حكاوى أثرية
الزجاج المموه بالمينا نتاج الحضارة الإسلامية وصل تأثيره إلى مدينة البندقية
علاء الدين ظاهر
لا شك أن هناك العديد من نقاط التلاقى بين الحضارتين الإسلامية والغربية، والمقصود بها المعابر التى انتقلت من خلالها الحضارة الإسلامية إلى الغرب، والتى تتمثل فى وجود الصليبيين فى بلاد الشام، صقلية، الأندلس والحدود الغربية للإمبراطورية العثمانية، فلعل الاتصال بين الصليبيين والشرق ساهم فى مزيد من التجارة.
ويعد ظهور القطع الزجاجية المموهة بالمينا المصنوعة فى البندقية، أحد الأمثلة على تقليد الغرب للنماذج التى تم استيرادها من البلاد الإسلامية فى الغرب، وقبل فترة طويلة من انتشار تقليد المشكاوات المملوكية بأيدى فرنسيين فى القرن التاسع عشر، كما أن تقليد العديد من المشكاوات المملوكية بأيدى فرنسيين له دليل آخر على هذا التأثير.
ويمكن أن تؤكد ذلك من خلال نهضة الزجاج المموه بالمينا المصنع فى البندقية، وهو أحد الأمثلة على تقليد الغرب لهذه الأوانى من خلال المسلمين فيما قبل القرن التاسع عشر الميلادي، كما أن تقليد العديد من المشكاوات المملوكية بأيدى فرنسيين له دليل آخر على هذا التأثير، حيث تمتلئ جنبات وقاعات المتحف الإسلامى بقطع أثرية كثيرة جدًا مصنوعة من الزجاج بمختلف الأشكال والزخارف والأنواع.
ويعد محمد الإدريسى (١١٠٠ - ١١٦٥م) المولود فى شمال إفريقيا والذى قضى معظم عمره فى بلاط روجر الثانى فى صقلية، واحدًا من الذين قدموا إنجازات فى عمل خرائط العالم الأكثر تقدمًا فى العصور الوسطة، بالإضافة إلى ما قدمه من خلاصة وافية للمعلومات الجغرافية.
وفى الأندلس كان لأعمال كل من الزهراوى وابن رشد الجراح والفيلسوف أكبر الأثر فى ابتكار العديد من الأدوات التى استخدمت فى الجراحة، وقد ترجم المؤلف الرئيسى لابن رشد إلى اللاتينية فى أوائل القرن (12م)، واعتبر المصدر الأساسى فى علم الجراحة فى أوربا حتى نصف القرن التالي. وقد أسست التعليقات واسعة النطاق لابن رشد على أرسطو اسمه فى الغرب.
ويعد كتاب «للأدميرال بيرى رايس» (١٤٦٥، ١٥٥٣م)، والذى نشر عام (١٥٢١م) واحد من أهم الكتب التى تحدثت بدورها عن البحر الأبيض المتوسط والموانئ المحيطة به من خلال خرائط ملاحية دقيقة، فضلا عن ذلك فإن خرائطه تعد من أكثر الخرائط دقة فى العالم فى تلك الفترة.