الدعم العربى.. «كلمة السر» فى قلب الموازين العسكرية

السيد الشورى وأمانى عزام
قبيل حرب السادس من أكتوبر، كان العرب صفًا واحدًا خلف الدولة المصرية، وقدموا العديد من الدعم، سواء ماديًا أو سياسيًا، وظهر المعدن العربى الأصيل فى مواقف العديد من رؤساء الدول العربية، الذين لم ينسوا أن مصر لم تتأخر يومًا عن مساندتهم، فبذلوا كل غال ونفيس لمساندة مصر فى معركة التحرير.
وكان التضامن العربى «نقطة فاصلة» فى تحقيق النصر، وفرض الإرادة العربية على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فضلًا عن تحقيق أول انتصار عسكرى على إسرائيل، فضلًا عن أن حرب أكتوبر كانت حربًا عربية قومية بامتياز، إذ اتخذت خلالها الدول العربية موقفًا موحدًا وضحوا بالرجال والسلاح والمال فى سبيل استعادة الأراضى العربية المحتلة وتحقيق هذا النصر العربى التاريخى العظيم.
الدول العربية، كانت تتسابق لدعم دول المواجهة “سوريا ومصر”، حيث أرسلت العراق أسرابًا من الطائرات المقاتلة لمصر وسوريا وقوات برية إلى سوريا، كما أرسلت الجزائر طائرات مقاتلة ولواء مدرع ، ورغم أنها لم تشارك فى أى عمليات، فضلًا عن قيام الرئيس الجزائرى “هوارى بومدين” بدفع 200 مليون دولار إلى الاتحاد السوفيتى ثمنًا لأية أسلحة أو ذخائر تحتاجها مصر أو سوريا.
كما تبرعت السعودية بـ200 مليون دولار، وحظرت صادرات البترول للغرب مع باقى الدول العربية النفطية ، فضلًا عن إرسال 20 ألف جندى إلى الجبهة السورية، ناهيك عن موقف الشيخ زايد رئيس الإمارات العربية المتحدة، بقطع النفط عن إسرائيل والدول التى تدعمها وكان عامل ضغط قويًا على الدول الأجنبية. وقدمت ليبيا مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، و تبرعت بـ40 مليون دولار و4 ملايين طن من البترول، علاوة على إرسال سرب ميراج 5 ليبى تمركز فى جناكليس ولم يشارك فى القتال، وتمويل السرب 69 ميراج-5 والذى قاده طياران مصريان، بالإضافة لمشاركة القوات الأردنية والمغربية فى الحرب على الجبهة السورية بإرسال ألوية مدرعة ومشاة وقوات إضافية تشمل طائرات حربية ودبابات.
السودان، كانت من أوائل الدول الداعمة لمصر فى حربها حيث نظمت مؤتمر الخرطوم والذى تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية “لا” وهى لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وإرسال فرقة مشاة على الجبهة المصرية ونقلت الكليات العسكرية المصرية إلى أراضيها، وأرسلت الكويت كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة لمصر، ولواء مختلط من المدرعات والمدفعية والمغاوير والمشاة تعرف باسم “قوة الجهراء المجحفلة” إلى الجبهة السورية.
وكانت تونس، من الدول التى دعمت مصر عسكريا، بالإضافة لقيام اليمن بإغلاق بحرى أمام السفن الإسرائيلية والدول الداعمة للاحتلال، كما شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والإعانات العينية والتبرع بالدم لمساندة الجيش المصرى كما أعلنت حكومة البحرين، وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية”، ثم لحقته بقرار ثان بإنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا الخاصة بمنح تسهيلات للبواخر الأمريكية فى ميناء البحرين. وفى عمان، أطلق السلطان قابوس مبادرة بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، كما قام بإرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لعلاج الجنود المصريين المصابين.