الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التسامح الدينى

من القاهرة القديمة إلى العاصمة الإدارية الجديدة

فى كل ركن من مصر، تشع شمس الحضارة ودفء التسامح والمحبة، فى مصر القديمة عرف المصريون التوحيد، يعبدون إلهًا واحدًا، وفى العصر الوسيط، شهدت القاهرة تعانق المسجد مع الكنيسة والمعبد اليهودى فى مجمع الأديان، حيث مسجد عمرو بن العاص، والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودى، فالرب واحد والوطن للجميع، هذا التسامح ممتد حتى يومنا هذا.



فى العاصمة الإدارية الجديدة كان أول ما تم افتتاحه مسجد «الفتاح العليم» وكنيسة «الميلاد»، حيث عانق المسجد الكنيسة، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وتعد منطقة مصر القديمة والفسطاط من المناطق العريقة المعروفة تاريخيًا والتى تزخر بالعديد من الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وتعرف بمنطقة «مجمع الأديان»، ما جعل للمكان قيمة عالية دينيًا وتاريخيًا وأثريًا، تضم بجانب المساجد وأهمها وأشهرها مسجد عمرو بن العاص، أهم وأعرق كنائس مصر التى يمتد تاريخها إلى عصور مصر القديمة، ومعبد ابن عزرا اليهودى الذى يقع داخل حصن بابليون، وله أهمية كبيرة كونه أقدم معبد يهودى فى مصر والشرق الأوسط.

فى القاهرة القديمة تجد ضمن مجمع الأديان مجموعة من أعرق وأهم الكنائس الأثرية والتاريخية، وعلى رأسها الكنيسة المعلقة وهى إحدى أقدم الكنائس الباقية بمصر حتى الآن، وسُميت بـ«المعلقة» لأنها بنيت على الأبراج الجنوبية من الحصن الرومانى، وترتفع الكنيسة نحو 13م عن سطح الأرض، كما تضم عددًا من الأيقونات الأثرية المهمة.

وكنيسة «أبى سرجة» أو كما تعرف أيضًا بكنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس، التى يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى شيدت فوق المغارة، والتى أقامت فيها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر، كما تعد «مارجرجس» أحد أهم الكنائس التى شيدت على الحصن الرومانى، وقد بنيت فى القرن العاشر الميلادى، وتحتوى على برج الجرس الذى يبلغ ارتفاعه 30 مترًا.

وهناك أيضًا جامع عمرو بن العاص الذى يعد من أبرز وأشهر المساجد الأثرية ومنشآت الحضارة الإسلامية، إذ إنه أول مسجد بنى فى مصر وإفريقيا كلها، وأول مسجد بنى فى مدينة الفسطاط التى أسسها المسلمون فى مصر بعد فتحها، وكانت مساحته وقت إنشائه 50 ذراعًا فى 30 ذراعًا، وتوالت عليه الزيادات حتى أصبح الآن 120 فى 110 أمتار.

ويقع المتحف القبطى داخل حدود حصن بابليون الرومانى على بعد خطوات قليلة من كنيسة «أبى سرجة» والمعبد اليهودى، ويتكون المتحف كما قالت جيهان عاطف مدير عام المتحف من جناحين؛ القديم تم افتتاحه 14 مارس 1910، والجديد تم افتتاحه فى 20 فبراير عام 1947، ويربط بينهما ممر، وتم تطوير وترميم المتحف فى عام 1984، ثم تم إغلاقه مرة أخرى بجناحيه عام 2000، لإعادة تطوير العرض المتحفى به، ليتم افتتاحه للجمهور فى 2006.

وعن كنوزه أضافت: «يضم أكبر مجموعة من الآثار القبطية فى العالم، حيث يحتوى على 26 قاعة، بالإضافة إلى قاعة مصر القديمة، وتبلغ مقتنياته حوالى 16000 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزون، ومن أهم القطع التى يضمها المتحف مجموعة مخطوطات مكتبة نجع حمادى، وكتاب المزامير، وستارة الزمار، وشرقية باويط، وأيقونة رحلة العائلة المقدسة».

وبجانب ما سبق كله يكتمل مشهد الرقى الذى اتسمت به الحضارة المصرية عبر تاريخها فى متحف الحضارة الذى يقع على بعد خطوات من مجمع الأديان.