الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزة تترقب «هدنة رمضان»

أعلن الجيش الإسرائيلى أنه سيعلق أنشطته العسكرية فى جزءين من قطاع غزة من الساعة 10 صباح حتى الساعة 2 ظهر يوميًا «لأغراض إنسانية»، وسيشمل التعليق رفح فى جنوب غزة ودير البلح فى وسط غزة، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن التعليق اليومى سيستمر حتى 7 مارس.



من جهتهم، أعلن مصدران أمنيان مصريان، أن مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة من المقرر أن تستأنف فى القاهرة اليوم، مضيفين أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة فى غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، موضحة أن إتمام الصفقة «لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة، وعودة سكانه».

وذكرا أن مقتل أكثر من 100 فلسطينى بنيران إسرائيلية، الخميس، بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات وفق السلطات فى غزة، لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم المحرز فى سير المفاوضات.

على الجانب الآخر، نفت مصادر أمنية إسرائيلية توجه وفد إسرائيلى إلى القاهرة، قبل حصول إسرائيل على ردود من حركة حماس، حول الأسئلة المتعلقة بالصفقة.

وقال مصدر كبير مطلع على المحادثات لـ«رويترز»: إن اتفاقًا مقترحًا يبدأ فى غرة رمضان التى توافق 10 أو 11 مارس، يشمل وقف جميع العمليات العسكرية لمدة 40 يومًا، وتبادل سجناء فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين بمعدل عشرة إلى واحد.

لكنهما أشارا إلى أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه.

يشار إلى أن المحادثات بين حماس والجانب الإسرائيلى كانت انطلقت قبل أسابيع ابتداءً من ورقة مبدئية أقرت فى باريس الشهر الماضى، إلا أن عقبات حالت دون التوصل لتسوية وهدنة جديدة فى القطاع المحاصر، أبرزها مسألة عودة النازحين، فضلًا عن إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم فى إسرائيل بأحكام أمنية طويلة.

ميدانيًا، قتل 3 عناصر من حزب الله، فى هجوم إسرائيلى استهدف سيارة كانوا يستقلونها بمنطقة الناقورة جنوبى لبنان، صباح أمس.

وكشف المصدر أن العناصر الثلاثة هم حسين بدوى وعباس خليل وفاروق حرب، من بلدات دير قانون والسماعية والحلوسية على الترتيب.

ويتبادل حزب الله اللبنانى والجيش الإسرائيلى إطلاق النار عبر الحدود منذ السابع من أكتوبر الماضي، فى صراع يتفاقم بشكل مطرد ويثير مخاوف من تصعيد أوسع نطاقًا.

وقبل أيام أشار وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت إلى أن إسرائيل تخطط لزيادة الهجمات على حزب الله، حتى فى حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.

لكن غالانت ترك الباب مفتوحًا أيضًا أمام التوصل إلى اتفاق دبلوماسى لتحقيق هدف إسرائيل المتمثل فى انسحاب مقاتلى حزب الله من الحدود، وعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين فروا من المنطقة.

وأدى القتال، وهو الأسوأ بين حزب الله وإسرائيل منذ عام 2006، إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص فى لبنان.

فى سياق متصل، انتقد وزير الخارجية الفرنسى فى مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، السلطات الإسرائيلية، معتبرًا أنها مسئولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال ستيفان سيجورنيه: «من الواضح أن مسئولية منع وصول المساعدات (إلى قطاع غزة) هى إسرائيلية»، مشيرًا إلى أن الوضع الإنسانى الكارثى «يؤدى إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تبريرها يتحمّل الإسرائيليون مسئوليتها».

وكثّفت فرنسا جهودها مع السلطات الإسرائيلية من أجل فتح معابر إضافية ودخول شاحنات محملة بمساعدات إنسانية.

لكن ذلك لم يحصل و«تزيد المجاعة من الرعب»، وفق ما أوضح سيجورنيه الذى زار المنطقة قبل شهر.

وتأتى تصريحات وزير الخارجية الفرنسى بعد المأساة التى وقعت، الخميس، حين أدت النيران الإسرائيلية والتدافع إلى مقتل 115 شخصًا، وفق حركة حماس، خلال توزيع مساعدات إنسانية فى القطاع.

ودعا سيجورنيه،عبر إذاعة «فرانس إنتر» إلى إجراء تحقيق مستقل لاستبيان ما حصل.

ورأى الوزير الفرنسى أن هناك «طريقا مسدودا بشأن رفح» فى جنوب القطاع، حيث يتكدّس حوالى مليون ونصف مليون فلسطيني، بحسب الأمم المتحدة، على الحدود المغلقة مع مصر.

وأعاد وزير الخارجية الفرنسى تأكيد أن ذلك سيكون «كارثة إنسانية جديدة، نبذل قصارى جهدنا لتفاديها»، مذكّرا بأن فرنسا تدعو منذ أشهر إلى وقف دائم لإطلاق النار.

كذلك، أشار سيجورنيه إلى أن «الاعتراف بدولة فلسطينية هو عنصر من عملية السلام يجب استخدامه فى الوقت المناسب».

وبالتالى فقد غيرت حادثة مقتل عشرات الفلسطينيين فى شارع الرشيد بمدينة غزة خلال عملية توزيع مساعدات غذائية مسار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، فسواء كان الحادث عرضيًا أم لا، فإن «الكارثة» التى وقعت فى شمال غزة يوم الخميس ستكون لها تداعيات بعيدة المدى على الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار، وقد تثير الغضب على جبهات أخرى». 

ووقع الحادث وسط جهود أمريكية للتوصل لاتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، والذى سيشهد فى مرحلته الأولى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع.

ومن الممكن أن تستفيد واشنطن من كارثة الخميس لتكثيف الضغط على إسرائيل من أجل تقييد نشاطها العسكرى والموافقة على تسوية سريعة. 

وفى السيناريو الأكثر تشاؤمًا من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن إسرائيل قد تواجه مطلبًا دوليًا شاملا وأكثر إصرارا على وقف إطلاق النار حتى من دون التوصل لحل، ولو جزئيًا، بشأن الرهائن، كذلك وجود قلق حقيقى فى واشنطن فى أن المواجهة مع حماس قد تتحول لحرب إقليمية، الأمر الذى سيعرض مصالح الإدارة وحتى حياة الأمريكيين للخطر.