السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موجات «الانتقام الأمريكى» القادمة تعمق جراح الشرق الأوسط

أكد مسئولون أمريكيون أن الضربات الجوية التى شنتها الولايات المتحدة على ميليشيات مدعومة من إيران فى العراق وسوريا، هى مجرد البداية لضربات يتوقع أن تستمر على جولات متعددة، وتستهدف إضعاف قدرة تلك الميليشيات على القيام بهجمات مماثلة للهجوم الذى استهدف قاعدة أمريكية فى الأردن، وتسبب بمقتل 3 جنود أمريكيين وجرح أكثر من 40 آخرين.



وأثارت الغارات الأمريكية الانتقامية لمقتل الجنود الثلاثة ردود فعل داخل الولايات المتحدة وخارجها، فى الوقت الذى طُرحت فيه تكهنات عمّا إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد بدأت نهجًا جديدًا فى التعامل مع إيران وأذرعها، فى تغيير كبير لاستراتيجيتها السابقة فى التعامل مع طهران.

وبينما أكد مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة ليست لديها خطط حالية لضرب إيران، لم يؤكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، ما إذا كانت وزارة الدفاع (البنتاجون) قد قدمت لبايدن خيارات للهجوم داخل حدود إيران. 

وقال كيربي، خلال إحاطة إعلامية مشتركة مع اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات فى هيئة الأركان المشتركة بـ«البنتاجون»، إن الهجمات كانت تهدف إلى «إضعاف وتعطيل قدرات» الجماعات المدعومة من الحرس الثورى الإيرانى والتى تستهدف الأفراد الأمريكيين فى المنطقة. وأضاف: «نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران».

وقال كيربى إن الولايات المتحدة لا تعرف عدد القتلى والجرحى من المسلحين، «ولكن البنتاجون يجرى تقييماً للنتائج، ونعتقد أنها كانت ناجحة»، وأكد كيربى أن الولايات المتحدة أخطرت الحكومة العراقية قبل الضربات، ولكن لم يكن لديها أى اتصال مع الحكومة الإيرانية. وأضاف أنه تم اختيار الأهداف بناء على معلومات استخباراتية ربطتها بهجمات ضد القوات الأمريكية، وبعد التأكد من عدم وجود مدنيين فى المنطقة.

وفيما رفض سيمز وكيربى مناقشة العمليات المستقبلية، أكدا أن ضربات يوم الجمعة، لن تكون نهاية الرد الأمربكى على إيران، حيث يتوقع حدوث مزيد من الهجمات. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسئولين أمريكيين قولهما إن الأهداف التالية ستكون فى اليمن.

ورغم حرص الولايات المتحدة على عدم توسيع الصراع فى المنطقة، بحسب تصريحات مسئوليها، عُدت الضربات الأمريكية انخراطاً بشكل مباشر بشكل مزداد فى أزمة الشرق الأوسط. وتجنباً لتصعيد الموقف، أعلنت وزارة الخارجية الأمربكية بدأ الوزير أنتونى بلينكن جولته الخامسة إلى المنطقة، حيث يزور إسرائيل، والضفة الغربية، وقطر، ومصر، والمملكة العربية السعودية.

من ناحيتهم، أشاد الديمقراطيون بالضربات، ورغم ترحيب الجمهوريين إلا أن كثير من قادتهم فى مجلسى الشيوخ والنواب أعدوها غير كافية وقليلة جدا ومتأخرة جدا، وصرح السيناتور بيت ريكيتس: «لاستعادة الردع الفعال، يجب على الرئيس بايدن ضرب إيران حيثما يكون ذلك مؤلماً. الردود الضعيفة والمرسلة بالبرقية لن تقطع الأمر، نحن بحاجة إلى القيادة، وليس الاسترضاء».

من جهتها، أكدت طهران أنها لن تتردد فى الرد على أى هجوم أمريكى يستهدف أراضيها، غداة عدم استبعاد البيت الأبيض إمكانية توجيه ضربة مباشرة لإيران.

وأعلن مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض جيك سوليفان أن الولايات المتحدة «ستواصل» ردها ضد المجموعات الموالية لطهران فى العراق وسوريا، لكنه لم يوضح ما إذا واشنطن تستبعد تنفيذ ضربات ضد إيران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفى الأسبوعى، إن بلاده «لن تتردد فى استخدام إمكانياتها لتوجيه رد يجعل المعتدين يندمون».

وأضاف: «لقد لمس الآخرون هذه الإمكانية والقوة بالفعل وسيفكرون مليا قبل القيام بأى تصرف سىء».