اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا فى حوار لـروزاليوسف:
مشروعات قومية عملاقة تدخل الخدمة.. وتحديث كامل لمنظومة النقل والمواصلات

علا الحينى
كشف محافظ المنيا فى حواره لـ«روزاليوسف»، أن من أبرز الملفات الشائكة، تطوير منطقة الحبشي، ونقل سوق الجملة الذى ظل مؤجلًا سنوات طويلة، واستغلال المشروعات التى كانت متوقفة وإعادتها للحياة، والمتحف الآتونى الذى ظل العمل متوقفًا به لسنوات، فضلًا عن بعض المشروعات التى تم استغلالها الاستغلال الأمثل وأسهمت بشكل كبير فى إحداث طفرة بالأسواق، من خلال استغلال البعض منها كأسواق اليوم الواحد، ناهيك عن أن هناك ملفات يتم استكمالها بمشروع وسائل النقل الحضارية واستبدال سيارات البيك أب المستخدمة فى نقل الركاب وتوفير ميكروباصات حديثة تعمل بالغاز، وذلك بعد تزايد معدل حوادث «البيك أب». فإلى نص الحوار:
■ بداية.. المتحف الآتونى حلم كبير يترقب تحقيقه منذ 22 عامًا.. متى سيرى النور؟
- بالفعل المتحف الآتونى من أهم الملفات التى تحركنا فيها منذ أن توليت المحافظة، وبعد دراسة الأمر تم رفع أمر المتحف إلى رئاسة الجمهورية، وعلى الفور تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وأمر بإنهاء إنشاءات وتجهيزات المتحف الآتوني، وتم دفع العمل به، ونجحنا فى الانتهاء من الدفع النفقى لكابل الكهرباء من ضفة النيل الغربية حتى الضفة الشرقية بتكلفة وصلت إلى 35 مليون جنيه، وبالتالى إمداد المتحف بالتغذية الكهربائية المطلوبة التى كانت ضمن أسباب تعطل المتحف مع دعم وتغذية قرى شرق النيل وهو أول مشروع دفع نفقى على عمق 20 مترًا أسفل نهر النيل، وقريبًا سيرى المتحف النور.
■ تمتلك المنيا ظهيرين صحراويين كبيرين يتضمنان مساحات شاسعة من أراضى أملاك الدولة.. إلى أى مرحلة وصل ملف التقنين؟
- ملف تقنين أراضى أملاك الدولة، كان واحدًا من الملفات المهمة التى بدأت المنيا تخطو فيها خطوات كبيرة إلى الأمام فى نسبة تقنين الأراضي، واستطعنا استرداد 3147 قطعة أرض وإخطار المساحة العسكرية بها، مع تسليم عقود تقنين أراضٍ للجادين فى إجراءات التقنين ووصلت إلى 3154 عقدًا بإجمالى متحصلات 2 مليار و300 مليون جنيه.
■ وماذا عن ملف التصالح فى مخالفات البناء؟
- حققنا تقدمًا ملحوظًا وحصلنا على المركز الثانى على مستوى محافظات الجمهورية فى إنهاء طلبات التصالح، ووصل عدد الطلبات المقدمة للتصالح إلى 133 ألفًا و273، تم البت فى 129015 بنسبة 96.8٪ فى المركز الثانى بإجمالى متحصلات 236 مليونًا، ووجهت وزارة التنمية المحلية الشكر لمحافظة المنيا للإنجاز الكبير فى هذا الملف، وتم إصدار 134 ألفًا و139نموذجًا وهو أعلى معدل على مستوى الجمهورية، حيث شكلنا 34 لجنة للبت من خلال 114 مهندسًا تم تعيينهم للمساهمة فى إنجاز ملف التصالح، الأمر الذى وفر عددًا كبيرًا من فرص العمل.
■ المراكز التكنولوجية مرحلة جديدة من تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.. ما تطوراتها؟
- تطوير المراكز التكنولوجية، أولوية فى خطط واستراتيجيات الدولة، ضمن مشروع التحول الرقمى الذى تنفذه الحكومة الذى يحظى باهتمام كبير من قبل رئيس الجمهورية لدورها الحيوى وقدرتها على توفير الخدمات للمواطنين بأسلوب ميسر وبسيط، إذ سيتم تطوير المراكز التكنولوجية بالمحافظة وتحديثها لتواكب أحدث التقنيات لتحسين أداء العمل ولتسهيل حصول المواطنين على الخدمات، حيث تعمل تلك المراكز على توفير أكثر من 60 خدمة للجمهور، إضافة إلى المساهمة فى استراتيجية الدولة لمكافحة الفساد بفصل طالب الخدمة عن مقدمها وتعزيز استخدام البوابة الالكترونية وإنهاء المعاملات عبر المنظومة الرقمية، ناهيك عن أنه سيتم إنشاء 3 مراكز تكنولوجية متطورة كمرحلة أولى بمراكز المنيا وسمالوط وبنى مزار، وستكون المراكز مصممة لاستيعاب أكثر من225 مواطنًا مع مراعاة خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة بعمل مدخل مخصص لهم لسهولة الحركة لهم ولكبار السن.
■ حدثنا عن الخدمات التى سيقدمها مجمع الذكاء المكانى كأول مركز ينشأ بقرار وزارى فى المنيا؟
- مجمع الذكاء المكانى الذى صدر القرار الوزارى بتشكيله، يعد هدية كبيرة لأهالى المنيا، حيث يهدف المجمع لتوحيد البنية المعلوماتية على مستوى المحافظة وعلى جميع القطاعات سواء التراخيص أو البناء أو ارتفاع مناسيب البناء، والمجمع أيضًا معنى بإصدار الخرائط لكل ما هو أسفل سطح الأرض من بنية تحتية من خطوط مياه أو صرف صحى أو كابلات الكهرباء والغاز الطبيعي، ويعد مجمع الذكاء المكانى أول مركز ينشأ بالطريقة المجمعة، إذ يضم المجمع 6 إدارات تكون معنية بعمل البنية المعلوماتية للمحافظة، والخرائط ومركز للبرمجيات والحاسبات واكاديمية لتخريج الكوادر والرفع المساحي، وهو أول مركز ينشأ بالطريقة المجمعة ويمكن المحافظة أن يكون لديها بنية معلوماتية كاملة يكون لها الأثر فى تنميتها اقتصاديًا.
والهدف من إصدار تلك الخريطة المعلوماتية، تجنب حدوث المشكلات أثناء الحفر حال وقوع أية مشكلات، الأمر الذى يوفر استثمارات كبيرة قامت بها الدولة لرفع كفاءة وإحلال البنية التحتية بمشروعات قومية ضخمة، ناهيك عن أن المجمع يستخدم فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتوقع للأماكن التى من المحتمل تعرضها للمشاكل أو التعديات فى مخالفات البناء من خلال دراسة نمط التعديات.
ويشمل مجمع الذكاء المكانى أكاديمية لتدريب الكوادر وإعطاء دبلومة بالتعاون مع جامعة المنيا وهيئة الاستشعار عن بعد، حيث سيتم تدريب وتعليم الكوادر من العاملين للعمل بهذا المجمع، فضلًا عن أن من أهم ما يقدمه المجمع الرفع المساحى وإعطاء الترخيص، حيث يضم المجمع أجهزة رادار كبيرة للكشف عن المشكلات تحت سطح الأرض ويتم استخدامه حال حدوث أية مشكلات لمنع الحفر العشوائى الذى يؤثر على استثمارات الدولة ويتم تأجير تلك الأجهزة بأطقم عملها للشركات العامة وشركات المقاولات وهى وحدة اقتصادية تعطى درجة كبيرة من الحوكمة والرقابة.
■ حدثنا عن استعداداتكم للانضمام لمنظومة التأمين الصحى الشامل؟
- إنجازات القطاع الصحى فى السنوات الـ 10 الأخيرة كبيرة، إذ شهد القطاع الصحى فى المحافظة نقلة نوعية كبيرة، وذلك بفضل رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحرصه الدائم على أن تكون الصحة على قمة الأولويات، فالمنيا من المحافظات الكبيرة التى تقدم الخدمات الطبية لما يقرب من 7 ملايين مواطن من خلال 30 مستشفى يضم 1325 سريرًا داخليًا، و395 سرير رعاية مركزة، و193 سرير استقبال، و56 غرفة عمليات، بالإضافة إلى 493 ماكينة غسيل كلوى و265 حضّانة أطفال.
وهناك العديد من المنشآت الصحية التى شهدت رفع كفاءة، منها مستشفيات الصدر والحميات، بالإضافة إلى افتتاح مستشفى علاج الأورام بسمالوط، الذى يُعد أول مستشفى لعلاج الأورام تابع لقطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة، وهناك جهود متواصلة لبدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل بنهاية العام الجارى لتقديم خدمات طبية وعلاجية على أعلى مستوى لأبناء المحافظة.
■ قطاع النقل والمواصلات ملفات شائكة.. ما خطتكم لتطوير تلك المنظومة؟
- هناك خطة متكاملة لتطوير منظومة النقل داخل محافظة المنيا، وتحديثها وإعادة تنظيم المواصلات داخل مدن ومراكز المحافظة بوضع خطوط سير جديدة لتشمل جميع الامتدادات التوسعات العمرانية والمواقف الجديدة وبما يتناسب مع عدد سكان المحافظة، وإنشاء مواقف جديدة مخططة بدلًا من العشوائية التى نتلقى عنها عشرات الشكاوى من المواطنين نتيجة انتشارها بشكل عشوائي.
ومن أهم محاور الخطة، مبادرة إحلال سيارات الربع نقل «البيك أب» التى تُستخدم فى نقل الركاب بسيارات ميكروباص اقتصادية تعمل بالغاز الطبيعي، لتصبح مواصلات آمنة آدمية تليق بالمواطن المنياوي، ناهيك عن أن تلك المبادرة جاءت استجابة لمطالب المواطنين بتوفير وسيلة مواصلات آدمية، بما يسهم فى الحد من حوادث الطرق التى تسببت فيها سيارات البيك أب، وراح ضحيتها العديد من المواطنين، نتيجة استغلال تلك السيارات فى نقل العمالة غير المنتظمة والعاملين بالمزارع بقرى الظهيرين الصحراويين، الأمر الذى ارتفعت معه معدلات حوادث الطرق.
فشهدت المنيا خلال العام الأخير نحو 550 حادثًا للسيارات الربع نقل أسفر عن وقوع أكثر من 332 حالة وفاة وما يقرب من 717 إصابة و342 حادثًا وإتلاف 336 سيارة وكلها حوادث ناتجة عن الاستخدام غير القانونى لمركبات «البيك أب» فى نقل الركاب، ما يُعد مخالفة صريحة لقانون المرور، إذ إن هذه المركبات مصرح لها فقط بنقل البضائع، وليس المواطنين.
وشهدت المنظومة منذ انطلاقها نجاحًا كبيرًا بمراكز المحافظة، حيث تقدم ما يزيد على 2000 من أصحاب سيارات البيك اب وتم استبدال 497 سيارة، وجار الاستكمال فى مركز ومدينة المنيا تحديدًا، ما جعلها خالية من سيارات البيك اب، الأمر الذى يعكس الإقبال الواسع من المواطنين على المبادرة، التى وفرت لهم وسيلة نقل حضارية وآمنة ومريحة، كما حققت أرباحًا ملموسة لأصحاب السيارات الميكروباص الجديدة التى تعمل بالغاز الطبيعى.