حكاوى أثرية
البوسطجى تاريخ من الأمانة والثقة لحمل أسرار الناس ومقتنياتهم فى شنطة جلد!
علاء الدين ظاهر
شهد عام 1940 م حدثا مهما فى تاريخ البريد،حيث تم افتتاح متحف البريد المصرى وتحديداً يوم 18 يناير،ليسرد من خلال قاعاته تاريخ البريد فى مصر ممثلا فى مجموعات للطوابع البريدية، وأخرى للطوابع الملكية، وأحدث الأجهزة والمعدات التى استعملت لإصدار الطوابع.
وكان المتحف جاهزا للافتتاح عام 1934 بمناسبة استضافة مصر المؤتمر العاشر لاتحاد البريد الدولي، ولكن حالت الظروف الصحية للملك فؤاد الأول دون افتتاح المتحف رسميا، ليؤجل الافتتاح الى عام ١٩٤٠ حين افتتحه ابنه الملك فاروق الأول، وفى شهر فبراير من العام نفسه افتتح المتحف للجمهور.
كان المتحف يشغل جناحا واحدا مساحتة ٥٤٣ مترا مربعا فى الدور الأول لمبنى مصلحة البريد بالعتبة، وكان مقسما الى قاعتين وطرقة وفناء داخليا، ويحوى ١٢٥٠ قطعة متحفية، وتطور المتحف فى القرن الحادى والعشرين ليحتل مبنى هيئة البريد بأكمله، بحيث خصصت قاعات العرض فى نصف الطابق الأرضي، وفى الطابق الأول بأكمله من المبنى لعرض تاريخ الاتصالات البريدية فى مصر لأكثر من ١٥٠ عاما.
وكان لرجل البريد على اختلاف درجته الوظيفية، دورا محوريا فى تنظيم توصيل خدمات البريد إلى مؤسسات الدولة وعامة الشعب، فكان من الضرورى أن يتميز بالأمانة، وأن يكون محلا للثقة فهو يحمل أسرار الناس ومقتنياتهم، كما تطلبت الوظيفة إجادته للقراءة والكتابة، علاوة على إلمامه بالأرقام والحروف اللاتينية.
وفى القرن التاسع عشر، سعت الدولة الى رفع كفاءة سعاة البريد، وتقديم الدعم اللازم لهم لتسهيل سرعة وصول الخطابات، فصممت زيا موحدا لهم لتسهيل التعرف عليهم، كما صمم للعاملين فى مكاتب البريد، والمشرفين ملابس رسمية، فكان يصرف للساعى طقمى ملابس وشنطة جلد، وحذاء وطربوش بجانب صحيفة معدنية صغيرة.
وفى بعض الحالات كانت تصرف له ساعة يد لضبط مواعيد استلام وتسليم الخطابات،وكان الزى الشتوى مثل الصيفى يزين بإشارة على الكتف مطرزة بخيوط معدنية تشير إلى درجاتهم الوظيفية.