوحدة الإفريقية من خلال إنشاء الهيئة التى يمكن أن تسرع بعملية التكامل فى إفريقيا، ودعم وتمكين الدول الإفريقية فى الاقتصاد العالمى ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التى تواجه القارة.

وعقدت أربعة اجتماعات للقمة فى الفترة التى سبقت الاطلاق الرسمى للاتحاد الإفريقى، وكانت كما يلى :1ـ قمة سرت (1999)، التى اعتمدت إعلان سرت والدعوة إلى إنشاء الاتحاد الإفريقى، 2 ـ قمة لومى (2000)، التى اعتمدت القانون التأسيسى للاتحاد الإفريقى. 3ـ قمة لوساكا (2001)، التى صاغت خريطة الطريق لتنفيذ الاتحاد الإفريقى. 4ـ قمة ديربان (2002)، التى أطلقت الاتحاد الإفريقى وعقد أول قمة لرؤساء الدول والحكومات.

وعملت منظمة الوحدة الإفريقية على أساس ميثاقها والمعاهدة المؤسسة للجماعة الإقتصادية الأفريقية (المعروفة باسم معاهدة أبوجا) عام 1991، لتحقيق الوصول لاتحاد اقتصادى فى القارة، وكانت الرؤية الأساسية للإتحاد بناء على عمل منظمة الوحدة الإفريقية من خلال إنشاء الهيئة التى يمكن أن تسرع بعملية التكامل فى إفريقيا، ودعم وتمكين الدول الإفريقية فى الاقتصاد العالمى ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التى تواجه القارة. فى المجموع، تم عقد 4 اجتماعات للقمة فى الفترة التى تسبق الإطلاق الرسمى للاتحاد الإفريقى.

 

دور مصر فى الاتحاد الإفريقى

 

وحول دور مصر، فإن الدولة المصرية أسهمت فى تأسيس هيكل الاتحاد الإفريقي، والتى كانت أيضًا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، من خلال تقديم الوفد المصرى المشارك بقمة لومى عام 2000 – وهى القمة التأسيسية للاتحاد – طلبا لإدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة، كما قامت مصر بالتصديق على 20 اتفاقية فى إطار الاتحاد، دخلت منها 16 حيز النفاذ و2 حيز النفاذ مؤقتًا، ووقعت مصر على 6 اتفاقيات على النحو التالى الميثاق الإفريقى للشباب.

وبالنسبة للميزانية، تتحمل مصر بالإضافة إلى كل من جنوب إفريقيا والجزائر وليبيا ونيجيريا النسبة الأكبر فى ميزانية الاتحاد الإفريقى وهى 15% من ميزانية الاتحاد، وساهمت عبر السنوات الماضية بمبادرات عديدة تضمن أمن وسلامة بلدان القارة وتحقق استقرارها. وعلى مرّ ستت عقود مرت على تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، كان للدولة المصرية أدوار عديدة لدعم وحدة وتضامن الشعوب الأفريقية، بداية من الدور المصرى الرائد فى دعم حركات التحرر واستقلال الدول الأفريقية، ذلك ان التجربة المصرية فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر كانت ملهمة لكل الشعوب الأفريقية، حيث فتحت القاهرة ذراعيها أمام جميع حركات التحرر الإفريقية، وساهمت مع منظمة الوحدة الأفريقية فى دعم استقلال كل الدول الإفريقية. وبعد نيل الدول الإفريقية لاستقلالها، وفى بداية التسعينيات، بدأت القارة الأفريقية حقبة جديدة تزامنت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، تقوم على مواجهة تحديات تتعلق بضعف التنمية الاقتصادية وهشاشة البنية الاقتصادية ومواجهة الحروب الداخلية والنزاعات المسلحة، وأضيفت لتلك التحديات خطر الإرهاب الذى بدأ ينتشر فى بداية الألفية، وكان للدولة المصرية دور بارز فى مواجهة التنظيمات الإرهابية ولا تزال حتى الآن.

 

رسالة مصر للأفارقة

 

وفى الذكرى الستون لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، يأتى التفاعل المصرى للاحتفال بيوم إفريقيا بفعاليات عديدة داخل مصر وعلى مستوى بعثاتها الدبلوماسية، فى ظل الزخم الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية الإفريقية على مدار السنوات الماضية، والذى تعززه إرادة سياسية على أعلى المستويات بالارتقاء بالعلاقات مع دول القارة فى كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والصحية والاستثمارية، وينعكس ذلك فى التنسيق والتشاور المتواصل لتحقيق التكامل والوحدة ومواجهة التحديات التقليدية وغير التقليدية التى تواجه عالمنا المعاصر، مرتكزين فى ذلك على عزيمة وإرادة صلبة لتعزيز الجهود المبذولة لتوحيد الصف الإفريقى فى مواجهة الصراعات التى تشهدها مناطق مختلفة من العالم وتأثيراتها على مسيرة التنمية فى الدول الإفريقية.

وفى هذا الإطار استقبل وزير الخارجية سامح شكرى السفراء الأفارقة المعتمدين فى القاهرة منتصف شهر مايو، فى إطار الاحتفالات بيوم أفريقيا، ووجه شكرى مجموعة من الرسائل المهمة التى تعبر عن توجه ورؤية الدولة المصرية تجاه القارة الإفريقية فى هذا التوقيت، حيث أكد وزير الخارجية على التزام مصر المتواصل، كعضو مؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية، ببذل كافة الجهود لتحقيق المصلحة الإفريقية ودعم الدول الإفريقية الشقيقة فى المسارات الثنائية والمتعددة الأطراف.

واستشهد شكرى فى هذا الإطار بنتائج مؤتمر المناخ COP27 الذى عقد فى شرم الشيخ نوفمبر الماضى وكانت نتائجه هامة للقارة الافريقية، بجانب إسهام مصر الممتد فى جهود حفظ وبناء السلام فى إفريقيا على صعيدى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى وجهود مصر ف لملف إعادة الإعمار والتنمية فى الاتحاد الإفريقى، وكذا رئاسته للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي، كأداتين محوريتين لتعزيز ملكية القارة لأجندة بناء السلام والتنمية. كما أكد الوزير سامح شكرى حرص مصر على تكثيف التعاون مع الشركاء الدوليين ومؤسسات التمويل لسد الفجوة التمويلية للمشروعات التنموية فى القارة وتخفيف عبء الديون وتنفيذ أجندة القارة ٢٠٦٣، إضافة إلى العمل مع الدول الأفريقية الشقيقة لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.

وشدد وزير الخارجية على أن وحدة دول القارة والتعاون فيما بينها هو الأساس للتغلب على أية تحديات تواجهها، لا سيّما فى عالم اليوم الذى يسوده الاستقطاب والتوترات الجيوسياسية، وما تعانيه القارة من أزمات متعددة ومتلاحقة فى ظل جهود التعافى من تداعيات جائحة كورونا، وتأثير الحرب فى أوكرانيا وأزمات الغذاء والطاقة والمناخ وارتفاع التضخم والديون، وقال أن الاحتفال بيوم إفريقيا يمثل فرصة لتجديد التزام وعزم دول القارة بشكل جماعى بمبادئ الوحدة والتضامن والتعاون لتحقيق الأولويات الأفريقية والارتقاء بحياة وتطلعات شعوب القارة نحو مستقبل مشرق.

 

مصر ترحب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى السودان

 

اهتمام مصرى بتطورات الاوضاع فى السودان، ودعم العلاقات المصرية السودانية، سواء مع دولة السودان أو جنوب السودان، تدعيما لتاريخ الوحدة بين شطرى وادى النيل، وفى هذا الإطار أكدت مصر على ترحيبها بتوقيع الأطراف السودانية المشاركة فى محادثات جدة على اتفاق للهدنة لمدة أسبوع بين ممثلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى مدينة جدة السعودية، والذى جاء برعاية من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى تويتر «إن  أعمال الإغاثة وتضميد جراح الأبدان والنفوس تحتاج إلى بيئة آمن ولو لأسبوع ، مضيفًا ”  نأمل أن يتم تمديد الهدنة بعد انقضائها، وصولًا لاتفاق شامل ومستدام لوقف لإطلاق النار.

وقال البيان الصحفى لاتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد «أن اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد، الذى يدخل حيز التنفيذ بعد ثمانية وأربعين (48) ساعة من التوقيع، يظل سارى المفعول لمدة سبعة (7) أيام ويمكن تمديده بموافقة الطرفين»، ووفقا للبيان اتفق الطرفان على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية ، كما اتفق الطرفان على تسهيل المرور الآمن لمقدمى المساعدات الإنسانية والسلع، مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.

 

مصر تنظم دورة تدريبية لدبلوماسيين من جنوب السودان

 

قام السفير معتز مصطفى عبدالقادر، سفير  مصر  لدى جنوب السودان، وأعضاء السفارة المصرية، وبحضور قيادات وزارة الخارجية والتعاون الدولى بجنوب السودان، بتوديع عدد «40» دبلوماسى من وزارة الخارجية بجنوب السودان قبيل مغادرتهم جوبا متوجهين إلى القاهرة لحضور دورة تدريبية أعدها خصيصاً «معهد الدراسات الدبلوماسية المصرى» بالتعاون مع «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» للدبلوماسيين الجنوبيين.

وأكد السفير «عبدالقادر» خلال توديع الدبلوماسيين على حرص القيادة السياسية المصرية ووزارة الخارجية على دعم وبناء القدرات البشرية الجنوبية فى مختلف المجالات، ومن بينها القطاع الدبلوماسى وإمدادهم بالمهارات المطلوبة لتأدية مهامهم على أكمل وجه، مضيفًا أن حجم المشاركين فى هذه الدورة يعكس التقدير والاهتمام المصرى للتعاون ودعم دولة جنوب السودان الشقيقة.

ومن جانبها، أثنت السفيرة مديرة التعاون الدولى بوزارة الجارجية بجنوب السودان وقيادات الوزارة على التعاون المستمر والوثيق بين البلدين، مقدمين الشكر للقيادة السياسية المصرية ووزارة الخارجية على جهودهما، ودعمهما المستمر لدولة جنوب السودان، معربين عن التطلع إلى المزيد من التعاون والدعم فى المستقبل بين البلدين فى مختلف المجالات.