الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهداء فى الإسلام

أم حرام بنت ملحان

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.



أم حرام بنت ملحان الأنصارية الخزرجية، شهيدة البحر، أخت أم سليم، وخالة أنس بن مالك، وزوجة عبادة بن الصامت، من أوائل المسلمات بالمدينة، فما أهم مناقبها؟

فى مكة وبالتحديد فى موسم الحج، عرض الرسول نفسه على القبائل القادمة من أنحاء الجزيرة العربية، وكان من بين الذين لقيهم من أهل يثرب، ومن بنى أخواله بنى النجار حرام بن ملحان أخو أم حرام، وعبادة بن الصامت، زوجها.

فشرح الله صدورهم له وتشبعوا بروح القرآن، وآمنوا بالله ربًّا وبمحمد نبيًّا، وكلما قرأ عليهم رسول الله آية أو سورة، صادفت فى نفوسهم هوى وفى أفئدتهم تجاوبًا، وصاروا يرددونه فى مجالسهم، وينشرونه فى أهل المدينة بعد عودتهم إلى ديارهم. وصادفت آيات القرآن وسوره من أم حرام وأختها أم سليم تجاوبًا، فكانتا من أوائل المسلمات فى المدينة.

وفى العام المقبل وافى إلى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً فلقوا رسول الله فى العقبة وهى العقبة الأولى.

كان من بين النقباء الاثنى عشر عبادة بن الصامت، الذى عاد مع بقية صحبه ينشرون الدين فى كل أنحاء المدينة، حتى لم يبق بيت فيها إلا وفيه من يقرأ القرآن، واعتنقت الأختان أم حرام وأم سليم الدين الإسلامي، لأنه صادف ما فطرتا عليه من فضائل، فاستجابتا بسرعة وشرعتا بتطبيق مبادئه وتعاليمه.

قد روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: حدثتنى أم حرام بنت ملحان: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فى بيتها يومًا، فاستيقظ، وهو يضحك، فقلت: يا رسول الله: ما أضحكك؟ قال: عُرض على ناس من أمتى يركبون ظهر هذا البحر، كالملوك على الأسرة، قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى منهم، قال: أنت من الأولين).

تزوجت أم حرام الصحابى عبادة بن الصامت -رضى الله عنه-، وخرجت معه إلى البحر فى زمن خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه-، فلما رجعوا قربت لها دابة لتركبها فدقت عنقها فماتت، ولذلك لُقبت بـ»شهيدة البحر».