تصاعد الصراع مع بدء العد التنازلى لانتخابات الرئاسة الأمريكية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تواجه الولايات المتحدة العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التى ستلعب دورًا حاسمًا فى تحديد إذا كانت كامالا هاريس أو دونالد ترامب سيكون الرئيس الأمريكى المقبل؛ حيث تهيمن قضايا السياسية المحلية عادة على اهتمامات الناخبين الأمريكيين وتتصدر موضوعات الهجرة غير الشرعية وارتفاع تكاليف المعيشة والنمو الاقتصادى قائمة اهتمامات الانتخابات الحالية، خاصة أن لكل من “هاريس” و “ترامب” رؤيتين مختلفتين تمامًا لمستقبل أمريكا بداية من القضايا الاقتصادية والحقوق الإنجابية، مرورًا بقوة التحالفات العالمية والأزمات الدولية، ختامًا بقضايا المناخ والطاقة. وعبر المرشحان عن سياساتهما فى خطابات وإعلانات ومقابلات إعلامية، لكن معظمها عبارة عن قائمة أمنيات مرسومة بخطوط عريضة، وتفتقر إلى تفاصيل ملموسة حول كيفية تنفيذها، فالعديد من مقترحات “ترامب” تثير أسئلة قانونية، فى حين أن مقترحات “هاريس” تتطلب سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.
الاقتصاد
هاريس
التضخم: الاعتماد على “اقتصاد الفرص”، الذى يركز على الطبقة المتوسطة، مع مكافحة التلاعب بالأسعار، وتعزيز تطوير الإسكان، وتوسيع الإعفاءات الضريبية.
الضرائب: التعهد بخفض الضرائب على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، ودعم الإعفاءات الضريبية لرجال الأعمال وأصحاب الأعمال الصغيرة، ودعم اقتراح تبناه “ترامب” لإلغاء الضرائب على الإكراميات.
التجارة: المحافظة على نهج إدارة” بايدن” بالاعتماد على التعريفات الجمركية وضوابط التصدير لتعزيز القدرة التنافسية المحلية مع الصين، والترويج لاستثمارات إدارة بايدن الطموحة فى البنية التحتية والطاقة المتجددة.
ترامب
التضخم: التعهد بخفض تكاليف الطاقة عبر توسيع حفر آبار النفط والغاز وإلغاء القيود التنظيمية، وانتقاد لأسعار الفائدة المرتفعة، وهى الأداة الرئيسية لمكافحة التضخم لدى بنك الاحتياطى الفيدرالي.
الضرائب: التعهد بتمديد وتوسيع مجموعة من التخفيضات الضريبية التى وقع عليها كقانون فى عام 2017، وخفض معدل ضريبة الشركات إلى 15٪ ، واعفاء مزايا الضمان الاجتماعى والإكراميات، من ضريبة الدخل.
التجارة: يعرف ترامب بـ”رجل التعريفات الجمركية”، فرض تعريفات جمركية تصل إلى 20٪ على جميع الواردات وبنسبة 60٪ على السلع من الصين، وقال إنه سيطلب من الكونجرس سلطة فرض تعريفات متبادلة على أى دولة تفرض تعريفات جمركية على الولايات المتحدة.
الإجهاض
هاريس
مناصرة صريحة لحقوق الإنجاب قبل أن تصبح المرشحة، هاجمت الجمهوريين لخلق “أزمة رعاية صحية”، ودعت الكونجرس إلى تمرير تشريع لاستعادة التشريع الذى ألغته المحكمة العليا فى عام 2022 والتى منعت الولايات من حظر الإجهاض قبل قابلية الجنين للبقاء، وتعهدت باستخدام حق النقض ضد أى حظر على الإجهاض على مستوى البلاد، وتعهدت بحماية الوصول إلى وسائل منع الحمل وعلاجات الخصوبة الأخرى مثل التلقيح الصناعي.
ترامب
قال إن حق الإجهاض يجب أن يُترك للولايات، وتعهد بأنه بصفته رئيسًا لن يوقع على حظر وطنى للإجهاض، وأكد أنه إذا فاز فسيجعل التلقيح الصناعى مجانيًا للنساء، واقترح مشروع 2025، وهو قانون مكافحة الرذيلة الذى يعود إلى القرن التاسع عشر لحظر إرسال حبوب الإجهاض، والتى تمثل ثلثى حالات الإجهاض فى الولايات المتحدة، ولأن هذا القانون موجود بالفعل، فإن “ترامب” قد ينفذه دون تدخل من الكونجرس.
الديمقراطية
هاريس
تعتبر أن “ترامب” تهديد مباشر للديمقراطية، واعتمدت على الجمهوريين المناهضين لـ”ترامب” للمساعدة فى تذكير الأمريكيين بدور “ترامب” فى التحريض على الهجوم المميت على الكونجرس فى 6 يناير 2021.
الإصلاح: الاستعداد لإلغاء التعطيل لتدوين حقوق الإجهاض، وهو الإصلاح الذى يعتقد العديد من الديمقراطيين أنه سيساعد فى تخفيف بعض الجمود التشريعى فى الكونجرس.
حقوق التصويت: بصفتها نائبة للرئيس، قادت الدفع لتمرير تشريع حقوق التصويت الفيدرالية.
ترامب
إنكار الانتخابات: لم يتوقف عن تكرار الكذبة القائلة بأن خسارته فى الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أمام جو بايدن شابها الاحتيال، كما قال إنه سيعفو عن المتهمين المدانين لدورهم فى هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي، كما يواجه أيضًا اتهامات فيدرالية بشأن محاولته قلب نتائج الانتخابات، بما فى ذلك أفعاله المتعلقة بالهجوم العنيف على الكابيتول.
وقال إنه سينتقم من خصومه السياسيين، مهددًا باستخدام وزارة العدل لمقاضاة المحامين الديمقراطيين ومسئولى الانتخابات والمانحين وحتى الناخبين.
الهجرة
هاريس
أمن الحدود: وضعت خطة لفرض عقوبات أكثر صرامة على الأشخاص الذين يحاولون المطالبة باللجوء بين موانئ الدخول القانونية، لمعالجة واحدة من أكبر نقاط ضعفها السياسية.
إصلاح الهجرة: دعت إلى إصلاح شامل للهجرة، بما فى ذلك مسارات الحصول على الجنسية للأشخاص غير المسجلين، وخاصة أولئك الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة كأطفال.
ترامب
الترحيل: وعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلية، وسيعيد فرض العديد من السياسات المثيرة للجدل من ولايته الأولى، بما فى ذلك برنامج البقاء فى المكسيك، وحظر السفر الذى يستهدف العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، مع إلغاء الوضع القانونى لمئات الآلاف من المهاجرين المحتملين فى الولايات المتحدة بموجب برنامج الحماية المؤقتة الفيدرالي.
كما أنه سينهى حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين فى الولايات المتحدة من الأشخاص غير المسجلين وفرض “فحص أيديولوجي” للمهاجرين.
المشاعر المعادية للمهاجرين: إلى جانب سياسته، استخدم ترامب خطابه لإثارة الخوف من المهاجرين، مدعيا أن البلاد “تتعرض للغزو” وتضخيم الأكاذيب اليمينية حول السكان المهاجرين ، موضحًا أن المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة “يسممون دماء بلدنا”.
السياسة الخارجية
هاريس
التحالفات العالمية: نهج هاريس فى السياسة الخارجية متقارب بشكل وثيق مع بايدن، مع التركيز على الحفاظ على التحالفات العالمية للولايات المتحدة، وخاصة حلف الناتو.
حرب روسيا وأوكرانيا: انحازت إلى استجابة إدارة بايدن لغزو روسيا لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، وتعهدت بدعم لا يتزعزع للأوكرانيين وهم يكافحون لصد القوات الروسية.
أزمة الشرق الأوسط: داعمة على نطاق واسع لنهج “بايدن” تجاه حرب إسرائيل المتوسعة، والتى بدأت فى غزة وتشمل الآن لبنان واليمن وإيران، داعية إلى وقف إطلاق النار فى غزة، ومؤكدة على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، لكنها كانت أكثر صراحة فى التعبير عن التعاطف مع الفلسطينيين، وهى تدعم حل الدولتين، مع دولة فلسطينية مستقلة.
الصين: أشارت إلى استمرار نهج بايدن الصارم تجاه الصين وقالت إنها ستحترم التزامات الولايات المتحدة تجاه تايوان.
أفريقيا: ستظل إدارة هاريس وفية لاستراتيجية “بايدن” تجاه أفريقيا والتى تسعى إلى رفع صوت أفريقيا فى المؤسسات العالمية وفى صنع القرار الأمريكى بشأن المسائل السياسية التى تؤثر على القارة بشكل مباشر، لكنها وقعت أيضا فى الفخ السهل المتمثل فى محاولة تأطير التحديات المستمرة التى تواجه أفريقيا باعتبارها خطأ الصين بطريقة أو بأخرى.
ترامب
التحالفات العالمية: محب للانعزالية، ومشكك فى التحالفات العالمية، لا يزال حلف الناتو هدفًا رئيسيًا لازدرائه، ولم يستبعد الانسحاب من حلف الناتو بل إنه قد يتراجع عن التحالفات الأخرى.
حرب روسيا وأوكرانيا: معارض لاستمرار تدفق المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا، وتعهد “بإعادة تقييم” نهج البلاد بشكل أساسي، وزعم أنه سينهى الحرب التى دامت ما يقرب من ثلاث سنوات فى أول يوم له فى منصبه، لكنه لم يقدم أى تفاصيل حول كيفية إنجاز ذلك، علاوة على إطرائه لفلاديمير بوتن والتاريخ المعقد مع أوكرانيا.
أزمة الشرق الأوسط: لطالما صور ترامب نفسه على أنه بطل لإسرائيل، على الرغم من تاريخه الطويل من التصريحات المعادية للسامية، وعلى الرغم من أنه يقول إنه يدعم مهمة إسرائيل، إلا أنه انتقد تكتيكاتها وتشابك مع زعيمها، رئيس الوزراء اليمينى بنيامين نتنياهو ، ودعا إلى رد عدوانى على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، واقترح أنه سيحرم الطلاب الأجانب من تأشيراتهم إذا عبروا عن مشاعر معادية للسامية أو معادية لأمريكا.
الصين: صرح بأنه سيتخذ موقفًا أقوى ضد الصين، رغم أنه أشاد برئيسها شى جين بينج، ولم يقل ما إذا كان سيرسل قوات إذا غزت الصين تايوان.
أفريقيا: مبدأ سياسة الظل لترامب، الذى يدرك الأهمية الاستراتيجية لإفريقيا، ولكن من المنتطر أن يتم تأطير موقف إفريقيا كقوة متأصلة وليس مجرد مكون أصغر من الصراع الجيوسياسى الأكبر للولايات المتحدة مع الصين أو روسيا.
المناخ
هاريس
أدلت بصوت حاسم لتمرير قانون خفض التضخم الذى يمثل أهم جهد تبذله البلاد لمكافحة أزمة المناخ، وتراجعت عن دعمها لمقترح الصفقة الخضراء الجديدة التقدمى وحظر التكسير الهيدروليكي، كما روجت لبرامج العدالة المناخية، التى تركز على حماية المجتمعات من آثار أزمة المناخ.
ترامب
شكك ورفض أزمة المناخ باعتبارها “أسطورية” و”خدعة باهظة الثمن”، كما قال إن ارتفاع درجة حرارة المناخ ليس بالضرورة مسئولًا عن تفاقم الأحداث الجوية المتطرفة، وزعم أنه سيعطى الأولوية للهواء والماء النظيفين للأمريكيين، ومع ذلك، فقد وعد أيضًا بمواصلة إلغاء اللوائح البيئية، وفى اجتماع عقد مع رؤساء شركات النفط، عرض تفكيك قواعد “بايدن” البيئية وطلب مليار دولار كمساهمات لحملته الرئاسية.