الثلاثاء 1 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكعك.. الحلوى التى اجتمعت عليها قلوب المصريين

رائحته تملأ الشوارع والمنازل احتفالا بالعيد

مع اقتراب العد التنازلى لحلول عيد الفطر المبارك، تعود رائحة الكعك والبسكويت لتملأ الشوارع والمنازل، فى مشهد يتكرر كل عام لكنه لا يفقد رونقه بين الأفران التى تعمل بلا توقف والأمهات اللاتى يجتمعن لتحضير العجين.



ويصبح الكعك أكثر من مجرد حلوى، بل طقسًا يحمل فى طياته عبق الذكريات ولمّة العائلة وروح العيد، وهذا ما تشاهده فى كل البيوت المصرية فى المدن والريف والأحياء الشعبية بمختلف المحافظات.

فى أفران الحي، يقف العمال لساعات طويلة، يقلبون صوانى الكعك فى الأفران، فيما يتردد صوت المزاح بين الزبائن المنتظرين دورهم للحصول على نصيبهم من هذه الحلوى الذهبية المغموسة فى السكر البودرة.

تقول أم خالد حسين: “العيد من غير كحك ملوش طعم، عادة توارثناها من أمهاتنا، فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان نبدأ فى صناعة الكعك والبسكويت والقراقيش والغريبة والبيتيفور، وقد يستغرق تحضيرها من ٣ إلى ٥ أيام، ثم نذهب بها لتسويتها فى الأفران”.

وتقول أم أحمد أشرف من محافظة الفيوم: “نتجمع كلنا قبل العيد لصناعة احتياجاتنا من كحك العيد. عادة ما بنقدرش نستغنى عنها، بتجمع العيلة وبتحسسنا بالعيد بجد”.

لا يحلو العيد إلا بفرحة صناعة كحك العيد داخل المنازل، ففى محافظة المنيا يرفض العديد من الأسر شراء الكعك الجاهز ويفضلون السيدات صناعته فى المنزل لإدخال الفرحة على الأطفال بتجمع الأسرة فى طقس فريد للمصريين.

وتعد قرى المنيا ذات طابع خاص فى الاستعداد للعيد، وذلك بصناعة الكعك بكميات كبيرة فى المنازل حيث تتجمع الأسر والأطفال والأقارب، وتتشارك الجيران من أجل تجهيز الكعك والبسكويت، لتفوح روائح صناعة الكعك فى كل الشوارع.  ويعتبر الكعك والبسكويت من أهم الطقوس المصرية التى يحتفل بها المصريون فى عيد الفطر المبارك.

وقدمت المدرسة الفندقية بالمنيا خدمة جديدة فى إطار “المدارس المنتجة”، حيث طرحت المدارس أنواعًا مختلفة من الكعك والبسكويت بأسعار مخفضة جدًا، حيث تختلف أسعار الكعك والبسكويت من مكان لآخر حسب الخامات المستخدمة والإضافات.

=فى الشرقية، داخل أحد الأفران الشعبية فى مدينة كفر صقر، يقف العشرات فى انتظار صوانى الكعك الساخن المغطاة بالسكر الناعم. 

فى زاوية أخرى، يواصل العمال عملهم لساعات طويلة وسط حرارة الفرن المرتفعة، حيث يصف أحدهم الأمر قائلاً: “هذه الأيام هى الأكثر ازدحامًا فى السنة، لكن لا عيد بدون كعك!”

تواصلت “روزاليوسف” مع أحمد سعيد، صاحب مخبز فى كفر صقر، قائلاً: “موسم العيد هو الأهم لنا، فالإقبال يتضاعف مقارنة بباقى العام، لكننا نواجه تحديات مثل ارتفاع طفيف فى أسعار الخامات، ونقص العمالة الماهرة”.  وأضاف أن ضغط العمل يجبرهم على تشغيل الفرن 24 ساعة يوميًا، مما يؤدى إلى أعطال متكررة فى المعدات.

وقال محمود أحمد، عامل فى أحد الأفران، إن العمل خلال هذه الفترة “مرهق جدًا، حيث نبدأ فى العاشرة مساءً وننتهى مع أول ضوء للصباح، وسط حرارة الفرن المرتفعة”.

 وأشار إلى أن بعض العمال يفضلون هذه الفترة بسبب الأجور الإضافية التى يحصلون عليها.

وأوضح محمد أحمد، تاجر مستلزمات حلويات، أن الأسعار ترتفع بسبب زيادة الطلب: “الدقيق، السمن، والمكسرات، كلها أسعارها متغيرة حسب السوق، مما يؤثر على التكلفة النهائية للكعك”.

وتقول ندا من الاسكندرية: كل سنة منذ عشر سنوات تعودنا على القيام بمبادرة للخير ضمن جمعية «انتيك التنموية الخيرية» وهى صنع الكعك آخر ١٠ أيام من رمضان وتوزيعه على المارة فى الشارع بل والذهاب الى المحتاجين فى منازلهم. وتضيف يأتى كل يوم لنا عدد كبير من المتطوعين من مختلف الأعمار للمشاركة فى صنع الكعك وأيضا يأخذون نصيبهم من الكعك الذى يعد عادة فرعونية قديمة عرفها الفراعنة.  وتضيف: نشعر بفرحة كبيرة والجميع يساهم فى نشر روح المودة والرحمة ، فالهدف من توزيع الكعك إعادة روح الود والإخاء. وأيضا يتم توزيع الكعك على الأجانب فى الشوارع ويكونون سعداء به كثيرا لأنهم يشعرون أن هذه عادة وأكلة مصرية قديمة ومصنوعة على الطريقة القديمة.