الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفاوضات اللحظة الحرجة

جهود حثيثة، تبذلها الدولة المصرية، بمشاركة الولايات المتحدة وقطر، لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن، وذلك فى لحظات حرجة وفارقة فى تاريخ المنطقة، علاوة على تزايد التوترات بالإقليم، فى ظل تهديدات إيران وحزب الله، فى أعقاب اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، والقيادى بحزب الله فؤاد شكر، ما يجعل المنطقة على «صفيح ساخن».



تأجيل للرد الإيرانى

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، جهاد حرب، فى تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف»، إن المبادرة التى طرحها الوسطاء رفعت مستوى الآمال خلال الأيام الماضية بالعودة للمفاوضات، وإيران أعربت عن أملها فى ألا يؤدى ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية إلى إلحاق الضرر بالمفاوضات.

وأضاف «حرب»، أن الولايات المتحدة متمسكة بضرورة وقف إطلاق النار، وهو ما أكده الوسطاء سواء مصر أو قطر أو حتى الإمارات، فى الوقت الذى حذف فيه التليفزيون الإيرانى شعار «الانتقام للضيف»، وهذا على ما أعتقد تأجيل للرد الإيرانى على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية وخطوة لتسهيل إحياء المفاوضات.

وأضاف: »لدينا أكثر من 40 ألف قتيل وقطاع غزة المحاصر ألقى عليه 10 أضعاف ما ألقى على ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية من قنابل، ومستشفيات غزة مليئة بالفرق الطبية من مختلف دول العالم كلهم يؤكدون أن حصيلة القتلى كبيرة، وأن ما يجرى جريمة إبادة ونتنياهو مصر عليها، وحكومته أصبحت خطرًا على الأمن الدولى وعلى الولايات المتحدة لجمها خوفًا من انزلاق المنطقة إلى الحرب»، لافتا إلى أننا نعرف أن المقاومة فى الضفة باتت قريبة من إنتاج الصواريخ، والحراك سينتقل من غزة إلى الضفة، بالإضافة إلى أن الفلسطينيين يثقون فى أن مصر تقوم بأكثر من واجبها لتحقيق السلام، ومع ذلك إسرائيل تتهمها بالتقصير، والحقيقة هى أن تل أبيب يجب أن تتهم أجهزتها الأمنية بذلك.

من جهته، أكد الدكتور نبيل أحمد حلمى، أستاذ القانون الدولى، وعميد كلية الحقوق بجامعة الزقازيق الأسبق، أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تتعامل بشكل سليم فى الأزمة، وهى الوحيدة التى يمكن أن تضغط على كل الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار سواء كان من جانب الاحتلال الإسرائيلى المخالف لقواعد القانون الدولى، أو من جانب حماس، مشيرًا إلى أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل المفاوضات لأن هناك الكثير من النقاط غير مصرح بها فى العلن من الطرفين، وكيف يرى كل جانب مطالب الجانب الآخر هى لصالحه أم ضده، لكن هناك تعنتا إسرائيليا واضحا لأن إسرائيل تقر أن توقف القتال يعنى هزيمتها.

تحركات دبلوماسية

وأوضح «حلمى» لجريدة «روز اليوسف»، أن نجاح المفاوضات يتوقف على مدى استعداد الطرفين وتدخل الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ومدى دعمها لنجاح المفاوضات، لافتًا إلى أن مجازر الاحتلال الإسرائيلى مثل مجزرة مدرسة التابعين هى جزء من جرائم الإبادة البشرية وهى جريمة وفقًا لقواعد القانون الدولى وفى نظر الباحثين والمحللين وبالتالى فإنها ضد القانون الدولى والقواعد الدولية.

وأكد أستاذ القانون الدولى، أن محكمة العدل الدولية فى رأيها الاستشارى الأخير قررت أن مجازر الاحتلال الإسرائيلى مخالفة لقواعد القانون الدولى ومبادئ الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن كل الدول المتحضرة تتحرك ضد جرائم الإبادة الجماعية التى تعتبر جريمة الجرائم وهو ما ينطبق على مجزرة مدرسة التابعين.

ولفت «حلمى»، إلى أن مصر قامت بتحركات كثيرة لصالح القضية الفلسطينية لأنها الدولة المتوازنة فى هذا التوقيت، وهى تحاول من خلال التدخل الموضوعى إنهاء الجرائم الإسرائيلية وإيقاف الحرب.

وقال مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى ارتكب مذبحة داخل مدرسة التابعين فى مدينة غزة، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات».

من جانبه، أوضح رئيس المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان رامى عبده، أن تبرير الجيش الإسرائيلى حول المجزرة بالقول إنه استهدف موقعًا عسكريًّا غير مثبت، لا يعد مبررًا لقتل هذا العدد الكبير من المدنيين».

وأضاف: «لا يمكن لإسرائيل الاستمرار فى قتل وحرق وجرح مئات المدنيين يوميًّا، ثم الادعاء بوجود أهداف عسكرية فى الأماكن المستهدفة دون تقديم أدلة حقيقية أو السماح لجهات دولية مستقلة بالتحقق من صحة هذه الأدلة».

وتابع: «إسرائيل فى كل مرة ترتكب مجزرة، تسوق لذات الادعاءات باستهداف مواقع أو قيادات عسكرية، ورغم أن هذه الادعاءات ثبت عدم صحتها». وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها، وتبذل جهدًا كبيرًا جدًا لحقن دماء الشعب الفلسطينى، لافتًا إلى أنها منذ الأيام الأولى للحرب تبنت الرواية الفلسطينية التى أصبحت الرواية العربية بشكل كامل بفضل مصر.

مجازر جيش الاحتلال

وأوضح «الرقب»، أن البيان الثلاثى الذى صدر قبل عدة أيام من مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر، الهدف الأساسى منه تشجيع الأطراف للوصول إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن الاحتلال ارتكب عدة حماقات خلال الأيام الماضية لأنه لا يريد نجاح الهدنة التى تنادى بها جميع الأطراف، ومصر تدرك ذلك جيدًا ولكنها تحاول أن تضع الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع بشكل عام.

وأكد أن الاحتلال الذى أقدم على اغتيال إسماعيل هنية، ثم فجر مدرسة التابعين فى مدينة غزة واستشهد فيها أكثر من 100 شهيد، يمارس كل الأساليب لإفشال الهدنة، لكن رغم ذلك مصر تحاول وقف الحرب لأنها الوسيلة الوحيدة لحقن دماء الشعب الفلسطينى ونتمنى أن تنجح فى ذلك.

وأوضح «الرقب» أن المفاوضات غير مرتبطة بالأحداث الإقليمية، لكنها مرتبطة بالأحداث فى غزة، لأننا معنيون بأن تفضى كل هذه الجهود لوقف الحرب التى يدفع ثمنها الأبرياء فى قطاع غزة، مؤكدًا أن الرد الإيرانى لن يؤثر على المفاوضات، كما أن هناك أنباء عن تحقيق صفقة فى الكواليس عن محدودية الرد الإيرانى مقابل وقف الحرب على غزة والدخول فى تسويات سياسية كبرى، وفى كل الأحوال لن يؤثر الرد على وضع الحرب فى غزة لأنها بحاجة إلى وقف الحرب.

وأشار أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، إلى أنه غير متفائل بنجاح المفاوضات بأكثر من نسبة 50% لأن الأمريكان معنيون بألا تكون هناك صفقة أو هدنة حقيقية إلا قبل الانتخابات الأمريكية بثلاثين يومًا، وبالتالى قد تؤجل الصفقة إلى سبتمبر أو أكتوبر، لأنه لو تم تطبيق المرحلة الأولى من الهدنة فإنها ستكون 42 يومًا وإطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا و1200 أسير فلسطينى، وانسحاب الاحتلال بترتيبات أمنية من معبر رفح، مع تأجيل الانسحاب من محور فلادليفيا أو صلاح الدين.

وأكد «الرقب»، أن نتنياهو يريد تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة فقط لأن المرحلة الثانية هى الأصعب وتتحدث عن وقف الحرب بشكل كامل وإطلاق سراح عدد كبير جدا من الفلسطينيين، وهو أمر سيكون صعبًا جدًا على نتنياهو، لكن بايدن يضغط لتحقيق هدنة أو أى إنجاز يكون داعمًا للديمقراطيين خلال الانتخابات الأمريكية.