الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التحول الرقمى فى علوم إدارة الأزمات «2-2»

التحول الرقمى فى علوم إدارة الأزمات «2-2»

استمر اسلوب استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى المساهمة فى إدارة الأزمات على وتيرة بطيئة قد ترتبط بالأساس فى وجود اتصالات تليفونية وأساليب بدائية لجمع البيانات الميدانية وتحليلها حتى بداية التسعينيات من القرن الماضى عندما تغلغلت مفاهيم شبكات المعلومات وشبكة الانترنت بصورة كبيرة وغير مسبوقة جعلت أساليب إدارة الأزمات تتغير كثيرًا وتزداد سرعة ودقة.



وكما أن الوحدة الأساسية المكونة للشبكات هى جهاز الحاسب الآلى فإن الوحدة الأساسية المكونة لمنظومة الأزمات هى غرفة إدارة الأزمة Crisis Management Room وهى التى يتم إعدادها على أعلى مستوى تقنى يتم فيه الربط مع شبكة الانترنت ومع قواعد البيانات المختلفة وكذا أيضا مع وكالات الأخبار ومراكز الطوارئ والتحكم وكاميرات المراقبة، بالطبع يكون ربط غرفة الأزمات مع غرف الأزمات الأخرى التى ربما تكون مختلفة نوعًا ما فى طبيعة عملها أو تغطى نطاقًا جغرافيًا مختلفًا ثم يكون على غرفة الأزمات المركزية تجميع كل تلك البيانات والمعلومات والإشارات العاجلة من مصادرها المختلفة والتى تعمل حاليا فى أغلبها من خلال تقنيات انترنت الأشياء Internet Of Things (IoT) حيث يتم الحصول على تلك القراءات ونقلها عبر قنوات معلوماتية مؤمنة الى حيث يتم تحليلها وعرضها من خلال نظام معلوماتى لإدارة الأزمات والكوارث Crisis Management Information System (CMIS).

بالطبع لا يقتصر عمل نظام المعلومات على عرض الموقف الحالى فقط بل إن أهم جزئية فيه تلك التى تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى لكى يتم تحليل تلك البيانات وتوقع الأزمات المستقبلية قبل حدوثها مقسمة طبقا لدرجات الخطورة واحتماليات الحدوث وربط تلك الأزمات بالسيناريوهات المعدة سلفا لكل نوع أزمة وإعادة تذكير كل الأطراف-الجهات-المشاركة فى إدارة الأزمة ليتم عمل سيناريوهات تدريب وهمية للتدريب على كيفية التصرف والتعامل مع الأزمة حال حدوثها وهو جهد يشابه جهد التدريب العسكرى وقت السلم استعدادًا للمعركة وهى أمور لها تكلفة مالية كبيرة نوعًا ما قد تصل الى 10% من تكلفة الخسائر الناجمة عن الأزمة نفسها حال حدوثها نتيجة عدم الاستعداد المناسب لها.

تقوم أيضا أنظمة إدارة الأزمات بتحليل الأزمات السابقة من حيث النوع والتكرارية والتأثير والنطاق الجغرافى والخسائر الناجمة ومن ثم يتم عمل مقترحات لإعادة تخطيط الخدمات العامة وقوات الطوارئ والنجدة والإسعاف وغيرها بناء على تاريخ الأزمات السابقة وهى جهود كبير لم يكن لعلم إدارة الأزمات والكوارث القدرة على القيام بها بدون الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأدوات الثورة الصناعية الرابعة.