الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«معلومات الوزراء» يستعرض مستقبل صناعة الطيران المستدام

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً معلوماتياً تناول خلاله الدور الكبير الذى تلعبه صناعة الطيران العالمية فى التقدم الاقتصادى والاجتماعى، مشيراً إلى أنه برغم هذا الدور فإن استهلاكها الملحوظ للطاقة قد حظى بالاهتمام بسبب العواقب البيئية اللاحقة، ومع توقعات بتضاعف الحركة الجوية خلال العقدين المقبلين، فإن استهلاك الطاقة بشكل كبير، يمكن أن يؤدى إلى تفاقم التأثير البيئى لهذه الصناعة. 



حيث يساهم قطاع الطيران بنحو 2% من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية، بالإضافة إلى تعافى الطلب على السفر الدولى فى أعقاب جائحة كوفيد-19، حيث وصلت انبعاثات الطيران فى عام 2022 إلى ما يقرب من 800 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، أى حوالى 80% من مستوى ما قبل الوباء. ولذلك هناك حاجة إلى العديد من التدابير الفنية المتعلقة بالوقود منخفض الانبعاثات، وتطوير الطائرات والمحركات، وتحسين العمليات، وحلول تقييد الطلب للحد من نمو الانبعاثات وخفضها خلال هذا العقد من أجل السير على الطريق الصحيح مع صافى الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

وأوضح مركز المعلومات فى تحليله أن الاستدامة تمثل تحديًا حاسمًا لصناعة الطيران، حيث تواصل الصناعة تعزيز جهودها للحد من تأثيرها البيئى مع الدعوة إلى تمكين أطر السياسات لتطوير العناصر الرئيسة لاستراتيجية صافى الانبعاثات الصفرى فى قطاع الطيران.

 ومن الجدير بالذكر، اعتمدت الدول الأعضاء لمنظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) هدفًا طموحًا طويل الأجل (LTAG) لتحقيق صافى انبعاثات صفرية من ثانى أكسيد الكربون بحلول عام 2050 خلال الدورة الحادية والأربعين فى أكتوبر 2022. 

وتتوافق هذه الخطوة المهمة إلى الأمام من قبل الدول مع كل من أهداف اتفاقية باريس، وهدف صافى الانبعاثات الصفرى بحلول عام 2050 التى وافقت عليها شركات الطيران فى الاجتماع العام السنوى السابع والسبعين للاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) فى أكتوبر 2021.

ونتيجة لذلك، هناك توقعات بمبادرات دولية أقوى فى المجالات الرئيسة لإزالة الكربون، مثل تحفيز القدرة الإنتاجية لوقود الطيران المستدام. ويعد التقدم المحرز فى العديد من الاقتصادات بشأن التحول فى إنتاج الكهرباء إلى مصادر خضراء، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثالًا على ما يمكن تحقيقه من خلال السياسات الحكومية الصحيحة، خاصة فى حوافز الإنتاج.

وأشار التحليل إلى أنه فى ضوء تحقيق هدف انبعاثات صفرية من ثانى أكسيد الكربون بحلول عام 2050، تم وضع استراتيجيات للتحول نحو صناعة الطيران المستدام قائمة على أربعة عناصر رئيسة، وهى: وقود الطيران المستدام، وتعويض واحتجاز الكربون، وتقنيات الطائرات الجديدة، وتحسين البنية التحتية والعمليات. 

وأوضح التحليل أنه من المتوقع أن يتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام ثلاث مرات ليصل إلى 1.875 مليار لتر (1.5 مليون طن) فى عام 2024، وهو ما يمثل 0.53% من احتياجات وقود الطيران، و6% من إنتاج الوقود المتجدد.  وفى ظل هذا المستوى من الإنتاج، مع السياسات الداعمة للصناعة، سيصل إنتاج وقود الطيران المستدام إلى نحو 30 مليار لتر بحلول عام 2030.