القصر الإسلامية..
عاصمة الواحات فى العصور القديمة وطريق حجاج شمال إفريقيا

الوادى الجديد - محمد محروس
تُعد قرية القصر الإسلامية فى واحة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد واحدة من أبرز المعالم التاريخية فى مصر، خاصة فى الصحراء الغربية والواحات.
تتمتع هذه القرية بتاريخ عريق، حيث كانت أول نقطة استقبال للقبائل الإسلامية فى الواحات عام 50 هجريًا.
كما تضم بقايا مسجد يعود إلى القرن الأول الهجرى، مما يجعلها واحدة من أهم الآثار الإسلامية فى المنطقة.
إسلام محمود، أحد العاملين فى المجال السياحى بالوادى الجديد، وأحد سكان قرية القصر الإسلامية، أشار إلى أن القرية تقع على بعد 25 كيلومترًا من مدينة موط.
وقال إسلام إن القرية تمثل نموذجًا متكاملاً من العصور القديمة، حيث كان الأهالى يهتمون بإنتاج زيت الزيتون وتخزين التمور.
تحتوى القرية على مبنى المحكمة القديمة التى كانت مزودة بصحن واسع ومكان مخصص للقاضي، ويُقال إنها من بقايا العصرين العثمانى والمملوكي.
وأضاف إسلام أن القرية كانت جزءًا من طريق حجاج المغرب العربى ودول شمال إفريقيا، حيث يمر بها الكثير من الحجاج عبر العصور.
من أبرز معالم القرية مسجد «نصر الدين»، الذى يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري.
يحتوى المسجد على ضريح نصر الدين، وتتميز مئذنته التى يبلغ ارتفاعها 21 مترًا بأنها تحمل طرازًا معماريًا من العصر الأيوبى ولا تزال تحتفظ بمعالمها بوضوح.
من جهة أخرى، تضم القرية “الفاخورة” التى تُعد أقدم مكان لصناعة الفخار فى الواحات، وهى مهنة توارثها الأبناء عن الأجداد وما زالت حية حتى اليوم. وتتميز القرية أيضًا بتخطيط هندسى مميز، حيث تم تقسيمها إلى أحياء وحارات، وكان لكل حارة باب كبير يُغلق ليلاً.
كانت القرية تضم عشر بوابات تغلق على الحارات ليلاً، وتمت تسمية هذه الحارات على أسماء العائلات التى كانت تسكنها، مثل حارة الحبانية والنجارين والحدادين والفخارية.
وتجدر الإشارة إلى أن قرية القصر شهدت فى عام 2015 مشروع ترميم ضخم بتمويل من الحكومة اليابانية، والذى كان يهدف إلى حماية بعض المبانى المهددة بالانهيار.
كما شهدت القرية تصوير عدد من الأعمال السينمائية مثل فيلم «عرق البلح» وفيلم «أبوعلى».