الثلاثاء 4 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.طارق سعدة نقيب الإعلاميين فى حوار لـ«روزاليوسف»: هدفنا لم شمل الأسرة الإعلامية وليس العقاب

حوار ـــ د. مريم الشريف



أكد الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، أن النقابة تقوم بجهود كبيرة لضبط المشهد الإعلامي، مع وجود مرصد إعلامى يتابع الأداء الإعلامي، لافتًا إلى أن هدف النقابة هو لمّ شمل الأسرة الإعلامية وتقديم الخدمات للإعلاميين وليس العقاب.

وأضاف سعدة فى حواره مع «روز اليوسف» أن نقابة الإعلاميين لا تحمل أعضاءها أو المنتسبين إليها أى أعباء مالية زائدة عن تكلفة استخراج بطاقة العضوية أو تصريح مزاولة المهنة، فهى تقدم خدمات طبية دون أدنى اشتراك.

وأشار إلى أنه بعد عام 2011 كانت هناك فوضى عارمة فى الإعلام، إلى أن جاءت نقابة الإعلاميين وحاربت هذه الفوضى بالأرشفة وميثاق الشرف الإعلامي.

وعن هذه الأمور وغيرها يحدثنا فى نص الحوار التالى:

■  ما أبرز الجهود التى تقوم بها نقابة الإعلاميين حاليًا؟

- نحن نعمل فى ثلاثة اتجاهات: الأول ضبط المشهد الإعلامي، وله آلياته، ويشمل أرشفة الإعلاميين العاملين فى الحقل الإعلامى فى الإعلام الرسمى والخاص، المرئى والمسموع، لتقييدهم فى النقابة. 

وهناك طريقان للقيد، إما أن يتقدم الإعلامى للحصول على العضوية التى لها شروط تضمن حصوله على مؤهل عالٍ، وأن يكون حسن السير والسلوك وحاصلًا على تدريب مناسب، ونحن نقيم دورات تدريبية أيضًا إذا لم يكن قد حصل على تدريب.

أما من لم تنطبق عليه شروط القيد، فيتقدم للحصول على تصريح بمزاولة المهنة فى الشعب الخمس: «تقديم، إعداد، إخراج، تحرير، ومراسلة إعلامية»، بالإضافة إلى المشاهير مثل اللاعبين، المعلقين، الفنانين، والضيوف الدائمين فى البرامج.

والقانون يمنع ممارسة النشاط الإعلامى داخل جمهورية مصر العربية ويجرّم هذا الأمر إلا بعد القيد بالنقابة، كما يمنع ويجرّم الوسيلة الإعلامية التى تسمح لشخص بممارسة العمل الإعلامى دون القيد بالنقابة، وفقًا لنص المادة 89.

الثاني: تطوير أداء الإعلاميين العاملين فى المنظومة الإعلامية، حيث إن النقابة هى الجهة الوحيدة، وفقًا للقانون، التى تمنح الترخيص للعنصر البشرى فى الشعب الخمس، ليُطلق عليه «إعلامى» يمارس مهنة الإعلام داخل مصر.

الثالث: مساعدة الدولة المصرية والمجتمع فى القضايا ذات الأهمية الكبرى، مثل قضية محاربة الشائعات ومكافحتها، معركة الوعي، والتثقيف والتنوير المستمر للمجتمع. يتم ذلك من خلال ضمان تقديم رسالة إعلامية مهنية وصادقة.

■  كيف تم التوصل للشكل النهائى لميثاق الشرف الإعلامى؟

- استعنا بمواثيق الشرف الإعلامى الصادرة عن كبرى المؤسسات فى العالم، كان على رأسها ميثاق الشرف الإعلامى الخاص بالأمم المتحدة، ثم ميثاق جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مواثيق كبرى الدول المنادية بحرية الرأى والتعبير، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا، فرنسا، المكسيك، وإيطاليا.

قمنا بتشكيل لجنة من أساتذة متخصصين، سواء أكاديميين فى الجامعات المصرية أو خبراء تطبيقيين من كبار المخرجين والمذيعين والمراسلين، وعكفوا لمدة عام كامل حتى خرج ميثاق إعلامى شرفى نباهى به العالم. 

يتكون الميثاق من ثلاثة أبواب، وهى باب الحقوق، وباب الواجبات، وباب المبادئ العامة، وقد تضمنت المبادئ العامة محددات لا يجوز المساس بها، مثل الأمن القومى المصري، منع ازدراء الأديان، عدم الخوض فى الحريات الشخصية، وعدم تجريح الإعلاميين لبعضهم البعض. 

تم نشر الميثاق فى الجريدة الرسمية فى ديسمبر 2017.

■  ماذا عن عمل المرصد الإعلامى بالنقابة؟

- بالفعل، لدينا مرصد فى نقابة الإعلاميين يتابع الأداء والناحية التطبيقية للإعلاميين. يعمل فى المرصد أشخاص متخصصون ومدربون، ويصدرون تقارير وتفريغات للحلقات يوميًا. الهدف الأسمى لهذا المرصد هو متابعة الأداء المهنى للإعلاميين ومدى التزامهم بميثاق الشرف الإعلامي.

نحن كنقابة نهدف إلى لمّ شمل الأسرة الإعلامية، وتعزيز العلاقات الطيبة بين الإعلاميين أنفسهم، وبين الإعلامى والوسيلة الإعلامية التى يعمل بها. بالإضافة إلى ذلك، نحرص على تقديم خدمات متميزة للإعلاميين.

■  ما الخدمات التى تقدمها النقابة للإعلاميين؟

- نقابة الإعلاميين هى الوحيدة التى لا تفرض على أعضائها أو المنتسبين إليها أى أعباء مالية زائدة عن تكلفة استخراج بطاقة العضوية أو تصريح مزاولة المهنة.

لدينا أنشطة الحج والعمرة، حيث نقدم أرخص تكلفة للحج على مستوى الجمهورية، دون أى تربح. كما نوفر رعاية طبية شاملة بالبطاقة أو تصريح مزاولة المهنة دون أى اشتراك طبى.

يمكن للإعلامى الاستفادة من خدمات معامل التحاليل، كبرى المستشفيات، الصيدليات، ومراكز الأشعة، مع الحصول على الخصومات الخاصة بالنقابة، تشمل المظلة الطبية الزوج، الزوجة، الأبناء، والأبوين للزوجين دون أدنى اشتراك طبي.

إضافةً إلى ذلك، تشمل الخدمات عمليات التجميل مثل تبييض الأسنان وغيرها. كما أننا متعاقدون مع واحدة من أكبر ثلاث شركات على مستوى العالم فى مجال الرعاية الطبية، حيث تصل الخصومات إلى 70% أو 80%.

■  ما شروط عضوية النقابة؟

- يشترط أن يمارس الشخص مهنة الإعلام فى وسيلة إعلامية مرخص بها فى جمهورية مصر العربية، سواء كانت مرئية أو مسموعة، كما يجب أن يكون بينه وبين الوسيلة التى يعمل بها عقد عمل ورقم تأمينى فى أحد التخصصات الخمسة.

■  ماذا عن إنشاء النقابة لمركز مكافحة الشائعات؟

- بعد عام 2011، كانت هناك فوضى عارمة فى الإعلام، ومع إنشاء نقابة الإعلاميين، حاربنا هذه الفوضى من خلال الأرشفة وميثاق الشرف الإعلامى.

لكننا نواجه حاليًا فوضى عالمية فيما يخص الإعلام الرقمى أو الجديد، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، وما تتسبب فيه من شائعات وإثارة البلبلة فى المجتمعات.

بمراجعتى لقانون النقابة، وجدت أنه يتناول الإعلام الإلكترونى، لكنه يحتاج إلى مزيد من التفعيل ليكون للنقابة دور فعال فى الحد من فوضى وسائل التواصل الاجتماعى، لذلك، عملنا على إعداد استراتيجية نقابة الإعلاميين للسيطرة على فوضى السوشيال ميديا على مدى عامين كاملين، وركزنا على ثلاثة محاور:

 

محررة «روزاليوسف» تحاور نقيب الإعلاميين
محررة «روزاليوسف» تحاور نقيب الإعلاميين

 

 

الأول إنشاء مركز لمكافحة الشائعات، يتطلب مكانًا مجهزًا وكوادر مدربة وهيكلًا إداريًا وفنيًا، إضافة إلى تمويل مالي. كما تم وضع خطوات وإجراءات للنشر على الرأى العام عبر منصات هذا المركز. وقد أطلقنا منصات على سناب شات، فيسبوك، وموقع «إكس» تويتر سابقًا.

الثانى مكافحة المنشورات المتداولة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعى.

الثالث إجراء لقاءات مباشرة مع المؤثرين (الإنفلونسرز)، حيث نتحدث معهم ونشرح لهم القضايا المهمة فى المجتمع، مع تبادل الخبرات فى طرق الانتشار، فهناك مؤثرون تصل مشاهداتهم إلى مليارات، ولغة العصر تؤكد أن العالم أصبح قرية صغيرة، لذلك يجب أن نتكاتف كمصريين لنشر الوعى، الحقائق، والرسالة الإعلامية الصادقة.

ما دور النقابة تجاه منتحلى صفة الإعلامي؟

- منذ تولى المنصب فى عام 2017، واجهنا حالتين: الأولى منتحلو الصفة وهم  أشخاص يصفون أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعى بأنهم «إعلاميون» أو «إعلاميات».

 قمنا بإبلاغ مباحث الإنترنت لتحرير محاضر ضدهم، وأصدرنا بيانات تحذيرية عبر وسائل الإعلام، كما خاطبنا وسائل الإعلام لمنع أى شخص من ممارسة العمل الإعلامى دون القيد بالنقابة، وقد تم القبض على هؤلاء المنتحلين للصفة وإحالتهم للمحاكمة.

أما عن الكيانات الوهمية فهناك جهات تدعى أنها إعلامية، مثل حالة «كوافيرة» فى محافظة المنيا أنشأت «نقابة للإعلاميين» وقامت بتكريم إعلاميين وظهرت فى قنوات إعلامية.

كما فوجئت بشخص يكلمنى هاتفيًا مدعيًا أنه «نقيب إعلاميين سوهاج»، بدأنا مطاردة هذه الكيانات الوهمية التى استغلت الفراغ فى غياب نقابة للإعلاميين فى السابق، وركزنا على معالجة هذه الملفات بعد تأسيس النقابة.

■  ماذا عن التعاون بين النقابة والجامعات؟

- هذا الأمر موجود وعلى المستوى الشخصي، أنا عضو فى مجالس كليات الإعلام فى أكثر من جامعة، وأشارك فى مشروعات التخرج والدورات التدريبية. 

لدينا قناعة بأن التدريب هو أساس الحياة، لأنه أمر مهم للتطوير، حاليًا نركز على الإعلام الإلكتروني. 

كما استفدت من دراستى الأكاديمية فى عملي، سواء رسالة الماجستير التى تناولت الشائعات وساعدتنى فى إطلاق مركز مكافحة الشائعات، أو الدكتوراه التى كانت عن الإدارة الاقتصادية للوسائل الإعلامية والصحفية.

فى النقابة، نحن لا نحصل على أى تمويل من الدولة، ندير أنفسنا ذاتيًا، ونقوم بكل هذا الجهد وفقًا لإمكاناتنا المادية الذاتية.

منذ إنشاء النقابة فى عام 2017، لم نرفع الرسوم ولو بمليم واحد، بل نعتمد على جهودنا الشخصية وإدارتنا لمواردنا.

■  كيف ترى أزمة ياسمين الخطيب وداليا فؤاد؟

النقابة كيان أساسى هدفه الحفاظ على حقوق الإعلاميين وضبط المشهد الإعلامى لتقديم رسالة مهنية صادقة تليق بالجمهور المصرى والعربى.

الأخطاء موجودة فى كل المجالات، ونتعامل مع هذه الأخطاء وفقًا للقانون، فى أزمة ياسمين الخطيب، استدعيناها للتحقيق، وأقرت بخطئها، وتلقت عقوبتها، وقد اقتنعت بخطئها. 

نحن دائمًا نتخذ أدنى درجات العقوبة، ونقف بجانب الزملاء، لكن لا بد أن يكون هناك رادع.

الإجراءات العقابية لا نستخدمها إلا فى أضيق الحدود، فى البداية نحذر أكثر من مرة دون إعلان، ثم نصدر بيانات دورية لتذكير الجميع بوجود النقابة وأنها تعاقب المخطئين عند الضرورة.

نحن مؤسسة خدمية فى الأساس، تخدم المجتمع لتوصيل رسالة منضبطة وسليمة للإصلاح، وتساعد الزملاء فى الحصول على كل حقوقهم المهنية.

أما داليا فؤاد، فهى ليست إعلامية، وقد اتخذنا إجراءات قانونية ضدها.

■  ما عقوبة العمل الإعلامى دون القيد بالنقابة؟

- عقوبة الشخص تشمل الغرامة التى قد تصل إلى مائة ألف جنيه والحبس وفقًا للقانون، كما أن الوسيلة الإعلامية تعرض نفسها للغرامة، وقد تصل العقوبة إلى الإغلاق.

لذلك، نناشد كل وسائل الإعلام بعدم السماح لأى شخص بممارسة العمل الإعلامى إلا بعد القيد أو الحصول على تصريح.

■  30 عامًا على مشوارك الإعلامي.. فهل هناك عودة للشاشة؟

- قرارى بالتوقف عن عملى كمقدم برامج كان شخصيًا، ولم يطلب منى أحد ذلك، فلا يجوز كنقيب للإعلاميين أن أستمر فى عملى كمذيع، لا يمكن لحكم فى ملعب أن يكون لاعبًا فى نفس الوقت ويجرى وسط اللاعبين»، لكنى أحترم المكانة وما منحته لى الدولة المصرية.

■  أيّهما الأقرب لك: الراديو أم التليفزيون؟

- لا يوجد شىء يلغى ما قبله، عندما بدأت العمل فى التليفزيون، لم يُلغِ ذلك سحر الإذاعة، وإذا جاء الإعلام الجديد والمنصات الرقمية، فإنه لا يلغى الإعلام التقليدي. 

عمل المذيع فى كل أنواع الإعلام أمر مميز، فالإعلام هو تراكم خبرات ومواقف تشكل شخصية الإعلامى.

بدأت فى الإذاعة، ثم انتقلت إلى القنوات المتخصصة، كان آخرها قناة النيل للرياضة كمقدم لبرنامج «ستاد النيل». 

كما عملت كمراسل لفترة فى القناة الأولى بالتليفزيون السعودي، وشاركت فى تأسيس قناة المجد، وعملت على أفلام تسجيلية من إخراج وتقديم وكتابة نصوص بلغات مختلفة لاتحاد الصناعات، إضافة إلى عملى كمعلق صوتى للإعلانات.

■  كيف توازن بين عملك كنقيب للإعلاميين وعضوية مجلس الشيوخ والجامعة؟

النجاح له طريق واحد، والشخصية الناجحة تحمل سمات ثابتة تؤهلها للنجاح فى كل شىء، ربنا يمنحنا القوة لأننا لا نسعى إلا لمصلحة الوطن ورضا الله وزملائنا.

العمل البرلمانى مشوق، خاصة مع التدخل فى صياغة مواد القوانين والنقاشات فى اللجان الفرعية، أحب أيضًا مجال الإعلام، حيث أجد فيه التفكير وأهم شيء التنفيذ.

بالإضافة إلى ذلك، أعمل فى الجامعات كعضو فى مجلس كلية إعلام بنين جامعة الأزهر، وعضو مجلس أمناء جامعة مصر، وعضو مجلس كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر.

عملى فى نقابة الإعلاميين تطوعى بالكامل ولا أتقاضى عنه أى أجر، كذلك النقابة لم تحصل على أى أموال من الدولة، ولم يتم رفع رسوم الاشتراك منذ نشأتها فى عام 2017، بفضل إدارة اقتصادية حكيمة، وعملى فى جامعة الأزهر أيضًا تطوعى لوجه الله.