معرض القاهرة الدولى للكتاب
فى دورته الـ 56 نجاح مبهر وحضور جماهيرى غير مسبق
![](/UserFiles/News/2025/02/06/435366.jpg?250208190000)
خالد بيومى ورانيا هلال ومروة مظلوم
اختُتمت فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى أُقيمت فى الفترة من 23 يناير إلى 5 فبراير 2025، تحت شعار “اقرأ... فى البدء كان الكلمة”، بعد أن قدمت دورة هذا العام تجربة ثقافية استثنائية شهدت العديد من المبادرات والفعاليات التى لاقت إقبالًا جماهيريًا واسعًا.
أطلقت وزارة الثقافة خلال المعرض العديد من المبادرات البارزة، أبرزها مبادرة “المليون كتاب” التى استهدفت توزيع مليون كتاب مجانًا على مختلف المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية. كما تم تدشين منصة الكتب الإلكترونية، وهى خطوة هامة نحو مواكبة التطورات التكنولوجية، لتوسيع دائرة الوصول إلى المعرفة.
من خلال أجنحة مبتكرة مثل جناح الناشرين الجدد، جناح الكتب المخفضة، وجناح الطفل، تمكن المعرض من جذب الجمهور المتنوع، حيث حظيت جميع الفئات العمرية بتجربة ثقافية غنية. كما سجل المعرض هذا العام أرقامًا قياسية فى عدد الزوار، مما يعكس دوره الحيوى فى نشر الثقافة وتعزيز القراءة.
فى ظل هذه الفعاليات المتميزة، أكدت الدورة الـ56 للمعرض على مكانته الكبيرة كأحد أبرز المعارض الثقافية فى العالم العربى، بما يعكس التزامه المستمر بتعزيز الفكر وفتح آفاق جديدة للمعرفة.
مبادرة «المليون كتاب»
أطلقت وزارة الثقافة المصرية مبادرة «المليون كتاب»، التى تهدف إلى توزيع مليون كتاب مجانًا فى مختلف المجالات ولجميع الفئات العمرية. تم توزيع هذه الكتب على مؤسسات حكومية وأكاديمية، مثل وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالى، وزارة الشباب والرياضة، وزارة التضامن الاجتماعى، جامعة الأزهر، والكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين بهدف تعزيز الوعى ونشر الثقافة بين جميع فئات المجتمع من خلال توفير مصادر معرفية متنوعة تسهم فى بناء مجتمع مثقف وواعٍ، وأيضا دعم المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية: بتزويدها بمواد ثقافية قيمة تدعم رسالتها فى نشر المعرفة.
تم توزيع الكتب خلال احتفالية ثقافية عقدت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث تُسلم الكتب بعد فرزها وتجهيز المجموعات الخاصة بكل جهة.
شاركت فى تنفيذ هذه المبادرة جميع القطاعات المسؤولة عن النشر فى وزارة الثقافة، بما فى ذلك :الهيئة المصرية العامة للكتاب، الهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومى للترجمة، صندوق التنمية الثقافية، دار الكتب والوثائق القومية، المجلس الأعلى للثقافة.
منصة للكتب الإلكترونية
فى إطار مواكبة التطورات التكنولوجية، أُطلقت منصة الكتب الإلكترونية لإصدارات وزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تهدف هذه المنصة إلى إتاحة عدد من إصدارات قطاعات وزارة الثقافة فى مختلف المجالات للجمهور مجانًا، مما يتيح للجمهور الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب إلكترونيًا، ويعزز نشر المعرفة بوسائل حديثة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير المنصة الرقمية للمعرض لتقديم خدمات متعددة، منها حجز التذاكر إلكترونيًا، وميكنة خدمات الناشرين، وإطلاق بوابة إخبارية لجريدة “القاهرة”، ومنصة رقمية للمجلات الثقافية والعلمية. كما تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مشاريع مثل تلخيص موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، وتطوير صفحة إلكترونية للإجابة عن أسئلة تتعلق بسلسلة “فى بحور العلم” للدكتور أحمد مستجير.
جناح الناشرين الجدد
تم تخصيص جناحين مجانيين للناشرين الجدد، كل منهما بمساحة 45 مترًا مربعًا، فى صالتى 1 و4. يستهدف هذا الدعم دور النشر التى لم يتجاوز عدد إصداراتها 100 عنوان، بهدف تشجيعهم على المشاركة فى هذا الحدث الثقافى البارز دون تحمل تكاليف إيجار الأجنحة.
بالإضافة إلى ذلك، تم استحداث قاعة سادسة مخصصة لبيع الكتب بأسعار مخفضة، تضم سور الأزبكية وتتيح لجميع دور النشر المصرية والعربية عرض كتبها بأسعار مناسبة، مما يعزز من انتشار الثقافة والمعرفة بين الجمهور
جناح الكتب المخفضة
تم تخصيص صالة رقم 6 لعرض الكتب المخفضة، وهى مبادرة تُقام لأول مرة بهدف تلبية احتياجات القراء من مختلف الفئات. تضم هذه الصالة العديد من دور النشر المصرية والعربية التى تقدم كتبًا بأسعار مخفضة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد جناح خاص تابع للهيئة المصرية العامة للكتاب يعرض مئات العناوين فى مختلف المجالات بأسعار تبدأ من جنيه واحد. كما قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى صالة رقم 1 كتبًا وسلاسل مهمة للأدب العالمى المترجم بأسعار تبدأ من جنيهين. ويشهد جناح سور الأزبكية إقبالًا ملحوظًا، حيث يتميز بتقديم كتب نادرة بأسعار رمزية.
وللمهتمين بالكتب الأجنبية، تم تخصيص جناح خاص يقدم خصومات تصل إلى 75% على مجموعة متنوعة من الكتب العلمية، وكتب التاريخ، والتصميمات الهندسية، والسير الذاتية، والكتب الرياضية والفنية، وكتب الرحلات والسفر، بالإضافة إلى قصص وكتب الأطفال المتنوعة.
استقطب هذا الجناح عددًا كبيرًا من الزوار، حيث قُدمت كتب مستعملة وجديدة بأسعار مناسبة، مما أتاح للقراء فرصة الحصول على إصدارات متنوعة بأسعار مخفضة.
جناح الطفل
أقيم جناح للطفل فى القاعة رقم 5 مقدما مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات المصممة لتنمية مهارات الأطفال وتعزيز وعيهم الثقافى والاجتماعى منها:
ورش فنية: تتضمن أنشطة مثل صناعة التاج بالفوم، الرسم على الوجه، فن الأوريجامى، وصناعة الإكسسوارات بالخرز. كما تُنظم ورش مبتكرة لإعادة تدوير بقايا القماش، تصميم أشكال حيوانات من الكرتون، والطباعة على القماش.
ركن الملاهى: يوفر بيئة آمنة وممتعة للأطفال، مع مجموعة متنوعة من الألعاب الترفيهية والتفاعلية المناسبة لمختلف الأعمار. تُتاح الألعاب مقابل تذكرة رمزية بقيمة 10 جنيهات، تسمح بالدخول غير المحدود لجميع الألعاب دون التقيد بعدد معين من الجولات أو فترة زمنية محددة.
أنشطة تفاعلية: يشهد الجناح إقبالًا كبيرًا من الأطفال للمشاركة فى ورش تفاعلية تهدف إلى تنمية مهاراتهم الإبداعية وتعزيز وعيهم الثقافى والاجتماعى.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص الجناح على تقديم مجموعة متنوعة من الكتب المناسبة للأطفال، بما فى ذلك الكتب التعليمية، القصص الدينية، وروايات الجيب، لتلبية اهتمامات الأطفال المختلفة وتعزيز حبهم للقراءة.
أبرز الندوات
تضمن البرنامج الثقافى للمعرض ما يقرب من 600 فعالية متنوعة، شملت ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية. من بين الندوات البارزة:
“أحمد مستجير: شاعر العلم والإبداع”: سلطت الضوء على إسهامات الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض لهذا العام، فى مجالى العلم والأدب.
“جامعة القاهرة: 100 عام من العطاء”: ناقشت تاريخ جامعة القاهرة ودورها فى خدمة المجتمع المصرى.
“مستقبل الثقافة الرقمية فى مصر”: تناولت التطورات فى مجال التحول الرقمى وتأثيرها على الثقافة المصرية.
“السينما والذكاء الاصطناعى”: بحثت تأثير التكنولوجيا الحديثة على صناعة السينما.
“الثورة الصناعية الخامسة: ماهيتها، فرصها، وتحدياتها”: ناقشت التحولات المستقبلية فى مجالات الصناعة والتكنولوجيا.
الإقبال الجماهيرى:
شهد المعرض إقبالًا جماهيريًا كثيفًا، بحسب التقارير الرسمية بلغ عدد الزوار فى اليوم الثانى عشر نحو 375,454 زائرًا، ليتخطى عدد الزوار خلال أيامه الخمسة ملايين زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور، وهو ما يُجسد مدى الإقبال الجماهيرى الكبير الذى تحظى به فعاليات هذه الدورة منذ انطلاقها. هذا الإقبال يعكس مكانة المعرض كأحد أبرز الأحداث الثقافية فى المنطقة.
تُجسد هذه المبادرات والفعاليات التزام معرض القاهرة الدولى للكتاب بتعزيز الثقافة ونشر المعرفة، ودعم المواهب الجديدة، ومواكبة التطورات التكنولوجية فى مجال النشر.
الفعاليات الثقافية: تضمن المعرض أكثر من 600 فعالية، شملت ندوات أدبية، حوارات فكرية، وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين من مصر والعالم العربى.
ردود فعل
أعرب العديد من الزوار عن رضاهم عن التنظيم والتنوع فى الفعاليات والأنشطة المقدمة. كما أشادوا بالمبادرات الجديدة، مثل جناح الكتب المخفضة، التى أتاحت لهم فرصة اقتناء كتب قيمة بأسعار مناسبة.
شهد معرض الكتاب فى دورته الحالية زخما كبيرا من الإصدارات المتنوعة وهنا استطلاع لآراء بعض الناشرين عن الكتب الأكثر مبيعا.
أحمد رشاد مسئول النشر بالدار المصرية اللبنانية يرى أن هناك إقبالا من الجمهور على روايات أدب الرعب والخيال العلمى. ومنها رواية «ذبابة زرقاء» للكاتبة نهى داود ورواية «بخلاف ما سبق» للروائى عزت القمحاوى ورواية «صيف سويسرى» للكاتبة العراقية إنعام كجه جى الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
أما مدير نشر بيت الحكمة المترجم أحمد سعيد فيشيد بحركة البيع فى جناح الدار التى وصفها بالجيدة، ومن أبرز الكتب رواجا لديه بورتريهات خيرى شلبى التى صدرت تحت عنوان «أعيان مصر»، وكذلك الأعمال القصصية الكاملة للسيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة وكتاب «دعاة عصر مبارك» للكاتب الصحفى وائل لطفى.
أما محمد عبد القادر مدير النشر فى دار أقلام عربية فذكر أن أكثر الكتب رواجا كتاب» اعتن بدماغك» وهو كتاب مترجم فى حقل الصحة النفسية والارتقاء بالعقل وايضا كتاب «السطوة ٤٨ قانون القوة» للكاتب العالمى روبرت جرين وهو من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم، ومن الروايات الرائجة روايات «مهنة سرية» و«أشباح بروكسل» و«عرش على الماء».
أما محمد شوقى مدير النشر فى دار الكرمة فيشيد بحجم المبيعات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة ومن أكثر الروايات مبيعا لديه رواية «قنبلة للاستخدام الشخصى» للكاتبة ميرنا المهدى، ورواية «سيوف الآخرة» للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى وكتاب «أخوية الطبقة المتوسطة فى وداع الأربعينات» للكاتب عمر طاهر.
أما مدير النشر فى دار ريشة حسين عثمان فيرى أن نسبة الإقبال على الشراء لا تتناسب مع الإقبال الجماهيرى الكبير فالدورة الحالية متميزة على مستوى التنظيم والمبيعات ومن أكثر الكتب توزيعا لديه كتاب « زيارة إلى متحف الأبدية « للكاتب الصحفى أحمد صلاح فتحى ورواية «سكولا» لمحمد حسين أبوزيد.
أما أحمد سعيد عبد المنعم مسئول النشر فى دار الربيع فيرى أن أكثر الكتب رواجا فى جناح الدار مؤلفات الكاتبة درية شفيق ومنها « رحلتى حول العالم» « والمرأة المصرية من الفراعنة إلى اليوم»، ومن كتب عصر النهضة المطلوبة «الإسلام والمدنية» للإمام محمد عبده.