ذاكرة طلابنا بأمان
انتصارات أكتوبر فى قلب المنـاهج التعليميـة

كتبت- مينرفا سعد
بطولات الجيش المصرى وأهمها انتصارات «6 أكتوبر» محفورة فى ذاكرة أبناء هذا الوطن، لكنها لا تقف عند الجيل الحالي، بل إنها تتدفق إلى عقول وقلوب أبنائنا الطلاب لتتوارثها الأجيال تباعًا، ولا يتحقق ذلك إلا بمناهج دراسية تحفظ بين صفحاتها تاريخ الانتصارات، وتدوّن البطولات بأحرف من نور.
تُعد مادة الدراسات الاجتماعية فى الصفوف الأولى، والتاريخ فى الصفوف العليا من أهم المواد الدراسية التى تبنى الهوية الوطنية فى نفوس الطلاب، لذلك فإن وزارة التربية والتعليم تهتم بها اهتمامًا خاصًا وتعمل على إعدادها بشكل محترف.
كما أنها تدمج كل الأحداث التى أثرت على مستقبل الوطن، وكان على رأسها، ومن أهمها، حرب السادس من أكتوبر.
بطولات على الصفحات
أكد شادى زلطة، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، أن المناهج التعليمية تستهدف إعداد مواطن مسئول ومشارك فى حل قضايا ومشكلات مجتمعه، معتز بثقافة وتاريخ وطنه، ومتقبلاً لثقافات الآخرين.
وأوضح أن مناهج الدراسات الاجتماعية تعرض نماذج من انتصارات بلدنا على مر العصور، ومنها حرب السادس من أكتوبر 1973م، ودور الجيش المصرى على مر العصور فى حماية حدود البلاد وصد هجمات الأعداء.
كما ركزت المناهج على إظهار براعة الجيش المصرى، وما يتحلى به من قيم وسلوكيات أخلاقية، وذلك فى جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وأشار إلى أن مناهج الصف الخامس الابتدائى تناولت درس قصة نشأة الحضارة المصرية القديمة والعوامل التى ساعدت على قيام هذه الحضارة العريقة، ومنها وجود جيش قوى يحمى البلاد، بالإضافة إلى الوحدة بين المصريين، مما يؤكد أن وجود الجيش المصرى القوى كان إحدي الدعائم الأساسية التى ساعدت على قيام حضارتنا التى نفخر بها.
وتابع أن الدرس يتناول بعض أخلاقيات الجيش المصرى فى التعامل مع المدنيين والمنشآت المدنية منذ عصر الدولة القديمة، كما هو واضح فى مقبرة «ونى» قائد الجيش المصرى فى الأسرة السادسة فى أبيدوس، حيث كان الجيش المصرى لا ينهب ولا يستولى على أملاك غيره.
وفى تصريحات خاصة لـ»روزاليوسف»، أوضح أنه تم تخصيص درس فى الترم الثانى عن انتصارات الدولة المصرية عبر العصور، مشيرًا إلى دور الجيش المصرى الدائم فى حماية حدود البلاد وصد هجمات الأعداء وتأمين أرض شبه جزيرة سيناء باعتبارها صمام أمان البلاد من الناحية الشرقية.
وتابع: يأتى ذلك مرورًا بكفاح المصريين للتخلص من الهكسوس فى الدولة الوسطى، وصولاً إلى تحقيق الانتصارات العظيمة من خلال معركتى قادش ومجدو فى الدولة الحديثة، والتى ظهرت فيهما العبقرية العسكرية والتخطيط التكتيكى المحكم.
كما نتج عن معركة قادش توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ بين الملك رمسيس الثانى وملك الحيثيين، ليشهد التاريخ على كون جيش مصر داعيًا للسلام وليس مؤيدًا للحرب، وأنه لا يهب إلا لحماية حدوده.
وأشار إلى أن الدروس تضمنت أهم الحروب التى خاضتها مصر فى القرن العشرين، ومنها حرب «السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م» بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات لتحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، حيث فاجأ الجيش المصرى العالم أجمع بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف فى ٦ ساعات فقط، وتمت هزيمة الجيش الإسرائيلى.
وأضاف أن الدروس تضمنت دعوة مصر وجيشها إلى السلام سنة ١٩٧٩، حيث وقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة سلام مع إسرائيل، واستعادت مصر بموجبها أرض سيناء لتبدأ فى التركيز على مشروعات التنمية وتحسين حياة المصريين بدلاً من إنفاق موارد الدولة على الحروب.
وأوضح أن الدرس تضمن الإشارة إلى إبداعات المصريين فى الحروب عبر العصور والخطط الاستراتيجية التى قاموا بها.
وأشار إلى أنه فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م، استخدم الجيش المصرى اللغة النوبية كشفرة فى الاتصالات اللا سلكية، ونجح فى تدمير خط بارليف، ذلك الحصن المنيع، باستخدام خراطيم المياه.
دروس مستفادة
أوضح زلطة أن منهج الصف الثالث الإعدادى فى الترم الثانى، تم تخصيص وحدة بعنوان «ثورة يوليو والصراع العربى الإسرائيلى».
وأشار الدرس إلى تنظيم الضباط الأحرار، ودورهم فى قيام الثورة وأهداف الثورة ونتائجها على المستوى المحلى والإقليمي، كما تم تخصيص درس كامل عن حرب أكتوبر استعرض فيه أسبابها والاستعدادات لها والنتائج والدروس المستفادة منها بشىء أكثر تفصيلا.
كما تناول بعض الشخصيات المضيئة فى حرب أكتوبر 1973م منهم المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلى والفريق محمد عبدالغنى الجمسى أما الصف الثالث الثانوى فقد تناول الفصل السابع بعنوان (مصروقضايا العالم العربى المعاصر) تحركات مصر فى أعقاب حرب 1967م وحرب الاستنزاف.
وأشار بشكل أكثر تفصيلًا لحرب أكتوبر 1973م ومراحل عمليات الحرب بشىء من التفصيل لإظهار براعة الجيش المصرى فى التخطيط الاستراتيجى، كما عرض الفصل الدروس المستفادة من الحرب ونتائجها وتغيير السياسة المصرية والاتجاه إلى الحل السلمى ونصوص معاهدة السلام فى مارس 1979م ثم تطرق لدور مصر فى حل القضية الفلسطينية.
وكشف المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، أن حرب السادس من أكتوبر لم يرد ذكرها فقط فى منهج التاريخ إنما مناهج اللغة العربية أيضا، حيث تناولت بشكل ثرى ما يتصل بحرب أكتوبر المجيدة من مفاهيم وقيم ونصوص نثرية وشعرية، فضلا عن مكون الصورة فى الصفوف الأولى، حيث يمثل مكون الصورة مدخلًا شديد التأثير لتربية وجدان التلاميذ على مكانة جيشهم ودوره وتضحياته وبطولاته.
وأشار إلى أن نص اسلمي يا بلادى فى الصف الرابع عرض دور جيش مصر الذى يحمى الوطن ويضمن السلام ولا يعتدى ولا يهدد، والنص– كذلك- يقدم التوعية للتلاميذ حول قيمة جيش مصر ومكانته ودوره عبر العصور.
وأوضح أن درس «لغاتهم تميزهم» عرض دور اللغة النوبية فى حرب أكتوبر، حيث استخدمت للتواصل بين القادة والأفرع حيث إنها لغة غير معروفة للعدو، كما ينمى وعى التلاميذ بضرورة اتحاد الشعب خلف جيشه.
ولفت إلى أن المناهج اللغوية خاصة كتاب (كفاح شعب مصر) فى الصف الثانى الإعدادى دعم معارف التلاميذ بدور جيش مصر على مر العصور بداية من طرد الهكسوس من أرض مصر، مرورا بدور جيش مصر فى هزيمة المغول، والقضاء على الحملات الصليبية وانتهاء بحرب أكتوبر المجيدة، حيث يظهر للتلاميذ استعداد الجيش المصرى لهذه الحرب وتسلحة بأحدث الأسلحة وإظهار تضامن الشعب مع جيشه يمثل غاية توعوية لإكساب التلاميذ الوعى بقيمة جيشهم ودوره وإظهار مكانته فى قلوب الشعب.
وأوضح أن مناهج اللغة العربية وحدة كاملة تتضمن 6 دروس تدور جميعها حول حرب أكتوبر وتضحيات الشعب المصرى فى سبيل بناء جيشه الذى حقق الانتصار العظيم، حيث تضمنت الوحدة نصوصا شعرية ونثرية فضلًا عن قصة من ثلاثة فصول تدور جميعها عن جيش مصر وشعبه.
وأكد أن نص «ذكريات أكتوبر» فى الصف الثانى الإعدادى كتبه الأديب نجيب محفوظ عن يوم السادس من أكتوبر ويدور حول تصميم شعب وإصراره على الحياة الكريمة وتضحية جنود بواسل قدموا أرواحهم بغير حساب فداء للوطن ورجال حملوا الأمانة بلياقة وجدارة وجلال، واعتبر أن يوم السادس من أكتوبر محطة نزود منها بالطاقة والهمة والأمل فى طريق البناء والتعمير والحرية، موضحا أن تلك النصوص محملة بطاقة إيجابية، مؤكدة قيم الدفاع عن الوطن وقيم الولاء والانتماء والتضحية بكل غال ونفيس وهذه القيم هى أهم القيم التى يؤمن بها جيشنا وشعبنا من قبله وتلك المنظومة القيمة، حيث تهدف الوزارة دائما لغرس هذه القيم فى عقول وقلوب أبنائنا من خلال مناهج اللغة العربية.