الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» تتولى لأول مرة رئاسة التحرير!

«روزاليوسف» تتولى لأول مرة رئاسة التحرير!

طالت غيبة السيدة «روزاليوسف» فى باريس وكانت تتابع باهتمام وحزن ما يحدث لمجلتها، وقررت تعيين الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» مسئولًا عن التحرير بدلًا من «أحمد حسن» بسبب القضية المرفوعة عليه مع الأستاذ «محمد التابعى»..



وتواصل «روزاليوسف» ذكرياتها الصحفية فتقول: وعلى الرغم من عودة المجلة إلى الظهور ـ فى 2 فبراير سنة 1928 ـ لم أطق الإقامة فى بارس، وعبثًا حاول زوجى ـ زكى طليمات ـ أن يقنعنى بالبقاء وعبثًا أخافنى من ركوب البحر فى فصل الشتاء، ولم أعبأ بكل هذا، وحملت طفلتى «آمال» على كتفى وركبت البحر فى 21 فبراير وكان البحر هادئًا على غير المعتاد.

وعدت مسرعة إلى مصر لأواجه الموقف، أما محنة القبض والاعتقال الأولى فلم تزد المجلة إلا جرأة، وكانت جرأتها فى ميدان السياسة تتزايد! ووجدت بحر السياسة هائجًا مزبد الموج.

كانت وزارة ثروت باشا تعمل على ترويج مشروع ـ ثروت شمبرلن ـ ووراءها صحفها الموالية تتقدم الزفة وتدق الطبول وفى مقدمتها الأستاذ «سليمان فوزى» يتولى زعامة فتوات الزفة ويشرع من مجلة «الكشكول» سوطًا يفرقع به فى الهواء ويهوى به على المعارضين.

وكان الوفد من ناحية أخرى يعمل على عرقلة هذا المشروع ومعه الصحف التى تشد أزره فى هذا العمل، وكنت بحكم ولائى لمبدأ «سعد» العظيم أناصر الوفديين فى ذلك الوقت.

كان الجو مضطربًا مكهربًا يلمع فيه الشرر فتكهربت بدورى وتقدمت بالمجلة خطوة جرئية فى نضالها الحزبى، واستعملت الكاريكاتير السياسى لأول مرة، وصدر العدد رقم 127 وفيه صورة كاريكاتورية بعنوان «اجزاخانة الوفد المصرى لصاحبها مصطفى النحاس صيدلى قانونى، مثلت فيها الصيدلى مصطفى النحاس واقفًا أمام خالتى زبيدة «رمز مصر» وجرى بينهما هذا الحوار:

خالتى زبيدة: الدكتور ثروت ـ والمقصود ثروت باشا رئيس الوزراء ـ كتب لى يا ابنى على شربة ملح انجليزى!

الصيدلى: لكن المكتوب فى الروشتة ياستى «سم هارى انجليزى».

وكانت هذه الصورة أصدق بيان عن موقف المجلة من وزارة ثروت باشا ومن مشروعها فى المفاوضة.

وتمضى «روزاليوسف» قائلة: وعندما لاحظت أن المدير المسئول للمجلة ـ «عبدالعزيز الصدر» ـ بدأ يبدى مخاوفه من أخذنا بأسباب هذه المعارضة، لم أتردد فى أن أحل محله، وصدر العدد 120يحمل اسمى بصفتى المديرة المسئولة عن سياسة المجلة، وكان لى أن أنزل إلى معركة ثانية!

كانت معركة «روزاليوسف» هذه المرة مع مجلة «الكشكول» لصاحبها الأستاذ «سليمان فوزى» وتقول «روزاليوسف»:

كانت الكشكول فى عنفوان جبروتها وكان لها سوط سليط تشرعه على كل كبير، وكان سعد زغلول الهدف الأول والأخير لهجماتها.. وكنت كلما قرأت الكشكول وهو ينال من سعد العظيم أقضى ليلة مزعجة اتمنى أثناءها أن يحولنى الله من امرأة إلى رجل لأذهب إلى الأستاذ «سليمان فوزى» صاحب الكشكول وأضربه علقة!

ودأبت مجلة الكشكول على مهاجمة الوفديين فى حياتهم الخاصة، وكلما اشتدت معارضة الوفديين اشتدت مهاجمة الكشكول، وكنت أقابل تحية الكشكول بتحية أحسن منها ولكن بغير مبالغة فى الخدش والتجريح!

وأخيرًا حلا لتلك المجلة أن تهاجم حرم الأستاذ «مكرم عبيد» على طريقة فرش الملاية على المفتوح، فلم أتردد فى الكيل للكشكول من نفس الوعاء الذى يرش منه الماء الآسن يدفعنى إلى ذلك عاملان: عامل الحزبية وعامل الغيرة على واحدة من بنات جنسى!

وبدأت معركة حامية بينى وبين الأستاذ «سليمان فوزى» أثارت اهتمام الناس وارتفعت معها مقطوعية ـ توزيع ـ المجلة وسرعان ما انقلب الاهتمام إلى دهشة بعد أن رأى الناس أنه يوجد فى السويداء سيدة تضرب رجلًا ولا ككل الرجال على عينيه الجوز، رجل لم يسلم أحد من لسانه! ولتفاصيل المعركة بقية!