الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مستريح الجمعيات الخيرية

مستريح الجمعيات الخيرية

عمليات النصب والاحتيال زادت فى السنوات الأخيرة، خاصة عمليات النصب على الأفراد والجماعات والاستيلاء على أموالهم بطرق غير مشروعة بالمرة،حتى انتشرت ظاهرة أطلق عليها ظاهرة المستريح الذي يستطيع أن يحصل على أموال المواطنين بحجة تشغيلها لهم مقابل حصولهم على فوائد شهرية مرتفعة جدًا قد تصل فى الشهر إلى أكثر من 30 و 40٪ من قيمة الأموال التي يدفعونها، وفى الآونة الأخيرة انتشر أيضًا مستريح الأعمال الخيرية، وهم مجموعة من النصابين والمحتالين الذين ظهروا فى شكل أعمال خيرية، ويستعينون أيضًا ببعض النصابين الذين يرتدون الزى الأزهرى وهم لا يمتون للأزهر بأى شكل، وقاموا بعمل برامج دينية على قنوات فضائية مجهولة ويطلبون من المشاهدين التبرع لهم من أجل  زراعة نخلة أو حفر بئر أو زراعة شجر زيتون حتى ينالوا الثواب الكبير، خاصة فى بناء المساجد واستطاعوا خداع عدد كبير من المشاهدين من هؤلاء منعدمى الضمير، حتى كانت النتيجة التي لم يتوقعها أحد فقد ألقت أجهزة الأمن فى الأيام الماضية القبض على عصابة الصدقة الجارية ومبادرات ازرع نخلة والتي تتخذ من أعمال الخير ستارًا لأعمالها الاحتيالية والنصب على المشاهدين من الناس الغلابة الذين يصدقونهم ويتعاطفون معهم، بعد أن قام أربعة أشخاص بتشكيل عصابى وأسسوا جمعية خيرية وقناة فضائية فى إحدى الشقق السكنية لبث أنشطتهم المجهولة والتي تحتوى على مواد إعلامية لمشروعات زراعة النخيل بزعم أنها من مشروعات الصدقة الجارية واستعانت هذه العصابة بشيوخ كومبارس للترويج للأعمال  الخيرية المزعومة لجمع أكبر قدر من التبرعات المالية دون وجود حسابات بنكية أو ملفات رسمية لهذه العصابة وضبط بحوزتهم على قرابة المليون جنيه أموالًا “سايلة“ وأجهزة ومعدات تصوير مستخدمة فى بث البرامج على هذه القناة، وقد أقر المتهمون باستدراجهم المشاهدين عن طريق الترويج لحالات مرضية مزعومة والتأثير عليهم عاطفيًا للتبرع للجمعية الخيرية التي تحمل نفس اسم القناة غير المرخصة ولا يوجد لهم أى أوراق أو سجل رسمي بملفات الدولة.



هذه القضية لم تكن الأولى أو الأخيرة، ففى السنوات الماضية انتشرت أيضًا ظاهرة حفر بئر فى مدن ودول أفريقية فقيرة وكذلك أيضًا تبرع بثمن خروف العقيقة وذبحه فى قرى أفريقية نائية للتصدق به على الفقراء ومنعدمى الدخل إلا أن أجهزة الأمن استطاعت أن تلقى القبض على عدد منهم وتبين أنهم لم يذهبوا بهذه الأموال إلى أفريقيا أو غيرها من الدول بل يقومون بتصوير هذه المشاهد فى الصحراء المصرية مستخدمين الجرافيك فى عمليات التصوير ويستأجرون بعض الأشخاص من ذوى البشرة السمراء على أنهم أفارقة يقيمون فى قرى نائية.

مثل هؤلاء النصابين والمحتالين الذين انتشروا فى القنوات الفضائية،خاصة فى البرامج الدينية يجب أن تتم محاكمتهم ليس بتهمة النصب والاحتيال فقط بل بتهمة مخالفة الضمير ودغدغة المشاعر والأحاسيس ويجب أن تتم مراجعة كل البرامج الدينية التي ترعاها جمعيات خيرية مجهولة تحصل من وراء هذا البرنامج الشهير على أموال طائلة لأن بعض الناس تصدق ما يقولونه وتثق فى مقدمى البرنامج سواء من إعلاميين أو رجال دين الذين لابد ألا يتم إعفاؤهم من المسؤولية لأنهم ساعدوا على ظهور وانتشار مثل هذه الجمعيات المحتالة الذين حصلوا على ثقة المشاهد من خلال هؤلاء الإعلاميين ورجال الدين.

أسوأ أعمال النصب هو النصب باسم الدين، والاستيلاء على أموال الناس بالباطل، وهؤلاء يجب أن يتم الضرب بيد من حديد عليهم حتى لا يعودوا مرة أخرى لمثل هذه الأعمال الباطلة.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..