الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: الخط الجديد يفتح الطريق للصادرات المصرية لأوروبا

أكد عدد من خبراء النقل والاقتصاد والأعمال، أن من أهم مزايا



 ومكاسب مشروع الرورو، هى التعاون المينائى والجمركى وتعزيز التعاون فى 

النقل البرى ونقل البضائع بين مصر وإيطاليا، موضحين أن الدولة قدمت العديد من المزايا 

للمشروع لضمان الاستمرارية والتشغيل الاقتصادي،  ومن بينها تخفيض رسوم الموانئ بنسبة 88٪، على أن يطبق مبدأ المعاملة بالمثل وتخفيض رسوم المرور على الطرق المصرية.

قناة السويس

من جانبه، قال اللواء طيار عادل الخولي، عضو الجمعية العامة للنقل البرى، إن خط “الرورو” يُعد وسيلة سريعة لزياده معدل الصادرات بين الدول من خلال الشحن المباشر من مناطق الإنتاج أو التجميع والموانىء البرية للمستهلك النهائى مباشرة، مما يؤدى لتقليل زمن وتكلفة الصادرات من خلال  الشاحنات البرية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر، فى أن النقل المصرى البرى،  لايملك تراخيص تسمح بسير وعمل الشاحنات المصرية على الطرق الأوروبية، فضلاً عن أهمية تأهيل السائقين خلال الفترة المقبلة. 

وحول تحويل قناة السويس إلى ممر لوجستى عالمى لخدمة المشروع قال:” يمكن استخدام الخط، لنقل البضائع من تركيا وأوروبا لدول الخليج ومصر، وعودة الشاحنات فارغة إلى مصر، وتحميل صادرات مصرية لأوروبا،”، مشيرا إلى أن البنية التحتية فى مصر وإيطاليا تسمح بالنقل وتشغيل الخط بشكل جيد.

وتوقع حدوث طفرة كبيرة فى الصادرات المصرية، علاوة على أن ذلك المشروع يشجع انتقال بعض المصانع الصينية والروسية والأوروبية لمصر، خاصة قطاع السيارات الصيني، للاستفادة من هذا الخط الذى سيدعم تصدير منتجاتها، مع الأخذ بنظام الاتحاد الأوروبى والعمل على اندماج التشغيل وزيادة كفاءة عملية التصدير.

مزايا المشروع

فيما أكد المهندس رامى غالى، رئيس لجنة رجال الأعمال باتحاد المستثمرات العرب، أن الخط الجديد يمتلك مزايا كبيرة، من خلال دعم التعاون المينائى والجمركى بين البلدين، علاوة على تعزيز التعاون فى النقل البرى ونقل البضائع، مشيرًا إلى زيادة التعاون بين المصدرين المصريين وكبرى الشركات الإيطالية والعالمية الموردة لمستلزمات الإنتاج، والتى تملك خطوط إنتاج فى مصر، خاصة أن الدولة تقدم العديد من المزايا  للمشروع لضمان الاستمرارية والتشغيل الاقتصادي، ومن بينها تخفيض رسوم الموانئ بنسبة 88٪ ، على أن يطبق مبدأ المعاملة بالمثل وتخفيض رسوم المرور على الطرق المصرية.

وتابع: ”كلما زادت المسارات فى حركة التجارة بين مصر ودول العالم، فسيحدث تنوع للعلاقات الاقتصادية بشكل عام والتجارية”، مشيرا إلى أن خط “الرورو” يمثل وسيلة نقل اقتصادية مقارنة بوسائل النقل الأخرى مثل النقل الجوى أو البري.

تقليل زمن النقل

وأوضحت، د.إيمان عيد وكيل الدراسات العليا بكلية الهندسة جامعة المنوفية، أن تشغيل خط نقل بحرى يربط ميناء دمياط بميناء تريستا فى إيطاليا، يساهم فى تسهيل نقل البضائع المختلفة بين البلدين، حيث يستخدم الخط سفنًا متخصصة يمكنها حمل الشاحنات والبضائع بشكل مباشر، مما يعزز الكفاءة وسرعة النقل، موضحة أن مدة الرحلة عبر الخط تستغرق أقل من يومين، مما يساهم فى تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدولتين، ويخلق فرص عمل جديدة فى قطاع النقل البحرى واللوجستيات، فضلا عن أهميته فى توسيع التعاون الاقتصادى بين أفريقيا وأوروبا.

وطالبت “عيد”، بالترويج للخط، إذ يُعد ذلك من أولويات نجاح المشروع، مما يعزز من قدرة مصر على استيعاب حركة شحن كبيرة من أوروبا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات المقبلة، مشددة على أن الخط سيعزز مكانة مصر كمركز استراتيجى للتجارة الدولية وتنمية حركة النقل البحرى والتعاون فى المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية.. وأوضحت، أن الدولة تعمل على تطوير وإعادة تأهيل منظومة النقل البحرى فى ظل تمتع مصر بمساحة كبيرة من السواحل على شاطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر، وكذلك منظومة موانئ متطورة هائلة، مما يجب استغلالها على أكمل وجه لمضاعفة الصادرات.

الصادرات الزراعية

وأوضح د. أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعى، بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى، أن تشغيل المشروع، يعتبر خطوة هامة لتنمية الصادرات المصرية بصورة عامة والصادرات الزراعية بوجه خاص، مشيرًا إلى أن الخط الجديد، يتضمن الاعتماد على وسائل نقل مبردة تتيح حفظ الحاصلات الزراعية واختصار مدة الرحلة إلى أوروبا بشكل كبير، بجانب تخفيض تكاليف الشحن بشكل ملموس بنسبة تتراوح مابين 25 إلى 30%.

ولفت إلي، أن تكاليف الشحن تعتبر عاملًا رئيسيًا محددًا لتنافسية الصادرات الزراعية المصرية، موضحًا أن افتتاح الخط يساهم فى إعطاء دفعة قوية للصادرات الزراعية المصرية إلى أوروبا، خاصة أن القارة العجوز هى الشريك التجارى الأول لمصر.

وأضاف، أن الصادرات المصرية الزراعية تجاوزت حاجز الـ7 ملايين طن خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجارى، منها 4 ملايين طن إلى الدول الأوروبية، حيث تتصدر الموالح المصرية المركز الأول بقيمة 2 مليون طن إلى السوق الأوروبية، بجانب البطاطس والفاصوليا والمانجو والنباتات العطرية.

وتابع: ”حجم التجارة مع إيطاليا سيزداد خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها تمثل مدخلاً جنوبيًا لقارة أوروبا وتقع بالقرب من دول صربيا والمجر وبولندا“.

عوائد اقتصادية

وقالت د.سحر طحلاوى أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن إطلاق الرحلة الأولى لخط «الرورو»، خطوة استراتيجية ضخمة، تساهم فى تسهيل حركة التجارة بين مصر وأوروبا، مما يحقق عائدًا كبيرًا للاقتصاد الوطنى من العملة الصعبة، مضيفة أن ربط ميناء دمياط بميناء تريستا، سيسهل نقل الصادرات المصرية سريعة التلف والتى تحتاج إلى وقت قصير فى النقل مثل الحاصلات الزراعية.

الاتحاد الأوروبى

وأوضح المهندس على زين، عضو المكتب التنفيذى بجمعية مستثمرى بدر، أن تشغيل خط الرورو، سيسهم فى فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية بالدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن ذلك يحقق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستراتيجية الدولة نحو النهوض بالصادرات المصرية لتصل إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030.

وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي، تمثل الشريك التجارى الأول لمصر، وتستحوذ على 36% من إجمالى الصادرات المصرية، لافتًا إلى أن هناك مخططًا لإنشاء منطقة لوجستية خلف ميناء دمياط، لزيادة الجدوى الاقتصادية لمشروعات القطار السريع، وربط الدول الأوروبية بدول آسيا وإفريقيا عبر الأراضى المصرية، مما يقلل من زمن وصول البضائع المصرية من وإلى أوروبا، ويشجع المستثمرين الإيطاليين على الاستثمار وإقامة مشروعات إنتاجية فى مصر.

وأضاف أن جميع الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبى ستشهد طفرة ملحوظة، موضحا أن الاتحاد الأوروبى يعد ثانى أهم التكتلات الدولية المستوردة للأغذية المصنعة المصرية بعد الدول العربية بنسبة 20%.