جريمة حرب
إسرائيل تستأنف معركة «الإبادة والتطهير العرقى» فى غزة

نورالدين أبوشقرة
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى انتهاكها الواضح لكل القوانين والأعراف الدولية، حيث ارتكبت مجزرة جديدة فى قطاع غزة، أسفرت عن سقوط المئات من الضحايا والمصابين إذ قامت «تل أبيب» بشن غارة جوية على القطاع فى خرق واضح لاتفاقية وقف إطلاق النار، حيث تسببت الغارة الدموية فى مقتل 400 شخص حتى الآن، الأمر الذى يؤكد سعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إلى استمرار عملية الإبادة للشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه.
من جانبه قال السفير السابق رخا أحمد حسن، إن الاحتلال الإسرائيلى لم يجد صعوبة فى استئناف غاراته الهمجية، خصوصًا وأنه لم يعاقب على مدار 15 شهرًا من عمليات القتل والإبادة، فما الذى يمنعه من استئناف غاراته مرة أخرى؟، لذا على الدول العربية والمجتمع الدولى التفكير فى خطوة أخرى غير إصدار البيانات، مضيفًا:» يجب أن تكون هناك عقوبات اقتصادية، مثل التى فرضت على روسيا فى حربها على أوكرانيا، لكن منهج إصدار البيانات فقط لن يوقف هذا العدوان بل سيستمر لفترة طويلة».
وتابع «رخا»، فى تصريحات خاصة لـ»روزاليوسف»، أن مباركة «واشنطن» للغارة الإسرائيلية أكبر دليل على التوافق بين الإدارة الأمريكية وحكومة اليمين المتطرف، مؤكدًا أنه ليس من المنطقى الإصرارعلى الإفراج عن الرهائن بمن فيهم الأمريكان دون تقديم ضمانات بإجلاء القوات الإسرائيلية عن قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثالثة، ما يعد دليلًا على وجود نية مبيتة لشن مثل هذه الغارات الغاشمة.
وأضاف السفير السابق، أن «ترامب» قال إنه سيجبر سكان قطاع غزة على ترك أرضهم بالقوة وهنا يتضح هذا المعنى، بأنه سيرغمهم مرة أخرى على الهجرة طواعية نتيجة القصف العنيف على القطاع، وتدمير ما تبقى من أسباب الحياة، مستطردًا:» عدم وجود العقاب تجاه كل هذه الجرائم التى ترتكبها حكومة الاحتلال، سبب رئيسى فى تمادى جيش الاحتلال وثقته فى الدعم الأمريكى له، لذلك لا بد من وجود رد فعل عقابى وقرارات قوية تجعل إسرائيل تدرك أنها ستتعرض لعقوبات صارمة، فبدون رد فعل عربى سننتقل من مرحلة لأخرى وإسرائيل مستمرة فى هجماتها الغاشمة دون وجود رادع قوي، فبدون القرارات العقابية ما الذى يمنع إسرائيل من استكمال هجماتها على سكان القطاع العزل؟».
بدوره قال رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى روحى فتوح، إن المجزرة البشعة التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى أثناء تحضير السحور استعدادًا للصيام، بقصف منازل وخيام ومراكز إيواء المدنيين بالطائرات والمدفعية هى جريمة حرب وإبادة جماعية بكل المقاييس، مضيفًا:» نتنياهو يستخدم قتل الأبرياء من الأطفال والنساء للهروب من قضايا الفساد التى تلاحقه، وإطالة زمن حكومته المجرمة، وإنقاذ مستقبله السياسى وتنفيذ وعده لحلفائه من اليمين الفاشى باستئناف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى، وستظل إبادة العشرات من الأبرياء نساء وأطفال هى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الحر، وشاهدًا على تقاعس المجتمع الدولى وعجزه عن حماية الأطفال والنساء وفرض وقف إطلاق النار».
وأضاف «فتوح»، أن خرق التهدئة المعلنة ووقف إطلاق النار هى نتيجة مباشرة لضوء أخضر ودعم من الإدارة الأمريكية لحكومة الاحتلال العنصرية لتنفيذ هذه الجرائم، فالدعم العسكرى الأمريكى اللامحدود لحكومة اليمين الإرهابية وتوفير الحماية السياسية والتهديدات الأمريكية بفتح أبواب جهنم على قطاع غزة جعلت من «واشنطن» شريكًا أساسيًا فى قتل الأطفال والنساء.
وطالب «فتوح» المجتمع الدولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، بالتحرك الفورى للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الحرب الإجرامية وتثبيت وقف إطلاق النار، كما طالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته فى حماية الشعب الفلسطيني، خصوصًا فى ظل الوضع الإنسانى المتدهور فى غزة، وإغلاق المعابر الحدودية التى تزيد من معاناة الشعب المحاصر.
من جانبه أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، مقتل مجموعة من قيادات العمل الحكومى فى القطاع، منهم عصام الدعليس رئيس متابعة العمل الحكومى، والمستشار أحمد الحتة وكيل وزارة العدل، واللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية واللواء بهجت أبو سلطان مدير عام جهاز الأمن الداخلى».
وأشار المكتب إلى استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيونى بشكل مباشر هم وعائلاتهم، ومعهم المئات من أبناء الشعب الفلسطينى جراء الجرائم المتواصلة
من جانبها علقت وزارة التربية والتعليم العالى فى قطاع غزة، العمل فى جميع المدارس والمؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر، وذلك حفاظًا على سلامة الطلبة والمعلمين فى ظل القصف المكثف على قطاع غزة».
من جانبها سارعت قوات الاحتلال بتوزيع منشورات تفيد بضرورة إخلاء بعض المناطق فى شرق غزة بعد موجة من الهجمات الجوية على القطاع، داعية إلى إخلاء أحياء بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة شرقى قطاع غزة.