الجيش الأبيض شهداء على جبهات الحرب والجوائح

محمود جودة
يقف الجيش الأبيض مرابطًا على الجبهة، أثناء الحروب، وخلال مواجهات الدولة للإرهاب، كذلك خلال الجوائح والأوبئة التى تمر بها مصر والعالم، من حين لآخر، ليقف جنوده مسلحين كلٍ فى مجاله، فجندى «العلوم الصحية» يستقبل المريض فى الإسعافات الأولية والخدمات الطارئة، ويجرى له الفحوصات اللازمة من أشعة وتحاليل طبية، ليتمكن الطبيب من وضع التشخيص الدقيق للحالة الطبية، مستعينًا بالفحص الإكلينيكى والتقارير الفحوصات، ثم ينفذ التمريض التعليمات الصادرة من الطبيب لإنقاذ الحالة، بجانب مساعدته فى تلقى العلاج وإجراء التدخلات الطبية المختلفة.
الأطباء على الجبهة 1973
منذ عام 1973، وقف الأطباء جنبًا إلى جنب على الجبهة مع الجنود والضباط، لإنقاذ المصابين، خاصة فى ظل فترات صعبة، وبأقل الإمكانات، وفى هذا الصدد، خلدت نقابة أطباء مصر لوحة شرف بأسماء شهداء الأطباء فى حرب السادس من أكتوبر 1973، العاشر من رمضان 1393 هجرية، الذين تحركوا تحت خط النار، لإنقاذ الجرحى.
وحملت جدارية دار الحكمة اسم 17 شهيدًا، ضربوا أروع الأمثلة للتضحية والتفانى فى سبيل الوطن، ليخلدوا أسماءهم بحروف من نور، وهم الأطباء لويس عجايبى، وعادل أبوسنة، ورشاد مرزوق، وفتحى حلاوة، وحسين صبرى، وكمال لبيب شنودة، وسمير وهبة كراس، وشريف رمزى، ونبيل فهمى، ومجدى زكى مسعود، وصفوت زارع محروس، والسيد قاسم، وحسن شيبوب، وحسن محمد رشدى، ونبيل عبدالحميد الحمامى، ومحمد أيوب حسين، ورضا غالى.
ووثق الكاتب عمر طاهر، فى كتابه «صنايعية مصر» الفصل رقم 13، نماذج مشرقة من العمل الميدانى للجيش الأبيض بمستشفى السويس خلال الحرب، خاصة بعد استهداف العدو الاسرائيلى وقتها سيارات الإسعاف، لتعيق إخلاء الجرحى إلى مستشفيات القاهرة.
دور بطولى لإنقاذ الفلسطينيين
حديثًا، وقف أطباء مصر على الحدود الشرقية، بمعبر رفح، مستقبلين الجرحى والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، ضحايا العدوان الغاشم على قطاع غزة، واصطفوا فى المنشآت الصحية بشمال سيناء، ليقوموا بجهود استثنائية فى إسعافهم وإنقاذ الحيوات، ولم يتوانوا لحظة فى سبيل تقديم الخدمة الصحية فى الظروف الاستثنائية، وبجانبهم فرق العلوم الصحية والتمريض، جنبًا إلى جنب، لخدمة المرضى والمصابين.
الجوائح والأوبئة
بخلاف العمليات العسكرية، ومواجهة الإرهاب، يقف الفريق الطبى حائط صد ضد الأوبئة والأمراض والجوائح المختلفة، وخلال الربع قرن الأخيرة، تباينت الجوائح ما بين أنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، وآخرها فيروس كورونا ومتحوراته، ذلك الفيروس الجديد الذى أودى بحياة الملايين فى العالم وأصاب مئات الملايين، وحسب وزارة الصحة، بلغ عدد شهداء الأطباء خلال عملهم بسبب كورونا 115 طبيبًا، هذا فى الوقت الذى أكدت فيه نقابة أطباء مصر أن 500 شهيد كانوا ضحية الفيروس اللعين، الذى تطلب المواجهة بآليات ومعايير جديدة لمكافحة العدوى، والالتزام بإجراءات احترازية ووقائية خاصة، ومع ذلك كان الفيروس يخترق الأجساد ويسقطها بعد النيل منها.
ودشنت نقابة أطباء الاسكندرية، لوحة شرف تذكارية، تضمنت أسماء 119 شهيدًا من بين الأطباء فى جائحة كورونا، تخليدًا لذكراهم، حيث لم يتركوا أرض المعركة، وضحوا بحياتهم للدفاع عن جموع الشعب، ضد فيروس غير معلوم طبيعة مواجهته.
وفى الوقت ذاته، أعلنت نقابة العلوم الصحية، أنه رغم سقوط 450 شهيدًا من صفوف أبنائها، بسبب فيروس كورونا، ظل يتحملون المسئولية فى جميع الميادين منذ ظهور الفيروس، من خلال الاستمرار فى إجراء الفحوصات للمصابين بالعدوى، ما يعرّضهم للعدوى ليل نهار، كما أكدت نقابة التمريض وقتها أن عدد شهداء التمريض جراء كورونا قارب الـ 200 شهيد.