الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنانة إيمان غنيم فى حوار لـ«روزاليوسف»: قدمت «بهية» كما أحبها نجيب سرور.. ولم أتوقع جائزة المسرح

جهد ودأب ورحلة كفاح للوصول إلى مرتبة عليا بفن التشخيص، طريق طويل اختارته الفنانة إيمان غنيم بطلة عرض «ياسين وبهية» الذى قدم مؤخرا على خشبة مسرح الشباب وحقق نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، كلل هذا النجاح بحصولها على جائزة أفضل ممثلة دور أول مناصفة مع الفنانة فاطمة محمد علي، لم تحصل إيمان على هذا التكريم عن طريق المصادفة بينما كان لتميزها فى أداء دور «بهية».. عن الجائزة وبهية قالت إيمان غنيم فى هذا الحوار..



■ كيف جاءت البداية لسلك طريق الفن؟ 

- بدأت من فريق أتيليه المسرح بكلية الفنون الجميلة، كنت صغيرة، وأتذكر أن هذا الفريق كان يضم أسماء هامة مثل بيومى فؤاد وأحمد أمين، وبالتالى كنت حريصة على التدريب من خلال الورش معهما حصلت على ورش مكثفة ثم شاركت بدور واحد فقط ضمن الفريق، فى نفس التوقيت كنت أبحث عن مكان للتدريب والتعليم خارج الكلية ذات مرة أخبرنى أحد زملائى أن الفنان محمد صبحى يقيم ورشة فى مسرح قصر النيل، كان الوحيد وقتها الذى يقدم هذا النوع من الورش للشباب سارعت للالتحاق بها، لكننى لم أستطع تجاوز الاختبار بسبب شدة خجلى ورهبتى عندما رأيت اللجنة وهو قائدها وأظن كان معظم أعضاء اللجنة من ابطال مسلسل ونيس كنت حديثة الخبرة لم يسعفنى صوتى ولم أستطع تقديم المشاهد التى اعددتها، نهرنى خرجت من الاختبار باكية، يومها اشفقت على إحدى الفتيات وأخبرتنى أن هناك مكانا جديدا اسمه مركز الإبداع الفنى بجراج الأوبرا يرأسه مدير مسرح الشباب المخرج خالد جلال كان عائدا من إيطاليا وسيقدم ورشة جديدة أول مرة تقام فى مصر.

■ ما الخبرات التى أضيفت لك فى هذه الورشة؟

- تعلمت كل شىء يخطر ببال أحد، اكتشفت نفسى كممثلة من ورشة مركز الإبداع، كانت معنا ساندرا نشأت لاختبار الكاميرا وعاطف عوض فى الاستعراض وشيرلى شلبى فى الإتيكيت والدكتورة نجاة على فى الإلقاء، الدفعة الأولى من مركز الإبداع  كانت دفعة ذهبية من أكثر الدفعات حظا، تعلمنا الوقوف امام الكاميرا لم تقتصر المحاضرات على الارتجال فقط، وضعنا على الطريق كان بجانبى نضال الشافعى وكان الأول على دفعته بالمعهد وبيومى فؤاد وسامح حسين كنت بين هذه العناصر المميزة.

■ متى كانت أولى تجارب الاحتراف؟

- مسرحية «جميلة» إخراج مروة رضوان كانت تجربة مميزة خطوة مهمة حصلت بسببها على اول جائزة فى حياتى أفضل ممثلة صاعدة بالمهرجان القومي، كانت احلى مفاجأة لم أتوقعها، كنت لا أرى اننى استحق جوائز لأننى أمارس هواية أحبها كنت لا أتصور أننى أستحق الخضوع لهذا التقييم، هذه الجائزة نبهتنى لضرورة التركيز على نفسي، وأننى أصلح للاحتراف والسير فى مهنة التمثيل، ثم شاركت فى عرض «الجلسة» إخراج مناضل عنتر وانتقلت إلى مرتبة أخرى فى العام نفسه رشحت لأحسن ممثلة صاعدة للمرة الثانية بالمهرجان القومى ثم حصلت على أفضل ممثلة دور أول بمهرجان شرم الشيخ ثم سافر العرض لتمثيل مصر بمهرجان المسرح العربى بتونس، وقتها أدركت ضرورة التفرغ تقدمت باستقالتى من العمل حتى أتفرغ لاحتراف التمثيل والدراسة.

■ ماذا أضاف لك معهد الفنون المسرحية؟

- قبل التحاقى بكلية الفنون الجميلة كنت أظن أننى متمكنة من الرسم لأننى أجيد الرسم منذ أن كان عمرى ست سنوات بينما بعد الدراسة اكتشفت اننى لا افقه شيئا فى الرسم، دراسة الفن شيء والموهبة فى ممارسته شىء آخر، عندما درست الرسم شعرت أن موهبتى ذهبت فى منطقة أخرى الوعى والخبرة، لابد من المعرفة لأن الفنان يعبر دائما عن كل المدخلات التى يكتسبها من الحياة مثل النحلة عندما تشم الرحيق تعيد افرازه، وبالتالى دراسة الفن  الكلاسيكى والأكاديمى يمكن الفنان من حماية موهبته، لأننى قد أكون موهوبة لكننى جاهلة بأصول المهنة.

■ كيف كان اختيارك فى ياسين وبهية وهل توقعتى الجائزة هذه المرة؟

- كل من قدمت بهية كان هذا الدور تميمة الحظ لها، لأنه يترك أثرا فى نفس الممثلة التى تلعبها، ولابد أن تحافظ على درجة ومستوى معين من الجودة لأنه ليس دورا عاديا، لم تقدم أعمال نجيب سرور على المسرح منذ وقت طويل ربما كانت النسخة الوحيدة نسخة إذاعية للراحل كرم مطاوع، فهل الأجيال الحالية تعرف؟!، كان هذا تساؤل يدور بداخلى لذلك شاركت فى تقديم نص كلاسيكى يستحق العرض لإيقاظ الهوية والارتباط بنا، كما أننى أقف على المسرح لأرتدى جلباب الفلاحة كما أتصورها فى لوحات الفن التشكيلى  مثل فلاحة محمود مختار برمزيتها وشكلها وجماليتها، وبنات بحرى فى لوحات محمود سعيد، أظن أن هذا العرض يحيى جزءا من الهوية الذى أصبح ضبابيا.

■ كيف أثرت رؤيتك من الفن التشكيلى على هيئة بهية؟

- دراستى فى الفنون الجميلة ساعدتنى على تصور شكل ملابس وإكسسوار الشخصية طبعا بعد الاتفاق مع مصممة الأزياء بالعرض، هنا الإعداد كان مختلفا عن النص الأصلى «بهية» فى هذه الرؤية متواضعة بسيطة بينما بالنسبة لى بهية شخصية عظيمة هى مصر، هذا التواجد البسيط بالعرض رأيت أنه من الممكن تعويضه بالملابس والإكسسوار، بداية من ملابس الفرح ثم شكل الملابس الذى تعمدت أن يقترب من ألوان الزرع الغلة والحصاد وعلم مصر هذه كانت لوحة بهية فى خيالي، الإكسسوار استعنت بقرط المخرطة طلبته خصيصا وخلخال طلبته من مدينة الحرفيين بالفسطاط لأن وصف نجيب سرور يمنحك مساحة لرسمها وليس فقط لتمثيلها، كنت حريصة على إبراز كل تفاصيلها، حتى مشهد نزولها الترعة وحبيبها يختفى وراء الشجرة،  كنت أعود للنص الأصلى وكنت مهتمة بما وراء النص أكملت هيئة الشخصية فى ليالى العرض، بالعودة للأغانى الحماسية «يا جريد النخل العالي» اضفت هذه الأغنية فى المشهد مع خط الحركة لأن نجيب سرور أكثر كاتب أحب مصر، لذلك قدمت بهية كما أحببتها وأحبها نجيب سرور فى النص الأصلى كان يصفها بأدق التفاصيل وكنت أعود له يوميا حتى تكتمل صورتها فى خيالى.

■ ماذا تمثل لك هذه الجائزة وهل أحزنتك المناصفة؟

- أصبحت ضمن قائمة الأسماء العظيمة التى سبق وأن قدمت بهية لنجيب سرور، كل ما تعلمته فى المعهد طبقته فى عملى بشكل حقيقى سواء فى الاستعراض أو الأزياء، شعرت أننى رتبت موهبتى لأنها كانت مجرد موهبة عشوائية تحتاج إلى تنظيم، كما أن العرض أصبح محطة مهمة فى حياتى لأننى لعبت بطولة نص كلاسيكى كامل على مسرح الدولة، خضت التجربة كاملة محطة مهمة وفارقة قدمت بهية حبا فى النص ونجيب سرور دون توقع جائزة، وبالتالى لم أحزن من كونها مناصفة لأننى كنت لا أتوقعها من الأساس، وفى النهاية نحن سنقتسم قيمتها المادية بينما الجائزة محتفظة بقيمتها الأدبية مكتملة سواء لى أو للفنانة فاطمة محمد على، حصلت على هذه القيمة الكبرى التى تحملها فخورة بها وبالعرض.