الأربعاء 2 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة قصيرة

الغجرية

وأنا جالس فى غرفتى المطلة على الشارع اتصفح كتابى الأخير الذى يناقش أحوال القرية من عادات وتقاليد ريفية سمعت صوتا ينادى وهى تقول: تضرب الرمل.. تضرب الرمل جذبنى صوتها ووقفت على العتبة أنظر إليها وهى تطرق باب جارتنا أثارت انتباهى بنظراتها إلى كأنها تريد شيئا منى فقالت: تشوف بختك.. يا ريت.. بعشرين جنيها ثم دخلتى معى غرفتى وجلست على الدكة إرم بياضك يا جدع أنا بقرب البعيد وأفك المربوط.. ابتسمت.. تناولت النقود بلهفة ووضعتها فى صدرها النافر وراحت تمسك يدى ضاغطة عليها برقة بسم الله؛ بسم فاطمة بنت نبينا محمد وتنظر فى عينى أنت معمول لك عمل سفلى.. ازاي.. ألام فى ظهرك ووقف الحال.. اندهشت كثيرا ثم تهت فى دروب العتمة الكثيرة أبحث عن الشخص الذى ضرنى من الذى فعل ذلك؟.. أقرب الناس ليك.. فعلا أنا عندى غضروف فى الفقرات وعلى غير المتوقع حضرت أم محمد إلينا وهى تقول: بختك معروف.. نطقت فرحة الغجرية: من هي؟ زوجتى أم محمد.. بتغير عليك كتير الله يكون فى عونك؛ هاتى ياأم محمد فتلة بيضاء من بكرة جديدة الملك من قبيلة بنى عامر ضاغط على عظم زوجك؛ مش بير ضى بالقليل أبداً عايز مائتى جنيه.. نطقت أم محمد:  صحيح يا ست فى عمل؟.. أيوه ولاد الحرام كتير.. أمسكت الفتلة وفردتها بشدة بين يديها وبدأت تعقد خمس عشرة عقدة وأنا أنظر إليها فى حيرة وهى تقرأ التعويذات السليمانية التى تجلب الحظ السعيد وعندما انتهت من قرءاتها قالت بصوت عال: انفخ نفس طويل فى الفتلة.. نفخت بكل ما أتيت من قوة ووضعت الفتلة بين ساقى السمينتين ثم أخرجت الفتلة فى لمح البصر مفرودة.. تهت كثيراً وأنا بغير وعى ووضعت الفتلة على ورقة بيضاء وقامت بطي الورقة سبع مرات؛ خذ هذا الحجاب ضعه تحت الوسادة التى تنام عليها والعيش والملح بجوار رأسك من ناحية اليمين وباذن الله سوف تشفى من الغضروف.. فرحت كثيراً وتركت يدى المرتعدة وبدأت تمسح على شعر رأسى المبلل بالعرق ليه الحلاوة الكبيرة.. حاضر.. خرجت من الغرفة وأنا حائر بينما أم محمد تضحك كثيراً وتضرب كفًا على كف فاحضرت الحزام الطبى كى ألفه على ظهرى ثم عدت إلى القراءة امصمص فى شفتى الجافتين.



كتبها - سيد عبد العال سيد