اللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء لـ«روزاليوسف»: المواطن السيناوى وأرض الفيروز محور اهتمام القيادة السياسية
الشيماء طلعت تصوير - مايكل أسعد
«سيناء وأهلها على رأس اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسى».. بتلك الكلمات عبر اللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، عن مدى اهتمام القيادة السياسية بتطوير أرض الفيروز، مضيفًا فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»، أن الدور المصرى المتوازن والمحايد فى التعامل مع الصراعات الدولية والإقليمية خفف كثيرًا من التأثيرات السلبية على صناعة السياحة بمحافظة جنوب سيناء، لافتًا إلى أنه ورغم ما تعانيه المنطقة من أزمات، إلا أن المحافظة تعمل على قدم وساق للانتهاء من واحد من أعظم المشروعات والتى ستقدمها مصر هدية للعالم، وهو مشروع «التجلى الأعظم».. وإلى نص الحوار:
■ ما أهم القرارات التى اتخذتموها منذ توليكم مسئولية جنوب سيناء تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب حلف اليمين؟
- كانت كل القرارات المتخذة من جانبنا فور تشرفنا بالاجتماع مع الرئيس عقب حلف اليمين لعرض استراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة جنوب سيناء، وأبرز توجيهات الرئيس مواصلة وتكثيف العمل على تعزيز الأداء التنموى والسياحى لمحافظة جنوب سيناء فى ظل ما تتمتع به من مقومات ذات طبع فريد، مع استكشاف وتحفيز الاستثمارات الجديدة والواعدة بتنفيذ آليات جاذبة لتلك الاستثمارات.
ووجه الرئيس كذلك بالتركيز بقوة على دعم وتمكين الشباب ومساندة مشروعاتهم الناشئة وريادة الأعمال، وبالتالى فقد كانت أبرز قراراتنا لتنفيذ، تشكيل مجموعة عمل برئاستنا وإشرافنا لمتابعة التنفيذ الدقيق والصارم لجميع توجيهات الرئيس، وتضم تلك المجموعة قيادات المحافظة وممثلى قيادات القطاع السياحى ورجال الأعمال والمجتمع المدنى والمرأة والشباب وجامعة الملك سلمان الدولية وجامعة السويس وباقى العناصر المكونة للمجتمع بجنوب سيناء، وعلى رأسهم مشايخ وعواقل وبدو جنوب سيناء وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ثم قرار بمجموعة آخرى لدراسة وبحث ودعم تطوير وتنفيذ وإنجاح مشروعات الشباب الناشئة وريادة الأعمال، وقرار بالمتابعة والعرض اليومى لموقف تطور الأعمال بمشروع التجلى الأعظم.
■ تستعد مصر لافتتاح مشروع التجلى الأعظم، ما نسب الإنجاز وموعد الافتتاح المتوقع؟
- بداية يجب التنويه على أن مشروع التجلى الأعظم والأوحد هو أحد المشروعات القومية التى تحوز رعاية واهتمام ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي، الذى يحرص على تكرار الزيارة والاجتماع وتوجيه الوزارات المعنية، إذ تشارك فيه عدد ضخم من الوزارات والمؤسسات فى مقدمتها الإسكان والتنمية المحلية والطيران والكهرباء والطاقة والهيئة الهندسية ووزارات السياحة والبيئة وعدد اخر من الجهات، ويستهدف هذا المشروع تحويل مدينة سانت كاترين لوجهة وقبلة للسياحة العالمية الدينية والتاريخية والتراثية والبيئية وعاصمة عالمية لتلك الأنواع من السياحة حيث تضم سانت كاترين (الوادى المقدس طوى، وجبل التجلي، وجبل موسى حيث تلقى سيدنا موسى التوراة).
علاوة على أن مشروع التجلى الأعظم يضم فى مكوناته 18 مشروعًا فرعيًا، ولقد بلغت نسبة الإنجاز العام فى نهاية سبتمبر 87%، ونسعى بمنتهى الالتزام والجدية على أن نستكمل المشروع قبل نهاية هذا العام أما عن موعد الافتتاح المتوقع لمشروع التجلى الأعظم، فنتوقع أن يكون مواكبًا لأحد المناسبات الوطنية القومية فى بداية العام القادم، فمثلًا لدينا العيد القومى لجنوب سيناء ويوافق 19 مارس، وهناك أعياد تحرير سيناء والتى توافق 25 إبريل.
■ كيف ترى القيمة المضافة للسياحة فى جنوب سيناء من مشروع التجلى الأعظم؟
- تشكل جنوب سيناء، أحد أهم أيقونات السياحة فى مصر، لتضمنها تقريبًا كل أنواع السياحة، من سياحة الشواطئ والسياحة الترفيهية، والمؤتمرات، كما تمتع بإطلاله بحرية وشاطئية بطول 600 كم ومئات الفنادق والمنتجعات السياحية بها عشرات الآلاف من الغرف الفندقية، بالإضافة لسياحة الرياضات البحرية من غطس وغوص وويند سيرف، وسياحة بيئية إذ يوجد 5 محميات طبيعية وسياحة للسفارى وسياحة التأمل ومشاهدة النجوم والتخييم فى الوديان والصحراء، فإذا ما تحدثنا عن مشروع التجلى الأعظم، فإننا بكل تأكيد نضيف الكثير للسياحة فى جنوب سيناء بل والسياحة فى مصر، بتحويل سانت كاترين لمركز ووجهة للسياحة الدينية والبيئية والآثارية.
■ هل تم التسويق للسياحة فى جنوب سيناء من خلال البورصة العالمية وما التفاصيل؟
- بطبيعة الحال فى محافظة متفردة سياحيًا مثل جنوب سيناء، فإنها تشارك تقريبًا فى كل وجميع بورصات السياحة العالمية، وخاصة تلك التى يمكن استهداف السياحة الوافدة منها أو التوسع بجلب سياحة جديدة من بعض الدول، وعادة ما يشارك العديد من كبار رجال الأعمال والمختصين والمسئولين عن ملف السياحة فى تلك البورصات العالمية، خاصة بورصات موسكو وبرلين وإيطاليا ولندن والتى وجهت لى الدعوة للمشاركة فيها وحضورها فى بداية الشهر القادم من 4-9 نوفمبر، بمشاركة مجموعة هائلة من المستثمرين وكبار رجال السياحة وقيادات هذه الصناعة الهامة، وعقب نجاحنا فى التسويق للسياحة فى بورصة لندن، سيكون هناك العديد من التفاصيل التى يمكن الحديث عنها بإذن الله.
■ سياحة البطولات الرياضية والمؤتمرات العلمية والدولية كيف يتم استثمارها؟
- عندما نتحدث عن البطولات والسياحة الرياضية، فيتم استثمارها بجنوب سيناء ارتكازًا على بنية تحتية قوية من المنشآت الرياضية، تتيح تنظيم واستضافة البطولات الرياضية، خاصة فى مدينة شرم الشيخ والتى تضم القرية الشبابية وهى ترقى إلى أن تكون قرية أوليمبية، إذ تضم فندقًا كبيرًا وملاعب دولية وصالة مغطاة، تتضمن معظم الألعاب وتستضيف عشرات البطولات الدولية فى ألعاب متعددة منها الكاراتيه والمصارعة والملاكمة والجودو ودورات البارالمبية لأصحاب الهمم، وبها حمام سباحة أوليمبى يستضيف بطولات دولية.
وفى مدينة طور سيناء عاصمة جنوب سيناء، استاد متكامل، أما عن سياحة المؤتمرات، فحدث ولا حرج عندما نتحدث عن مركز دولى للمؤتمرات الدولية تتسع قاعاته لأكثر من 8 آلاف مشارك، إضافة إلى عشرات قاعات المؤتمرات التى تضمها فنادق شرم الشيخ، والتى عادة ما تستضيف المؤتمرات العلمية والمؤتمرات المتخصصة إضافة إلى 75 ألف غرفة فندقية تستوعب أى أعداد من المشاركين فى المؤتمرات العالمية والدولية، والتى كان أبرزها مؤتمر المناخ ( كوب 27 ) فى نوفمبر 2022 بمشاركة70 ألف مشارك من جميع دول العالم، وهو ما شكل حجر الزاوية للاستثمار فى سياحة المؤتمرات.
■ ما خطتكم للترويج للمقاصد السياحية بالمحافظة؟
- فور تولينا المسئولية ولإدراكنا العميق بأهمية وحيوية الدور الجوهرى للإعلام بكل روافده، شكلنا فريق عمل قويًا للغاية ومتكاملًا يتولى تحت إشرافنا المباشر أعمال وملفات الإعلام والعلاقات العامة والمراسم والتسويق الدولى والإقليمى والمحلى والترويج لكل المقاصد السياحية والأحداث السياحية ذات الصلة بها، ومنها المؤتمرات المختلفة والاحتفالات واللقاءات، خاصة التى تنظم أو تقام بمواقع سياحية أو مقاصد يتم الترويج لها، ولعل ذلك يعكس أحد أوجه الترجمة الرئيسية لتحقيق الرؤية التى شكلت الاستراتيجية للتنمية الشاملة لمحافظة جنوب سيناء والتى تم عرضها على الرئيس، حيث تنص الرؤية للاستراتيجية على جعل جنوب سيناء نموذجًا دوليا وعاصمة للتنمية المستدامة وتعزيز التصنيف الدولى على خريطة السياحة العالمية، بما يعنى حتمية التركيز على الترويج لكل المقاصد السياحية بجنوب سيناء، ومنها دهب ونويبع وطابا وسانت كاترين ورأس سدر.
■ السياحة الدينية والطبية.. ما الجديد فى هذا الملف وحجم الاستثمار فيه؟
ملف السياحة الدينية والطبية، توليه الدولة المصرية ممثلة فى أعلى مستويات الدولة وعلى رأسها القيادة السياسية أهمية كبرى، والدليل على ذلك مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين، والذى ضخت فيه المليارات، حتى تصل تلك البقعة الوحيدة الفريدة على مستوى العالم لأن تكون عاصمة ومركز للسياحة الدينية العالمية.
لدينا بجنوب سيناء العديد من المواقع الفريدة للسياحة الدينية التى نسعى جاهدين لتنميتها وتطويرها للوصول للعالمية، وبعضها يجمع بين ملفى السياحة الدينية وسياحة الاستشفاء مثل موقع حمام موسى فى مدينة طور سيناء، وموقع حمام فرعون على خليج السويس على مقربة مدينة أبو زنيمة، وفى كلا الموقعين عيون كبريتية فريدة صالحة، لتكون ضمن أفضل أماكن الاستشفاء فى العالم، وهناك العيون الكبريتية براس سدر، أضف لذلك البنية القوية من منشآت طبية ومستشفيات متنوعة عالمية بجميع مدن جنوب سيناء التسعة، وعلى رأسها مستشفى شرم الشيخ الدولى أيقونة الرعاية الصحية والعلاج الطبي، والتى تؤهل جنوب سيناء لتصبح من أفضل وجهات السياحة الصحية والطبية والاستشفائية.
■ استعادت مصر الأمن فى كل ربوعها ما أثر ذلك على تنمية السياحة.. هل تؤثر الصراعات الدولية الحالية سلبًا عليها؟
- بالطبع نعلم جميعًا أن السياحة هى صناعة حساسة للغاية، وبطبيعة الحال تتأثر بأية مؤثرات أمنية سلبية وبشدة، ولقد كانت الدولة والقيادة السياسية وبما توفر لديها من رؤية ثاقبة تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر وخاصة فى سيناء، وكان لذلك فعلًا أقوى تأثير على تنمية السياحة واستعادة تعافى هذا القطاع خاصة بجنوب سيناء، سواءً فى أعداد السياح وعدد الدول أو على مستوى المشروعات السياحية، وبالحديث عن تأثير الصراعات الدولية على تنمية السياحة، فنتفق طبعًا على أن تلك الصراعات الدولية أثرت سلبًيا على السياحة من منطلق ما ذكرنا أنها صناعة هشة وحساسة، إلا أن الدور المصرى المتوازن والمحايد فى مثل تلك الصراعات الدولية والإقليمية يخفف كثيرًا من تلك التأثيرات السلبية، ونأخذ مثالًا على ذلك أنه أثناء الحرب الروسية الأوكرانية، لا زالت تعتبر السياحة «الروسية - الأوكرانية» من أعلى نسب الجنسيات الوافدة لشرم الشيخ.
■ يأتى المواطن السيناوى وخدمات الصحة والتعليم على رأس الأولويات.. ما إجراءاتكم لتطوير الخدمات ودعم أهالى المحافظة؟
- المواطن السيناوى فى القلب دائمًا، وهو بؤرة اهتمام الدولة والحكومة المصرية، وقبل كل ذلك فالمواطن السيناوى وسيناء هو محور اهتمام وعناية القيادة السياسية، وأما بالحديث عن خدمات الصحة والتعليم، فإن هذين الملفين كانا من أهم وأول ملفين على مائدة الرئيس وأبرز ما ركزت عليه رؤيه مصر2030 واستراتيجية الدولة، وكل المبادرات الرئاسية والتى بدأت بمبادرة 100 مليون صحة، ثم توالت المبادرات، وبالتالى فإجراءاتنا لتطوير خدمات الصحة والتعليم تأتى فى سياق وإطار اهتمام الدولة بهما، ونحن تقريبًا قد استكملنا تطوير المستشفيات بمدن المحافظة، مع نشر المراكز الطبية والوحدات الصحية بكل القرى والتجمعات البدوية، كذلك التوسع فى المدارس وتنويعها لتعدد محتوى سلة التعليم قبل الجامعى من مدارس حكومية وتجريبية ويابانية وخاصة ودولية لغات ومعاهد أزهرية ومدارس فنية، وفى التعليم الجامعى لدينا جامعة الملك سلمان الدولية وأفرع لجامعة السويس وجامعة الأزهر ومعهد سيناء العالى للسياحة والفنادق، الأمر الذى يشكل تناغمًا مع توجة الدولة المصرية فى الاهتمام بالصحة والتعليم.
■ ما مستوى الاستثمار الأجنبى فى جنوب سيناء وما المستهدف فى الفترة المقبلة؟
- هناك تواجد متميز للاستثمار الأجنبى، وأدى لتعزير هذا التواجد القاعدة العملاقة من المنشآت فى كل المجالات بجنوب سيناء، وأما عن المستهدف فى الفترة المقبلة، فإن طموحاتنا وأحلامنا تبلغ عنان السماء لأن جنوب سيناء تستحق الكثير، وبها نقاط تميز جاذبة للاستثمار ويكفى أن نراجع معًا الرؤية التى بنيت عليها استراتيجية التنمية الشاملة لجنوب سيناء، ومن ثم قمنا بتقسيم جنوب سيناء تحقيقًا لهذه الرؤية والاستراتيجية إلى خمسة قطاعات تنموية تضم كل واحدة منها مدينتين متشابهتين ومتقاربتين فى مكوناتهما وطبيعة مواردهما وأنشطتهما والاستثمارات المتوقعة والمستهدفة بهما، كل ذلك يعطى الفكرة والتصور عن المستهدف فى المرحلة المقبلة من حجم متوقع للاستثمار الأجنبى سواء فى السياحة بقطاع شرم الشيخ – دهب، أو التعدين والمواد المحجرية والصناعات بقطاع أبورديس – أبوزنيمة، أو فى مجال اللوجستيات والموانئ بقطاع نويبع – طابا، أو قطاع الاستثمار بالسياحة البيئية والدينية والتاريخية بقطاع طور سيناء - سانت كاترين، أو بقطاع السياحة الداخلية والزراعات الصحراوية بقطاع راس سدر، كل هذه القطاعات منفتحة للاستثمار المحلى والدولى لتعزيز جهود التنمية المستدامة بالمحافظة.
■ ما معدلات الاستثمار المحلى والتسهيلات الممنوحة لجذب المستثمرين؟
- نستطيع القول بأن معدلات الاستثمارات المحلية مؤخرًا بدأت فى التزايد والنمو بجنوب سيناء، كما نستطيع التأكيد على أنه بمجرد تفضل رئيس الجمهورية، بالموافقة على استراتيجية التنمية الشاملة لجنوب سيناء وصدور توجيهاته والتى ركزت على تعزيز التنمية وتسريع وتيرتها بجنوب سيناء ودعم ريادة الأعمال ومشروعات الشباب، بدأنا نتلقى عشرات الطلبات والمقترحات للاستثمار بجنوب سيناء ومدنها وفى مجالات متعددة، وأما عن التسهيلات الممنوحة لجذب المستثمرين فهى متعددة من خلال مكتب للاستثمار والجهات المعنية، وستشهد اهتمام إضافى خلال المرحلة المقبلة، ويكفى بأن نشير إلى أن الرئيس شخصيًا دائمًا ما يؤكد على التيسير على المستثمرين وتبسيط الإجراءات لجذب مزيد من الاستثمار، ونحن نعمل وفق توجهات الدولة فى تذليل العقبات وتسهيل وتبسيط الإجراءات وحل كل العقبات لجذب المستثمرين، كما قمنا بعرض عدد من مشروعات الشباب فى نويبع ودهب على الرئيس، وجه بتقديم كل الدعم والتسهيلات والمساندة اللازمة للشباب خاصة فى ريادة الأعمال.
ما نبشر به أهل جنوب سيناء هو فرصة حقيقية لتنمية أحد القطاعات المهمة لخدمة المواطن السيناوى وتعزيز موقع المحافظة على أجندة السياحة العالمية.
من ضمن الخطط المستقبلية التى بدأنا فى تنفيذها بالفعل إنشاء معهد متخص فى مجال السياحة والفنادق وعلوم البحار فى المحافظة، وسيتم البدء فى الإنشاء فى إحدى المدن «نويبع أو دهب»، نظرًا لطبيعتهما الفريدة، وقد تفضل الرئيس بالموافقة وجار اتخاذ الإجراءات التنفيذية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وجامعة قناة السويس وتم اختيار التخصصات استجابة لحاجة مجتمعية ملحة، فالهدف من هذا المشروع هو تأهيل الكوادر البشرية فى المحافظة على مستوى عالمى.