الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التحول الرقمى فى علوم إدارة الأزمات «1-2»

التحول الرقمى فى علوم إدارة الأزمات «1-2»

لعل أزمة الصواريخ السوفييتية فى كوبا عام 1962 والتى كانت موجهة بالأساس الى الشواطئ الأمريكية وأسلوب تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع هذا الحدث كانت هى الأزمة الأشهر والأكثر خطورة فى تقدير الخبراء العسكريين حيث يمكن القول بإنها كانت الباعث لتطوير علم إدارة الأزمات والكوارث وهى المعروفة أيضا بأزمة الصواريخ الكوبية أوأزمة أكتوبر حيث إنها استمرت لمدة عشرين يومًا خلال أكتوبر 1962 كما سبق البيان،



وهوما استدعى وجود مجموعات مختلفة من القادة العسكريين والدبلوماسيين وخبراء المخابرات وعلوم الاقتصاد والسياسة وغيرهم، ليعملوا معا فى منظومة متكاملة لإدارة الأزمة والخروج بسيناريوهات لمستقبل تلك الأزمة مع وضع خطط استعداد ومجابهة وتقليل آثار سلبية وخلافه.

ببساطة أتت خطط المجابهة متباينة بين البدء بالضغوط الدبلوماسية أو الحصار البحرى لكوبا أو الحرب الشاملة أو القصف الجوى لتلك الصواريخ عن بعد أوعدم فعل أى شىء على الإطلاق ومن هنا بدأت إجراءات وسيناريوهات التحرك فى العمل وهو ما رجح الحل الدبلوماسى والذى وصل بالفعل الى نهايته بتفكيك تلك الصواريخ نظير قيام الولايات المتحدة بتفكيك صواريخها من تركيا وكانت أول نتائج تكنولوجية لإدارة الأزمات بعد انتهاء تلك الأزمة هو تفعيل الخط الساخن-يطلق عليه الخط الأحمر- بين رئيسى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى ليتم استخدامه فى التواصل المباشر والسريع فى أى أزمة مستقبلية.

وبصفة عامة فإن علم إدارة الأزمات والكوارث والذى يمكن اعتبار الواقعة السابقة هى المحرك الرئيسى للاهتمام بصياغته صياغة علمية منضبطة يتم فيها تقسيم الكوارث الى كوارث طبيعية مثل الأوبئة والبراكين والزلازل والفيضانات وما يرتبط بالتغيرات المناخية وكوارث من صنع الإنسان مثل حوادث الطائرات والسفن والقطارات والحرائق الكبرى والهجمات السيبرانية وغيرها، كما أن الكارثة أن لم تتم السيطرة عليها ستتحول الى أزمة تحتاج الى تعامل من نوع خاص.

يتم أيضا تقسيم أسلوب التناول الى ثلاثة أقسام رئيسية مرتبة زمنيًا الى قبل وأثناء وبعد الأزمة... هذا من الناحية الزمنية ولكل مرحلة احتياجات واسلوب تعامل ومعطيات مختلفة تصب جميعها فى هدف أساسى هو تلافى حدوث الأزمات أصلا وفى حالة حدوثها فيكون الهدف هوكيفية التقليل من آثارها وسرعة إعادة الوضع الى ما كان عليه ثم استخلاص الدروس المستفادة لتعديل الخطط والسيناريوهات لضمان كفاءة أكبر فى إدارة الأزمة فى المرات التالية كما أنه توجد مفاهيم أخرى متداخلة ومتشابهة مع مفهوم الأزمة بدرجات مختلفة منها الحادثة والمشكلة والصدمة والصراع والخلاف وهى مفاهيم متقاربة ولكن تختلف اختلافات دقيقة ترتبط بمدى تكرارية الحدث أونطاقه الجغرافى أوطبيعة أطراف ذلك النزاع أوالخلاف فقد يكون خلافًا بين شخصين أوفريقين أوشركتين أودولتين أومجموعتين من الدول.