الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فعلًا.. عض الرجل الكلب

فعلًا.. عض الرجل الكلب

لا تقل عض الكلب الرجل، بل قل عض الرجل الكلب، هذه المقولة القديمة جدًا اتخذها أصحاب صاحبة الجلالة مضرب مثل فى كيفية بناء الخبر الصحفى ولم يكن الإعلام بشتى طوائفه بمنأى عن هذا المثل لذا جاب أصحاب الإعلام والأقلام أرجاء الكون بحثًا عن هذا الرجل الذى فعل هذه الفعلة الشنعاء للاقتصاص منه ليصبح عبرة ومثلًا لكل من تسول له نفسه فعل هذا الأمر الشنيع من بنى جنسه لكن يبدو أن هذا المثل البغيض الذى كنا ندرسه فى مادة الخبر فى الجامعة وكنا غير مصدقين أو متصورين أن يكون هناك بنى آدم من جنس البشر يفعل هذا أبدًا وكنا نتصور أن هذا المثل يؤكد لنا أن الخبر يجب أن يكون خبرًا فى غاية الأهمية حتى يلفت نظر القارئ أو المشاهد لكن يبدو أن ما درسناه فى الماضى وتصورنا أنه لا يمكن أن يحدث أبدًا وجدناه يحدث فى هذه الأيام وبكل سهولة ويسر دون أن يلفت نظر أحد أو يهتم أحد بما يحدث بين الإنسان والحيوان وأن الإنسان المصرى تحول فى بعض الحالات لأشرس وأصعب من الحيوان فقد شاهدت فى الأيام الماضية ثلاث وقائع غاية فى الصعوبة وهى لا تصدق على الإطلاق فيما يفعله الإنسان فى الحيوان الأولى هى قيام أحد الأطباء البيطريين بإعطاء حقنة مميتة لكلب مربوط من رقبته فى أحد الأعمدة بحجة أن هذا الكلب حاول عقر شخص فى الشارع فقام أهل المنطقة باستدعاء طبيب بيطرى قام بإعطاء الكلب حقنة مميتة جعلته يلفظ أنفاسه فى الحال مما أدى إلى إعدامه وقتله فى الحال وهناك من وقف يشاهد الكلب وهو يحتضر وهم يضحكون ويصفقون للطبيب وكأنه انتصر فى معركة حربية رغم أن هذا الطبيب هو من يعرف جيدًا كيف يعالج الأمر بدون إزهاق روح بريئة لم ترتكب جرمًا غير أنها استخدمت طبيعتها التى خلقه  الله عليها، هذا الطبيب يجب أن يقدم لمحاكمة عاجلة بتهمة القتل العمد وإزهاق روح بريئة، والواقعة الثانية التى شاهدتها قيام شاب فى العقد الرابع من عمره كان يسير فى الشارع على دراجة هوائية وكان شاهد إحدى القطط نائمة بجوار الرصيف حتى توقف بدراجته وقام بضربها بقطعة من الحجارة فوق رأسها فأرداها قتيلة فى الحال ثم فر هاربًا بدراجته دون أى شعور بذنب أو خوف من الله، أما الواقعة الثالثة فهى الأغرب والأشد على الإطلاق وهو ما رصدته إحدى الكاميرات لقيام شاب بالتحرش الجنسى بكلبة فى الشارع وفى وضح النهار دون أى شعور بالخجل أو الخوف أو حتى بالاشمئزاز، هذه الوقائع تؤكد لنا أن ما درسناه فى الماضى بأن عض الرجل للكلب هو خبر مهم أصبح قديمًا وغير حقيقى والحقيقى أن الكلب عندما يعض الرجل سيصبح هو الخبر الحقيقى بعد أن تحول بعض البشر إلى الأكثر حيوانية وشهوانية وضاعت ضمائرهم الإنسانية وأصبحوا أشرس من الحيوانات وأكثر عنفًا من أسود الغابة واختلفت مشاعرهم لتموت ضمائرهم وإنسانيتهم إلى الأبد هؤلاء لا يحتاجون لطبيب نفسى كما يطالب البعض بل يحتاجون إلى قضاء سريع وناجز ومشدد حتى لا يفكر أحد مرة أخرى أن يفعل ما فعله هؤلاء منعدمو الضمير والأخلاق والإنسانية بل هم من شوهوا الإنسانية وضيعوا الأخلاق بما فعلوه ويفعلوه.



حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا.