جهود دبلوماسية مكثفة لتفعيل خطة السلام ووقف إطلاق النار؟

نور الدين أبوشقرة
ستظل مصر هى “حائط الصد” ضد عمليات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ويشهد التاريخ أن “القاهرة” قدمت لدعم القضية ما لم تقدمه أى دولة أخرى، إذ أكد عدد من الخبراء أن الدول العربية وحدها هى القادرة على إيجاد حل للأزمة وفتح الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية، عبر استخدام الصفقات التجارية كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية، لتضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال اللواء نصر سالم - رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن مصر تقف حائطًا ضد المؤامرة الكبرى التى تديرها أمريكا مع إسرائيل ضد غزة، رغم ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من قتل ودمار واستفزازات للإدارة المصرية، فضلًا عن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الداعمة للكيان الصهيونى.
وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: «كنت أتمنى من الدول العربية التى ذهب لها «ترامب» أن تستخدم هذه الصفقات كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية أو على الأقل فى تخفيف ما يدور فى قطاع غزة، وأن تأتى دعوة من الدول العربية بإنفاق مليارات لإعادة إعمار غزة، فقط مصر من تنادى بالسلام، وتنادى بالإعمار وتنادى بوقف لإطلاق النار».
وتابع سالم:” الدول الأجنبية هى من تطالب مع مصر بوقف العدوان على قطاع غزة، جنوب إفريقيا هى من رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل، والدول الغربية هى من تندد بالقتل والحرق والتجويع، ورغم ذلك لم يفت الوقت، وعلى الدول العربية أن تتحد أو تقدم يد العون للأشقاء فى قطاع غزة، وأن تقف بجوار الإدارة المصرية لنصل لحل جوهرى من شأنه إيقاف الحرب ودخول المساعدات للقطاع والعمل من جديد على إعادة إعمار غزة.
وأردف: ”سيناريوهات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بشكل دائم فى الحقيقة هى فى يد العرب وحدهم، إذا تم التوصل إلى اتفاق واتحاد حقيقى لإنهاء هذا الفصل الأصعب والأطول فى مسار القضية الفلسطينية”.
بدوره أكد سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة معتز أحمدين، أنه لا أحد يستطيع أن يحدد سبب التغير فى الإدارة الأمريكية تجاه نتنياهو والحكومة الإسرائيلية، بداية من تجاهل “ترامب” لرئيس الحكومة الإسرائيلية أثناء زيارته للخليج، ثم بعد ذلك إلغاء زيارة دى فانس نائب الرئيس الأمريكى فهى تعد ثانى ضربة لنتنياهو وحكومته.
واستطرد: ”إرسال نائب الرئيس الأمريكى، كانت خطوة لتخفيف التوتر بين الإدارتين، لكن بدء عملية “عربات جدعون” العسكرية من دون إبلاغ واشنطن، أدى إلى إلغائها وزيادة التوتر مرة أخرى، وهنا نؤكد أن السبب الأول ليس إنهاء حالة الحرب فى غزة وإيقاف نتنياهو عن قتل المزيد من الفلسطينيين، لكن سبب غضب الحكومة الأمريكية هو تصرف نتنياهو المنفرد، وعدم إبلاغ الإدارة الأمريكية بما يخطط له وما سوف يقوم به”.
وتابع: ”أعتقد أن زيارة ترامب الأخيرة لدول الخليج، كان لها عامل ولو بسيط فى الضغط على ترامب من أجل التدخل لوقف ما يحدث فى غزة، إلى جانب شعور «ترامب» بالفعل أن «نتنياهو» لا يحقق إنجازًا داخل القطاع، بل مزيدًا من القتل والتدمير مما يجعل الإدارة الأمريكية تحت ضغط عربى وعالمى كبير، مؤكدًا أن ترامب يتفق مع نتنياهو فى عدم رؤية حركة “حماس” والمقاومة فى غزة، وكذلك لا تبتعد فكرة التهجير عن الرغبة الأمريكية.
وأشار إلى أن نتنياهو يبقى “مشكلة مؤقتة” فى وقت لا تزال فيه إسرائيل جزءًا من الأمن القومى الأمريكى، لافتًا إلى أن واشنطن لا تتحدث عن حل الدولتين ولا القضية الفلسطينية، بل كل ما يشغلها هو اليوم التالى لغزة فقط، خاصة أن واشنطن لا تحاول منع إسرائيل من النصر، بل تحاول منع أن يجرها نتنياهو إلى الهزيمة.
واختتم تصريحاته قائلًا:” إسرائيل ما زالت مستمرة فى احتلال الأراضى الفلسطينية وحصارها والاستيطان فيها وتهويدها، وهو ما يجب على العرب الوقوف ضده”.