حكاوى أثرية
صيد وطرب وموسيقى فى زخارف كنوز الآثار الفاطمية داخل المتحف الإسلامى
علاء الدين ظاهر
يعد العصر الفاطمى أحد أزهى العصور الإسلامية فى مصر، من حيث الثراء والتنوع الفنى وقد ظهر انعكاس ذلك على مختلف الفنون التطبيقية، التى امتازت بتنوع موضوعاتها الزخرفية ما بين مناظر البلاط والحياة اليومية، والصيد والطرب والموسيقى ومنها كنوز أثرية كثيرة فى المتحف الإسلامي.
اهتم الفاطميون كذلك بالأعياد والاحتفالات والمواسم الإسلامية تقربا إلى الشعب المصري، مثل رأس السنة الهجرية وعاشوراء، والمولد النبوى الشريف، ومولد سيدنا «الحسين»، ومولد السيدة «فاطمة الزهراء»،ولم يغفلوا كذلك الاهتمام بالأعياد المسيحية مثل خميس العدس، ويوم الغطاس.
وكان العصر الفاطمى حلقة ذهبية فى تاريخ تطور العلوم لكل من الحضارة الإسلامية والإنسانية على حد سواء، فقد كان بلاط الفاطميين محط رحال العلماء من مشارق الأرض ومغاربها، حيث نبغ العديد منهم مثل الحسن بن الهيثم،وهو أحد علماء الطبيعة فى العصر الإسلامي، ويُعد المؤسس الحقيقى لعلم البصريات،حيث انتقل من البصرة إلى القاهرة بدعوة من الخليفة «الحاكم بأمر الله» عندما سمع قوله «لو كنت بمصر لعملت فى نيلها عملا يحصل به النفع فى كل حالة من حالاته من زيادة أو نقصان».
وبذلك يُعتبر «الحسن بن الهيثم» أول من أشار إلى فكرة تشييد السد العالي،كما اشتغل كذلك كراصد وعالم فلك، بجانب عمله فى مجال البصريات الذى نبغ فيه، وقد أدت مؤلفاته فى علم البصريات إلى ابتكار العديد من الاختراعات أبرزها كاميرا التصوير،كما اشتهر كذلك فى العصر الفاطمى العالم الفلكى «ابن يونس المصري» الذى قام بأخذ أرصاد دقيقة للشمس والقمر والكواكب بمرصده فوق المقطم.
وعليه فقد قام بوضع الزيج الحاكمى نسبة إلى «الخليفة الحاكم بأمر الله «،والزيج كتاب يتضمن جداول فلكية يُعرف منها سير النجوم، ويُستخرج بواسطتها التقويم، ويعتبر هذا الزيج أكثر دقة من نظيره البطلمى بمدرسة الإسكندرية، كما عمل «ابن يونس» فى علم اللوغريتمات وأبدع فيه،ويُنسب إليه معرفة تزايد سرعة القمر، واختراع البندول قبل 600 عام من «جاليليو جاليلي» الذى لا يزال العلماء ينسبون إليه خطأ هذا الاكتشاف.