السبت 8 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أشرف عبدالباقى فى حوار لـ«روزاليوسف»: العرض الناجح من «سوكسيه».. «أدى له عمرى»

أشرف عبدالباقى
أشرف عبدالباقى

المنتج المفكر.. لم يتوقف الفنان أشرف عبد الباقى صاحب المشاريع المسرحية المتنوعة منذ إطلاق تجربة مسرح مصر عن التفكير والتطوير والإضافة بمجال القطاع الخاص مهما كانت الظروف.. ومهما تراجع الإنتاج الفني، مع نهاية عام 2024 أطلق مشروعه الجديد «سوكسيه» الذى يهدف لرعاية واستضافة الأعمال الفنية الناجحة لشباب المسرحيين سواء المنتمية للمسرح أو الموسيقى وبالفعل انطلق المشروع باستضافة عدد من العروض على خشبة مسرح الريحانى منها «عريس البحر»، «برقع الحيا»، «الخطة المثالية»، «صلة»..وغيرها المزيد عن المشروع وتراجع منظومة الإنتاج بالقطاع الخاص قال عبد الباقى فى هذا الحوار:



■ استمر عملك بالقطاع الخاص بالحذف والإضافة سنوات.. لماذا توقفت فجأة؟

- لأن كل عمل كان مرتبطا بدعم العرض التليفزيونى.. بمعنى اعتمادنا الأساسى فى الدخل كان يأتى من التليفزيون مثل «تياترو مصر»، و«مسرح مصر» و«اللوكاندة» كانت تجارب مرتبطة بدعم العرض التليفزيونى وليس شباك التذاكر، لأن سعر التذكرة وقتها كان 50 جنيها فقط، وهذا لا يكفى تغطية تكاليف قيمة الكهرباء بالمسرح، وبالتالى لا أعتمد على التذاكر، الاعتماد الأساسى كان على عرض التليفزيون لأنه يتحمل أجور الممثلين وإيجار المسرح والكهرباء والمياه، لذلك إذا حصلت الضرائب على نصف الدخل من شباك التذاكر لا يهمنى، ما يهمنى نجاح العرض الجماهيرى دون محطة داعمة وبالطبع لم أتمكن من الاستمرار لذلك جاءت لى فكرة مشروع «سوكسيه».

■ هل تتوقع تحقيق ما تطمح إليه من هذا المشروع؟

- لا أملك سوى التمنى ولا أستطيع التكهن بالنجاح أو عدم النجاح لكننى فكرت فى تقديم تجربة يستفيد منها أكبر عدد من شباب الموهوبين الذين يسعون بدأب كى يراهم الجمهور من خلال المسرح بشكل جيد، لكن لم تسمح لهم أحيانًا الفرص للاستمرار، المشروع يهدف لاستضافة هذه العروض الناجحة لأننى حاليًا ليس لدى وقت لتكوين فرقة جديدة، لكن إذا كانت هذه الفرق الموجودة بالفعل فى معاهد المسرح والجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة والفرق المستقلة  لديها عروض نجحت بالفعل وحققت إقبالا وردود أفعال جيدة، ترسل لنا هذه الفرق عروضها مصورة فيديو وبعد مشاهدتها يتم الاتفاق مع هذه الأعمال لاستضافتها بمسرح الريحاني، وبالفعل تم إرسال كم كبير جدا من العروض، وهو ما يثبت وجهة نظرى أن هذا البلد ولاد يمتلك قدرا كبيرا من المواهب الشابة التى تنتظر فرصة للظهور، وما أستطيع تقديمه أننى أفتح لهم المسرح للاستضافة دون مقابل مادي، وقد أساعدهم أحيانا فى الديكور والملابس والإضاءة والصوت مجانًا ثم أفتح شباك تذاكر، ويذهب نصف الإيراد للضرائب والآخر يوزع على العمال أو الكهرباء، كما نقوم بتصوير هذه العروض وستكون هناك محطة جديدة على اليوتيوب بعنوان «سوكسيه» سوف يتم عرض هذه الأعمال عليها بحيث تتم رؤيتها بشكل جيد، ومع الوقت قد تحقق المحطة مقابلًا ماديًا يغطى تكاليف  أى شىء آخر.

■ ما الذى دفعك للإقبال على هذه الفكرة رغم خوف المنتجين من العمل بالقطاع الخاص اليوم؟

- ليس هناك شيء يدعو للاطمئنان، ولا أستطيع التنبؤ بمدى نجاح المشروع أو فشله لكن المسألة أنه لدى متسع من الوقت لبدء مشروع جديد، هؤلاء الشباب الذين أذهب لمشاهدتهم فى مسارح الهواة أو الجامعة حتى من نجحوا فى «تياترو مصر» و«مسرح مصر» هم مجموعة عثرت عليهم من مسرح الجامعة أو مسرح خالد جلال أو عرض «شيزلونج» أتذكر وقتها حصلت على أرقام هواتفهم ولم أعلم ماذا سنفعل، جاءت لى فكرة برنامج ثم قدمنا «تياترو مصر»، لدينا شباب موهوبون للغاية يستحقون المساعدة والوقوف معهم.

■ لماذا لم تكرر تجربة إنشاء فرقة جديدة بعد «مسرح مصر»؟

- أى فرقة بعد مسرح مصر «هتتظلم وهتتفرم»  لأنه سيتم مقارنتها بمسرح مصر، لكن هذه الفرق الناجحة تأتى بعروضها من إخراجهم وتأليفهم، «سوكسيه» مشروع مختلف يسهم فى تقديم أشكال متنوعة من الفنون مثل «ستاند آب كوميدى» فى مسرح مصر لم يكن هناك هذا النوع الفنى، وكذلك قدمنا عرض «برقع الحيا» وهو عمل فنى استعراضى هذا لم يكن متوفرا من قبل كذلك لدينا فرق غناء وموسيقى فالمشروع لم يعتمد على المسرح وحده.

■ نجحت فى تقديم تجربة استثنائية «جريمة فى المعادى» ماذا حدث؟!

خسرت خسارة كبيرة.. لأنه لا يمكن أن يقدم منتج عرضًا مسرحيًا به ممثلون وشباك تذاكر دون أن يكون المسرح ممتلئًا إذا لم تتحقق هذه المعادلة «أنا خسران».. اشتريت حق عرض عمل إنجليزى وصنعت ديكورات بتكاليف كبيرة، لو تم تصنيعها اليوم تحتاج إلى مبالغ باهظة قدمت هذه التجربة وتصورت أنه سيأتى من ورائها عائد مادى لكن هذا النوع من النجاح يحتاج إلى توجه من الدولة، إذا حدث اهتمام من الدولة بالمسرح المسألة تختلف تماما، بينما للأسف هناك مسارح تم إغلاقها شارع عماد الدين كان يضم 12 فرقة مسرحية ولم تبق سوى مسرح الريحانى، يجب أن تشجع الدولة صناعة المسرح، كنت فى الكويت من قريب قدمت معهم مسرحية ومن باب العلم سألتهم ما القيمة التى تحصل عليها الضرائب من العروض المسرحية أجابوا لا شىء، لأن الدولة تشجع الإنتاج لذلك لديهم ثقافة العيلة تنزل تشاهد المسرح  ولديهم 12 فرقة تعمل وأحيانا يقدمون عرضين فى اليوم.

■ فى رأيك كيف تدعم الدولة القطاع الخاص؟

- أولًا ألا تكون قيمة الضرائب 50% ، 14% قيمة مضافة ،14% ضريبة ملاهى، و22% على الدخل الأساسى مسألة ضخمة ومعقدة، إذا أرادت الدولة تشجيع المسرح ستفعل، على سبيل المثال إذا افترضنا أن الضرائب أصبحت 0%، أعتقد الدولة ستحصل على المزيد من المكاسب بعكس القيمة الأخرى، لأن المسرح سوف يعمل وإذا تم تشغيل هذه المسارح المعطلة سوف يعمل العمال والإضاءة والممثلون والصوت وبالتالى كل هؤلاء سيدفعون ضرائب والمسرح سيعود بقوة، لكن ما الفائدة من وضع هذه القيمة الكبرى على المنتج 50% وفى النهاية ولا مسرحية شغالة، المغالاة فى الضرائب تعجز المنتج.

■ فى رأيك لماذا نعجز عن إحياء الحركة المسرحية من جديد.. وهل النجوم أصبحوا مقبلين على المسرح من الأساس؟

- ليس منطقيًا أن أطلب من النجم ترك عمله بالسينما أو التليفزيون وأقوله..» تعالى اعمل مسرح وادفع من جيبك» بلا مقابل هذا غير منطقى، عودة الحركة المسرحية مرهونة بقرار من الدولة فى إنجلترا الضرائب أيضا صفر% وبالطبع البلد كله مختلف فى جميع المجالات لكن مصر تستطيع إقامة حركة مسرحية إذا لم يتم إغلاق المسارح وتحويلها إلى أبراج، عندما قدمت مسرح مصر قيل أن أشرف عبدالباقى أفسد المسرح ولا أدرى ماذا فعلت هل.. «الكراسى باظت مثلا أو الستارة وقعت»..كيف أفسدت المسرح، لدينا أنماط متعددة من المسرح وما قدمته كان نوعًا، لماذا لم يقدم غيرى أنواعا أخرى ونعمل جميعا لأن التنوع مطلوب.. «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» جورج أبيض كان يقدم أعماله على المسرح القومى وكان هناك مسرح على الكسار وإسماعيل ياسين يعملون معًا بالتوازى.