الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العاصمة الإدارية.. أيقونة المدن الذكية

«تتحرك الدولة المصرية فى كل المناحى التنموية بهدف تحقيق أفضل جودة حياة للمواطن المصرى، ونحاول دومًا تجاوز الأزمات التى تحاصرنا، ونحن نؤمن أننا سنتجاوزها خلال الفترة القادمة، وبإذن الله كل الخير والتقدم لبلدنا الحبيبة مصر»، هذا ما أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال احتفالية تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية، ضمن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور وليد عباس، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، المشرف على مكتب الوزير، والمهندس عبد المطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التنمية وتطوير المدن، ولى يونج مينج، نائب رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC المنفذة للمشروع، وهشام شتا، رئيس مجلس إدارة شركة «انكوم» الشريك المصرى لها، بالإضافة إلى عدد من كبار الإعلاميين.



وتعد هذه الأبراج الإدارية الثلاثة، باكورة مرحلة التسليم فى المنطقة المركزية للأعمال CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تشهد تشييد 20 برجًا تنفذها الشركة الصينية لصالح وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بينها «البرج الأيقونى» الذى يصل ارتفاعه لنحو 400 متر، والذى سيدخل ضمن مراحل التسليم اللاحقة بهذا المشروع.

وفى كلمته خلال الاحتفالية، أعرب رئيس الوزراء، عن سعادته الكبيرة بوجوده فى هذا المشروع الضخم، الذى بدأ كحلم منذ نحو 6 سنوات وغدا واقعًا، لافتًا إلى أن ما تثيره تلك الاحتفالية فى منطقة الأبراج من تساؤلات لدى البعض عن مردود هذا المشروع بذلك المستوى المميز على الوطن، هو أمر يستلزم الإشارة إليه، حيث تواجد خلال الأسابيع الماضية فى 4 مدن جديدة للاحتفال بوصول مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، «سكن لكل المصريين» إلى رقم مليون وحدة سكنية، للشباب ومحدودى الدخل، فى كل بقاع مصر.

«مدبولى»، أضاف: «أن عددًا من شبابنا لم يعاصر مشكلة الإسكان فى مرحلة سابقة ولم يشعر بحدتها»، داعيًا الإعلاميين إلى استرجاع الأعمال الفنية المصرية التى سلطت الضوء كثيرًا على مشكلة السكن السابقة ومدى حدتها، مؤكدًا أن المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»، التى أطلقها الرئيس، وتكاتفنا لتنفيذها بكل إخلاص، ساهمت فى تراجع حدة هذه المشكلة بدرجة كبيرة، وأصبحت الدولة المصرية قادرة بمشاركة القطاع الخاص، على تقديم كل أنواع الإسكان ومستوياته، بالكم الذى يسهم فى تغطية كل الطلب بالرغم من الزيادة السكانية.

كما أوضح رئيس الوزراء، أن المليون وحدة سكنية التى تم تنفيذها كسكن للشباب ومحدودى الدخل، كلفت الدولة أكثر من 400 مليار جنيه، بالإضافة إلى 300 ألف وحدة نفذت كسكن بديل لسكان المناطق غير الآمنة، داعيًا أيضًا فى هذا الصدد إلى العودة للأعمال الفنية قبل عام 2011، والتى كنا نشاهد فيها المناطق غير الآمنة، والعشش غير الإنسانية التى كان يعيش بها مئات الآلاف من الأسر المصرية، وينشأ أطفالها فى ظروف غير آدمية على الإطلاق، مؤكدًا أننا تمكننا بفضل الله ودعم القيادة السياسية اللامحدود من إنهاء تلك المشكلة وتذليل هذا التحدى برقم يقترب من 120 مليار جنيه أخرى، وبذلك تكون الدولة قد أنفقت لتوفير الإسكان لمحدودى الدخل وحل مشكلة المناطق غير الآمنة أكثر من نصف تريليون جنيه مصرى.

وشدد «مدبولى»، على أننا معنيون كدولة بأن نحقق التنمية الكاملة سعيًا نحو المستقبل، معتبرًا أن المناطق العشوائية التى كانت بمدننا، ولا تزال بقاياها موجودة حتى الآن والكل يعلم سببها، وحيث ترجع إلى أن القائمين حينها لم يخططوا للمستقبل، وطالما أن البناء بطريقة غير سليمة أو مخططة، يكون سببًا فى لجوء المواطنين إلى الحل بمعرفتهم، وهذا الحل يكون بصورة غير مقبولة، وهو ما يكلف الدولة كثيرًا لإصلاح هذا الأمر، لافتًا إلى أننا اليوم ونحن نحاول إقامة طريق داخل أى منطقة عشوائية فالدولة تتكلف أضعاف تكلفة الطريق نفسه، وذلك بغرض الإزالة وتعويض المواطنين حتى ننشئ طريقًا جديدًا.

ولفت رئيس الوزراء، إلى أنه عندما تم البدء بتنفيذ منظومة بناء مدن الجيل الرابع منذ تولى الرئيس المسئولية، أثيرت تساؤلات عديدة عن سبب اللجوء لبناء هذه المدن الجديدة، موضحًا أننا نشيد هذه المدن لأبنائنا وأحفادنا، حتى يجدوا مكانًا صحيحًا يعيشون فيه، مضيفًا: «إننا ونحن فى قلب مدينة العاصمة الإدارية الجديدة فلابد من الإشارة إلى أن الدولة تعمل على محورين فى هذا الصدد، تطوير العمران القائم الذى كان مهملًا وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمحور الثانى نبنى لمستقبلنا حتى لا تتكرر نفس المشكلة التى نعانى منها حاليًا، مؤكدًا أنه مع تشغيل هذا المشروع، سيتم توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب المصرى فى مقرات الشركات وفى أعمال الإدارة للعديد من الأماكن ومنها المناطق التجارية والترفيهية، بحيث تسهم تلك الفرص فى خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، مضيفًا: «أردت أن أبدأ بتلك المقدمة، لدحض تشكيك العديد من الأشخاص فى هذا المشروع العملاق، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيدهم أنه لن يكتب له النجاح»، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن معظم مدن العالم تنفذ مشروعات عملاقة لإنشاء مدن أو عواصم إدارية جديدة، بما فى ذلك الصين التى تنفذ اليوم حيًا إداريًا جديدًا داخل عاصمتها.

وأوضح «مدبولى»، أن مشروع العاصمة الإدارية لمصر كان بمثابة استشراف للمستقبل، حيث تضخمت القاهرة القديمة بصورة كبيرة ما جعل من الضرورى الخروج بالأنشطة الإدارية والحكومية للخارج وجذب التنمية المستقبلية لأماكن أخرى، وذلك ما استهدفه إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، متابعًا: «كى لا تتكرر أخطاء المدن الجديدة السابقة فى العاصمة الإدارية وفقًا لآراء الخبراء - من حيث إنشاء المدينة ثم التخطيط بعد ذلك لربطها بالمدن القديمة - فقد تم الاهتمام منذ اليوم الأول بربط العاصمة الإدارية بالقاهرة وباقى مدن الجمهورية من خلال شبكة متطورة جدًا من وسائل النقل الحديثة»، مشيرًا إلى القطار الكهربائى فائق السرعة، والقطار الكهربائى الخفيف، والمونوريل، والأتوبيسات التى تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى شبكة من الطرق العملاقة تربط بدورها العاصمة الإدارية بكل مكان فى مصر.

وتابع: «بعد الانتهاء من ذلك الحدث سأعود إلى مكتبى فى العاصمة الإدارية بالحى الحكومى الجديد الذى أضحى يضم 50 ألف موظف ينتقلون بمنتهى السلاسة من وإلى الحى الحكومى»، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم انتقل للسكن داخل العاصمة الإدارية أو حتى فى المدن القريبة منها، وبذلك نكون قد بدأنا وضع لبنات النجاح لنقل السكان والموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة، مضيفًا: «أنه مع كل تلك المشروعات، تم الانتهاء من تسكين المرحلة الأولى لإسكان الموظفين، بواقع ما يقرب من 10 آلاف وحدة سكنية فى مدينة بدر الملاصقة للعاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم تسليم المرحلتين الثانية والثالثة فى غضون الفترة القليلة القادمة».

وأشار «مدبولى» فى هذا الإطار إلى أول حى سكنى تم إنشاؤه فى العاصمة الإدارية الجديدة 3R، موضحًا أن أكثر من 24 ألف وحدة سكنية فى ذلك الحى، بمختلف المستويات، تم بيعها بالكامل تقريبًا، قائلًا: «إذا تم اعتبار أن متوسط عدد الأسرة القاطنة للوحدة الواحدة يبلغ نحو 4 أفراد، فذلك يعنى أن نحو 100 ألف مواطن مصرى ينتقلون لذلك الحى»، متابعًا: «أسرد كل تلك النقاط لتوضيح أن التفكير والتخطيط للمستقبل بناءً على أسس صحيحة يفضى إلى النجاح».

وعن منظومة إدارة العاصمة الإدارية، أكد أنه منذ اللحظة الأولى أوضحنا أننا نريد إدارتها بفكر القطاع الخاص، لذلك تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية الجديدة، لافتًا إلى أن الإنفاق على المشروع لم يكن من خزانة الدولة، بل على العكس من ذلك تم تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية بنفس نهج شركات التطوير العقارى العملاقة فى العالم والتى تشهد نجاحًا، لذا أنشأنا شركة لإدارة العاصمة الإدارية الجديدة، وشهد العام المالى الماضى للشركة أرباحًا تجاوزت 20 مليار جنيه ما يؤكد أنه مشروع ناجح.

وحول إشغال ونمو المدن الجديدة بصفة عامة فى أى مكان، أشار مدبولى إلى أنه عادة كانت أى مدينة جديدة تستغرق على الأقل 20 عامًا حتى تصبح نابضة بالحياة، وهنا أقول لحضراتكم تقديرى - باعتبار هذا من صميم عملى - إنه خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر سنجد هذه المدينة نابضة بالحياة ويقطنها مئات الآلاف، مضيفًا: «أن هذا هو التوجه الذى نعمل من خلاله كدولة، وهو أن نخطط للمستقبل ونقوم بإصلاح القائم».