دعم عربى ودولى لموقف مصر والأردن الرافض للتهجير
5 وزراء خارجية عرب يقدمون مذكرة للخارجية الأمريكية لإشراك الفلسطينيين فى إعمار غزة
![](/UserFiles/News/2025/02/06/435361.jpg?250208190000)
عبدالوكيل أبو القاسم ومحمود محرم ونورالدين أبو شقرة وأحمد زكريا
جاء الموقف المصرى ردًا على فكرة تهجير الفلسطينيين حاسمًا، حيث أعلنت “القاهرة” على المستوى الرسمى والشعبى رفضها لأى عمليات تهجير لأهالى غزة من أراضيهم، علاوة على تأييد عدد من الدول العربية والغربية موقف القاهرة، إذ أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن خمسة وزراء خارجية عرب ومسئولا فلسطينيا كبيرا، بعثوا رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو يعارضون فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة.
وتضمنت الرسالة طلبًا بإشراك الفلسطينيين فى عملية إعادة إعمار غزة، بدلا من تهجيرهم، خاصة أن الشرق الأوسط مثقل بالفعل بأكبر عدد من النازحين واللاجئين فى العالم.
وأضاف الوزراء العرب فى رسالتهم: «يجب أن نكون يقظين حتى لا نزيد من خطر الاستقرار الإقليمى من خلال المزيد من النزوح، حتى لو كان مؤقتا لأنه يزيد من خطر التطرف والاضطرابات فى المنطقة ككل»، مشددين على أن أى إعادة إعمار فى غزة يجب أن تتم بمشاركة السكان الفلسطينيين.
وحذر الوزراء العرب، “روبيو” من احتمال ترحيل الفلسطينيين من قبل إسرائيل، رغم أن الفلسطينيين لا يريدون مغادرة أرضهم، متابعين: «نحن ندعم موقفهم بشكل لا لبس فيه، خاصة أن مثل هذه الخطوة ستضيف بعدا خطيرا جديدا للصراع».
وأكدت الرسالة ضرورة أن يتم إعادة الإعمار فى غزة من خلال التفاعل المباشر مع أهالى غزة ومشاركتهم، حيث سيعيش الفلسطينيون فى أرضهم ويساعدون فى إعادة بنائها، ومشددة على عدم إخراجهم من أرضهم فى أثناء إعادة الإعمار، حيث يجب أن يشاركوا بفاعلية فى العملية بدعم من المجتمع الدولى.
وفى السياق ذاته، شددت المملكة العربية السعودية من جديد على دعمها “الثابت” لقيام دولة فلسطينية، مؤكدة أن موقف بلادها من قيام الدولة الفلسطينية «راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مزايدات».
وأكدت المملكة أنها لن تتوقف عن عملها الدؤوب فى سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك».
كما أكدت تركيا دعمها للموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين، حيث قال وزير الخارجية التركى هاكان فيدان: «نعارض جميع المحاولات التى تهدف لطرد الفلسطينيين من وطنهم الأم، وسنتعاون مع مصر فى رفض إخراج الفلسطينيين من أراضيهم».
بينما علق وزير الخارجية البريطانى، ديفيد لامى، على تصريحات الرئيس الأمريكى، ترامب، قائلًا: «يجب ضمان مستقبل مشرق للفلسطينيين فى وطنهم، وأن يتمكنوا من العيش فى أمان وازدهار فى كل من غزة والضفة الغربية، هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومستدام فى المنطقة».
وأكد وزير الخارجية البريطانى، رفض تصريحات ترامب التى أدلى بها خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، معتبرًا أن «الفلسطينيين يجب أن يزدهروا فى غزة والضفة الغربية».
وفى أول رد فعل من روسيا على تصريحات الرئيس، أكد الكرملين أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا بحل الدولتين، وأن أطروحات تهجير الفلسطينيين من غزة، هى تعبير عن ثقافة إلغاء قرارات مجلس الأمن.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تعارض التهجير القسرى لسكان القطاع، مضيفًا أن “بكين” تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.
وكانت فرنسا وألمانيا، قد أعلنتا فى وقت سابق رفضهما خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدتين خطورة المقترح على استقرار المنطقة.
من جانبه، قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن قرار اجتماع “السداسية العربية” بدعوة من مصر يؤكد صلابة وقرار القيادة المصرية وتحملها الكثير من أجل الحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطينى، وتأكيدًا على دعم الجهود المبذولة لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من القطاع والرفض التام لأى محاولات لتقسيم غزة، مشددًا على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية لتولى مهامها فى قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولى بمعالجة الكارثة الإنسانية التى تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلى.
وتابع الرقب، أن التصدى لقرار الإدارة الأمريكية بالسماح بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار فى قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، يعد نقطة مضيئة فى الصراع العربى الإسرائيلى.
ورحب “الرقب” بقرار القيادة المصرية، بالتصدى لمثل هذه القرارات خصوصا وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن منذ اليوم الأول للحرب أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، وأنه لن يقبل بقرار التهجير سواء كان قسرًا أو طواعية، للحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطينى وحتى لا يتم تصفية القضية الفلسطينية.
فى سياق متصل أكد جمال عبدالجواد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن مخطط تهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه خطير للغاية، لأنه يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وهذا ما ترفضه الدولة المصرية بشكل واضح وصريح، سواء على مستوى القيادة السياسية أو على المستوى الشعبى.
وأضاف «عبدالجواد»، أن كل فئات الشعب المصرى تواجدت أمام معبر رفح دعمًا لموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى برفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وهذا المشهد تابعه العالم كله وأظهر أن الشعب المصرى بكل أطيافه وفئاته يرفض التهجير ويتوافق فى ذلك مع القيادة السياسية المصرية.
وتابع: «عملية التهجير وفقًا للقانون الدولى تعتبر جريمة من جرائم الحرب»، لافتًا إلى أنه من مصلحة المجتمع الدولى أن يكون هناك وقفة ضد التهجير لما قد يترتب عليه من تداعيات خطيرة.
وأشار اللواء نصر سالم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إلى أن الوقفة التضامنية أمام معبر رفح، أكبر دليل على المساندة الشعبية لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتؤكد قوة القرار المصرى ومدى تمسكه بالوقوف بجانب الشعب الفلسطينى ومنع تصفية القضية الفلسطينية، وخصوصًا مشاركة كل الأحزاب السياسية، التى تعكس الرفض المصرى القاطع لأى محاولات تهجير الفلسطينيين قسريًا.
ولفت “سالم”، إلى أن تهجير الفلسطينيين، سواء كان قسريًا أو طوعيًا، واقتلاعهم من أراضيهم، يمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القيادة المصرية تؤيد حق الفلسطينيين فى العودة إلى أراضيهم، وهذه المواقف ثابتة وغير قابلة للتغيير.
قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن غزة مدمرة، يعد اعترافا واضحا بأن إسرائيل ارتكبت هذه الجريمة بتدمير القطاع، وبالتالى إعلان ترامب الآن بضرورة خروج السكان وتهجير شعب من أرضه غير مبرر ولن يقبله أحد، لا سكان القطاع أو المجتمع الدولى، أو حتى مصر والأردن وهو يتحدث بثقة كبيرة أن مصر والأردن سيقبلان بقرار استقبال شعب فلسطين.
وتابع: «المقترح الأمريكى ليس مجرد زلة لسان، بل كررها الرئيس الأمريكى فى ولايته الأولى، عقب اعترافه بإسرائيل، فهو عازم على تنفيذ هذا المخطط منذ فترة طويلة، ويعتقد أن على مصر والأردن قبول القرار بل والعمل على تسهيله»، موضحًا أن تصريحات ترامب الآن فى حقيقة الأمر تكشف عن مخطط خطير لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسرى للسكان، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى.
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ إن تصريحات دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأردن ومصر غير مقبولة، مشيرا إلى أن مصر كانت وما زالت وستظل صاحبة حق السيادة على أراضيها، معربا عن تأييده للموقف المصرى الرافض لمقترح تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.
وأشار سعيد لـ«روزاليوسف» إلى أن الدول العربية تعانى من انقسامات واضحة؛ وبينما تمر بعض الدول بأزمات داخلية مثل سوريا واليمن، استطاعت دول أخرى مثل مصر وتونس تجاوز التحديات وتعزيز استقرارها، داعيا إلى بناء تحالف عربى قائم على المصالح المشتركة والقوة وليس على اتفاقات عابرة، مؤكدا أن العالم العربى يحتاج إلى منظومة متكاملة للتصدى لمخاطر الإرهاب والتوسع الإسرائيلى، وضرورة اعتماد الدول العربية على قدراتها الذاتية بدلا من الاعتماد على الدعم الخارجى.
وأضاف سعيد أن الحل الأمثل يكمن فى تطبيق مبدأ حل الدولتين، عبر إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، مع ضرورة بناء مؤسسات حكومية قوية لضمان الإدارة الفعالة للدولة، كما أشار إلى أهمية تجديد القيادة الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام التى استمرت لعقود، وضبط أى تنظيمات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة.
أوضح أستاذ العلوم السياسية طارق فهمى أن هناك جهودا متواصلة من الجهات الأمريكية والإسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع بهدف تسريع تنفيذ خطة التهجير القسرى والسيطرة على الأراضى الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وتصريحات ترامب كشف بجلاء عن عدم قدرة الإدارة الأمريكية على وضع رؤية متكاملة لحل القضية الفلسطينية، وهو ما يتناقض مع الروايات المتداولة فى وسائل الإعلام الأمريكية والعربية، وقد واجهت تصريحات ترامب الأخيرة رفضا واسعا، مما يدل على غموض الطروحات المطروحة فى هذا السياق.
وأكد فهمى لـ«روزاليوسف» أن القاهرة تشكل المرجع الأساسى للمواقف العربية فى مواجهة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على رفض مصر التام لأى سيناريو يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما أوضح أن الجهود الحالية تتركز على إعادة إعمار قطاع غزة كخطوة لتحقيق الاستقرار وتهدئة الأوضاع.
صرح الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، بأن مصر تتبنى استراتيجية واضحة لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، معتبرا أن حل الدولتين هو السبيل الأمثل لإنهاء النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، مشيرا إلى أن الدولة المصرية، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسؤولية، نجحت فى إقامة تحالفات قوية تعزز الأمن القومى عبر الجمع بين الدبلوماسية الناعمة والحازمة.
كما أكد فارس لـ«روزاليوسف» أن مصر لن تقبل بأى تهديد يمس أمنها القومى، سواء من الجماعات المسلحة فى الغرب الليبى أو على حدود السودان، أو من محاولات إسرائيلية لفرض تهجير قسرى على الفلسطينيين. وفى ضوء هذا الموقف الثابت، تعلن مصر مجددا دعمها المطلق للحقوق الفلسطينية ورفضها التام لأى خطوات تهدف إلى تغيير هوية الفلسطينيين أو المساس بأرضهم.
واستكمل فارس بأن نتنياهو عندما توجه إلى واشنطن كان مدركا لوجود قاعدة تأييد واسعة له من الحزب الجمهورى، مشيرا إلى أن الحزبين الديمقراطى والجمهورى يتفقان فى دعم إسرائيل رغم اختلافهما فى أساليب التأييد، ونتنياهو يعلم جيدا أنه تحت إدارة ترامب سيحصل على مزايا أكثر.
أعرب الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية عن رفضه التام لتصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر أو الأردن، واصفا إياها بأنها تهديد خطير للأمن القومى المصرى والعربى.
وأكد فرحات لـ«روزاليوسف»، أن هذه التصريحات تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطينى وتتنافى مع الشرعية الدولية، حيث تنتهك سيادة الدول وحقها فى تقرير مصيرها، مشددا على أنه لا يمكن التلاعب بالقضية الفلسطينية أو استخدامها كأداة لتحقيق مصالح سياسية، خاصة فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية المعمول بها.
وأشار فرحات إلى الدور المحورى لمصر فى دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر الجهود الدبلوماسية والسياسية أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية لأهالى غزة، مؤكدًا أن مصر ستظل صامدة فى مواجهة أى محاولات لفرض حلول قسرية أو تغيير ديموغرافية الأراضى الفلسطينية، كما اعتبر أن تصريحات ترامب تأتى ضمن مساع لإرباك الحسابات المصرية وإضعاف دورها الإقليمى، مما قد يؤدى إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة بأسرها.
أدانت نقابة الصحفيين بكل قوة موقف الرئيس الأمريكى ترامب وتصريحاته، التى تضمنت إشارات غير مقبولة حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، كجزء من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وتجاوزًا للقرارات الدولية، التى تؤكد حقه فى إقامة دولته المستقلة على أرضه.
وأشادت نقابة الصحفيين بصمود الشعب الفلسطينى فى غزة، وتمسكه بأرضه، ورفضه الرحيل عنها تحت أى دعوى، كما تدعم أيضًا الموقف الرسمى المصرى، الذى عارض منذ بداية العدوان مخطط التهجير، وإجبار الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم قسرًا، أو طوعًا كطريق لتصفية القضية، الذى أعلنت عنه مؤسسات الدولة فى أكثر من مناسبة.
ودعت نقابة الصحفيين الحكومتين المصرية والأردنية إلى اتخاذ كل الإجراءات، التى من شأنها وأد هذا المخطط، مؤكدة دعمها الكامل للشعب الفلسطينى، الذى دفع من دمائه ثمنًا كبيرًا للدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة.
كما دعت نقابة الصحفيين المجتمع الدولى، وكل المؤسسات والأطراف الفاعلة فى هذا الملف للإعلان عن موقفها الرافض لما طرحه الرئيس الأمريكى، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للرد عليه، لافتة إلى أن السعى لتنفيذ هذا المخطط سيصعد الأزمات فى المنطقة.
وجددت نقابة الصحفيين، إدانتها للصمت والتواطؤ الدولى على المجازر بحق المدنيين فى غزة، ومطالبتها بمحاكمة مجرمى الحرب الصهاينة أمام الجنائية الدولية، فإنها تشدد على أن جريمة الإبادة، التى تمت بمعاونة أمريكية لن تكون بابًا لاستكمال المخططات الصهيوأمريكية لتصفية القضية، وطرد الشعب الفلسطينى من أرضه، مشددة على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يتمثل فى إنهاء كل أشكال الاحتلال الإسرائيلى، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.