الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حدود مصر خط أحمر

السيسى: المشاهد الإنسانية القاسية بغزة كشفت عجز المجتمع الدولى

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى القمة الاستثنائية لمجموعة البريكس، التى انعقدت لمناقشة التطورات الإقليمية فى الشرق الأوسط وخاصة الأوضاع فى قطاع غزة. 



وألقى الرئيس كلمة خلال القمة قال فيها: «أود فى البداية.. تثمين الدعوة إلى هذا الاجتماع المهم، كما أعرب عن خالص تقديرى لقرار قمة البريكس بجوهانسبرج بدعوة مصر للانضمام إلى التجمع، وهى الدعوة التى أؤكد ترحيب بلادى بها، معربًا عن ثقتى فى أن ذلك سيتيح لنا تعزيز التعاون والتنسيق المشترك على أساس مبادئ التضامن، والاحترام المتبادل، واحترام القانون الدولى.

وقال الرئيس: «إن قمتنا هذه تأتى فى توقيت حرج يشهد فيه الفلسطينيون تصعيدًا مُستمرًا، فى قطاع غزة والضفة الغربية، أودى بحياة آلاف المدنيين، ثُلثيهم من النساء والأطفال، كما تعرض القطاع بأكمله إلى عقاب جماعى وحصار وتجويع وضغوط من أجل التهجير القسرى، وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولى وجمود الضمير الإنسانى». 

وتابع: « لقد رحبّت مصر بالجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين فى قطاع غزة، وفى مُقدمتها قرار مجلس الأمن 2712 الذى دعا إلى التوصل العاجل إلى هدنة وإنشاء ممرات إنسانية مُمتدة فى جميع أنحاء القطاع وتدعو مصر فى هذا الإطار المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال من أجل الامتثال لتنفيذ هذا القرار»، مضيفًا: «لقد عارضت مصر وأدانت قتل المدنيين من جميع الأطراف، وتدين فى ذات الوقت وبأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وخاصةً المستشفيات، وتؤكد أن المجتمع الدولى يتحمل مسئولية إنسانية وسياسية لإنقاذ المدنيين فى غزة ووقف هذه الممارسات اللاإنسانية التى تجعل الحياة والمعيشة فى غزة مستحيلة مما يُجبر الناس على ترك بيوتهم وأراضيهم».

وقال إن مصر تبذل كل الجهود لتخفيف مُعاناة الفلسطينيين فى غزة، حيث قامت بفتح معبر رفح الحدودى منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وخصّصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم، لكن تتسبب الآليات الموضوعة من السلطات الإسرائيلية فى تعطيل وصول المساعدات لمُستحقيها، ومن ثم فإن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها، وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولى لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة لإعاشة أهالى غزة.

أكد الرئيس أن مصر كانت ولا تزال تُعارض الضغط على الفلسطينيين فى قطاع غزة، وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم سواء بشكل فردى أو جماعى، كما تقف مصر ضد أى محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري داخل أو خارج غزة، خاصةً وأن ترك الفلسطينيين لأرضهم مخالفة جسيمة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، كما أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيمًا وتعقيدًا، متابعًا: « كما أن المجتمع الدولى يقف صامتًا كذلك أمام عُنف غير مُبرر من قبل المستوطنين إزاء الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وأمام ما تشهده الضفة من اقتحامات عسكرية يوميًا من قبل الجيش الإسرائيلى وهى كلها سياسات مرفوضة تسهم فى إشعال المنطقة وزيادة مناطق التوتر بها».

واختتم الرئيس كلمته قائلًا: «إن الأولويات المصرية فى المرحلة الحالية تتمثل فى وقف نزيف الدماء من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار، والنفاذ الآمن والمُستدام للمُساعدات الإنسانية، وتجنُب استهداف المدنيين والمُنشآت المدنية فى قطاع غزة، كما نُشدد على ضرورة تسوية جذور الصراع والتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.